بينما تبكى بهية على حالها يقف «المظلمون» فى ظلامهم، ليمارسوا نفس طقوس شرورهم وترنيمات ضلالهم، وفى الصورة دودة القز المصرية «الشباب» يجهزون أوراق التوت ليأكلوها فى 30 يونيو، ليصنعوا لمصر حريرها بعد عام الرمادة، رماد وطين مرسى وعشيرته دفعهم إلى «التمرد»، فجاءوا بغزل الصوف بعد أن ظنت «الخراف» أنهم أنهكوا بعد أعوام ثلاثة من سرقة ثورتهم واغتصاب مستقبلهم، المشهد يتكرر بتفاصيل أخرى فيها الظلم والدم والاستبداد ومعها هذه المرة الخيانة، الوطن الذى أصبح أرخص شىء فى سوق نخاسة «المقطم»، فهو ليس إلا قطعة شطرنج على طاولة المؤامرات، وناسه ليسوا إلا طوابير تنتظر الزيت والسكر أو مخدوعين بيافطة المشروع الإسلامى، بينما الحقيقة لا تمت للأديان بصلة، فهى دين جديد يولد على أرض الكنانة، كتابه المقدس «المصلحة» وآياته «تعليمات المقطم» وكهنته يشبهون آلهة الكذب فى ديانات العالم القديم! أيها المصرى الذى انخدعت فيهم وبهم.. اغضب، أيها المصرى الذى انتهكت أراضيك وصارت سلعة للأتراك والقطريين.. اغضب، أيها المصرى الذى قتلوا أولادك فى رفح.. اغضب، أيها المصرى الذى استباحوا سيناءك.. اغضب، أيها المصرى الذى تلعن يوميا حياتك فى طابور أو فى سوق.. اغضب، أيها المصرى الذى أريقت دماء شبابك فى الميادين.. اغضب، أيها المصرى الذى نهش المتآمرون لحم بناتك.. اغضب، أيها المصرى الذى هان فيه بلدك بين العالمين.. اغضب، أيها المصرى الذى تكره أن تكون عبدا.. اغضب، أيها المصرى الذى لا ترضى بالهوان.. اغضب، أيها المصرى الذى تريد مستقبلا لأولادك.. اغضب، أيها المصرى الذى تريد نائبا عاما وليس خاصا.. اغضب، أيها المصرى الذى تكره أن يكون رئيسك مندوبا لجماعة.. اغضب، أيها المصرى الذى تمقت الظلم.. اغضب، أيها المصرى تذكر كم روحا ضاعت ونفسا أزهقت بسبب فشلهم.. اغضب، أيها المصرى استعد كرامتك.. واغضب، أيها المصرى الذى تسعى للحرية.. اغضب، أيها المصرى الذى تخشى على وطنك.. اغضب! أيها المصرى استعد روح توفيق الحكيم ولترسم خطوطا وتبنى حوائط للوطن فى وجه الفاشل وجماعته، فلتكن عودة الروح ومعها الوعى وبينهما «الطعام لكل فم»، لاتنخدع ب«المظلمين» فهم أضعف من بعوضة، واتبع السلمية وواجه الكيان الهش الذى تجمعه المصالح ويتدثر بالدين كذبا، وعد إلى سيرة المنافقين لتعرفهم وتقيسهم فهم على شاكلتهم، بشر متآمرون مخادعون ضعاف مترددون وجبناء، فكن على قدر وطنك وتاريخه وتسامحه واغضب لتستعيده من حظيرة المنافقين المظلمين، اللحظة سانحة والغضب نقطة فى بحر الكراهية ضد أى مستعلٍ لا يعرف قيمة لمصر الكبيرة ولهذا «انظر أمامك فى غضب»!!