«ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب».. قالها فى لحظة غضب قاصداً معناها، فلم تمنعه «مسيحيته» من الاستعانة بآية قرآنية يؤمن بها وبتطابقها على حاله، عم إسكندر هو والد الشهيد مينا الذى استشهد أمام قسم شرطة الشرابية يوم جمعة الغضب متأثراً بطلق نارى، مينا إسكندر شاب مسيحى خرج من ورشته فى الشرابية يوم 28 يناير، وأثناء مروره بالصدفة أمام قسم الشرابية، رأى رئيس المباحث يصوب طلقاته النارية إلى صدر محمود جاره، فجرى نحوه ولكن الرصاصة كانت أسرع، اخترقت صدر محمود، وتلتها أخرى اخترقت ظهر مينا، فوقع الاثنان على الأرض ليقعا معاً بدمائهما الزكية على تراب الشرابية، صورة ظلت عالقة فى ذهن الأب. منذ موت مينا لم يترك إسكندر مظاهرة إلا وشارك فيها، رغم جسده النحيل وقواه التى خارت من شدة الحزن على ابنه، براءة ضباط شرطة الشرابية من قتل المتظاهرين، كان يوماً فاصلاً فى حياة أب مكلوم، وقتها قال: «العين بالعين والسن بالسن والبادى أظلم». عم إسكندر شارك فى مليونية أمس الأول مرتدياً تى شيرت أبيض مكتوباً عليه باللون الأحمر: «مش هامشى غير لما آخد حق ابنى الشهيد». لا يريد إسكندر تعويضاً مهما كان، فعندما أعطاه موظف صندوق الشهداء شيكاً بثلاثين ألف جنيه على سبيل التعويض مزقه أمامه، وقال له: «حق ابنى مش هاخده فلوس، حق ابنى دم وأنا هاخده ولو ماخدتوش، ابن ابنى اللى ما عرفش أبوه هو اللى هياخده».