من حى فيصل حيث يسكن إلى التحرير، إلى مجلس الوزراء، إلى الطب الشرعى، إلى مشرحة الجثث، إلى مديريات أمن القاهرة، والجيزة، إلى المقابر، " 200 " يوم تقريباً، ذهاباً وإياباّ من يوم جمعة الغضب فى 28 يناير وحتى اليوم، هى " مشاوير " عم "السيد محمود السيد جمعة" الذى لم يسعده حظه، ولم يسعفه حتى اليوم فتبدلت حياته كلها وليس مشاويره فحسب، منذ أن فقد ابنه " عمرو " 18 سنة، فى تلك الجمعة ولم يره من بعدها ولم يعرف أيضاً أين " ترابه ". على أحد الأرصفة فى ميدان التحرير ستجد عم سيد، مفترشا الأرض، مضربا عن الطعام، يقوم وينام إلى جوار لوحة كبيرة عليها صورة عمرو ابنه المفقود، ومكتوب عليها " أين ترابك يا عمرو"؟ ، هذا السؤال، هو القضية التى يعيش لأجلها الأب المكلوم الآن بعد أن ترك عمله، وباع أثاث بيته، بحثاً عن ابنه " البكرى " وجريا وراء أى خيط يتهيأ له مجرد تهيؤ أنه سيوصله إلى " فرحته الأولى " الذى تحول فجأة إلى حزن كبير. عندما يقابلك وجه الرجل ستشعر أنك مكلوم مثله، وأنت لست كذلك، فقط لأنه " أب " حقيقي به جرح غائر، عميق بعمق سنوات عمره السبعين، بعد أن فقد سنده "عمرو" وهو لا يعلم ما إذا كان حياً أم ميتاً. يحكى الأب المكلوم لبوابة الوفد الإلكترونية عن مأساته، يقول: " أنا خايف يكون ابنى اتشال ضمن ال 195 جثة، اللى سلمهم الدكتور السباعى لناس مجهولين وخدوا عنها تعويضات، بقي معقولة يكون ابنى اندفن بعيد عن حضنى وكمان فيه ناس بتاخد عنه تعويضات؟!. عم سيد الذى أصبحت كل ثانية تمر عليه تقربه من الهذيان، قام بتقديم بلاغ يوم 26 يونيو الفائت للنائب العام برقم 8639 نيابات جنوبالجيزة برقم 150 عرايض، وتم تحويله لوكيل النائب العام برقم 4150 وتمت إعادته الى نيابة الجيزة الكلية بتاريخ 5 من يوليو الجارى برقم 1953 وتم حفظه بتاريخ 11 من يوليو الجارى أيضاً. وقبل رحلته مع " البلاغات " خاض عم سيد عباب أيامه المائتين منذ فقده عمرو، بين تحاليل ال "دى إن إيه "، ومديريات أمن الجيزةوالقاهرة، وفى رئاسة الوزراء، ولا حياة لمن تنادى. والفيديو التالى هو حكاية عم سيد على لسانه، أكثر بلاغة من أى كلام مكتوب، ولا يزال يسأل سؤاله " فين ترابك يا عمرو؟". شاهد فيدو عم سيد: