اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن تأكيد وزارة الخارجية الروسية صحة تقارير تفيد عزم موسكو بيع أنظمة متطورة لصواريخ "أرض - جو" إلى سوريا، بمثابة ازدراء لجهود الولاياتالمتحدة وحلفائها، الرامية إلى تقويض قوة نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ورأت الصحيفة، في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم، أن قرار روسيا في هذا الصدد أفشل الضغوط الدبلوماسية الغربية التي تهدف إلى وقف اتمام الصفقة مع سوريا، وأنه يذكر بالتحديات التي تواجه أوروبا والولاياتالمتحدة في طريق الضغط على الأسد. وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أكد أن بلاده لا تعتزم بيع أسلحة إلى سوريا، بل ما تفعله يأتي في سياق تفعيل صفقة اتفق عليها مع دمشق منذ فترة طويلة، ويتم بمقتضاها تسليم تكنولوجيا مضادة للطائرات إلى سوريا، في حين رفض المتحدث باسم قصر الرئاسة (الكريملين) أن يعلن ما إذا كان لافروف أشار في حديثه إلى بطاريات صواريخ من طراز "إس-300"، وهي واحدة من أعقد أنظمة الدفاع الروسية وقادرة على تدمير الطائرات أو الصواريخ الموجهة. وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الروس أكدوا أن أي أسلحة ستسلمها موسكو إلى سوريا ستكون دفاعية فقط، وهو ما تجلى في تصريح لافروف بأن "الأسلحة الروسية إلى سوريا مصممة لتمكين دمشق من الدفاع عن نفسها ضد الغارات الجوية". ولهذا، أعرب المسؤولون الروس عن اعتقادهم بأن بلادهم لا تدافع عن نظام الأسد بقدر ما تدافع عن مبدأ عدم التدخل. فبعدما استسلمت إلى الضغوط الغربية إبان العمل العسكري في ليبيا للإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، أصرت موسكو على اتخاذ موقفا أكثر صرامة حيال سوريا، من خلال عرقلة أي تحركات أممية ترمي إلى زيادة الضغط الدبلوماسي أو المالي على دمشق. وكانت "وول ستريت جورنال" نشرت الأسبوع الماضي تقريرا، تناول تحذيرات إسرائيلية بأن سوريا تدفع أقساطا من قيمة اتفاق يبلغ 900 مليون دولار تم إبرامه في 2010 مع موسكو، لشراء أربع بطاريات صواريخ، بما في ذلك قسط دُفع العام الجاري من خلال البنك الروسي للتنمية الخارجية، المعروف باسم "في إي بي". a