فى نظرة سريعة إلى السينما الأمريكية، فى تجسيدها وتقديمها شخصية الرئيس الأمريكى، ابتداء من إبراهام لينكولن إلى جورج دبليو بوش، نكتشف كيف قدمت هوليوود الرؤساء على الشاشة الأمريكية، حيث نرى مزيجا بين الحقيقة والخيال فى تقديم رسائل إيجابية للرؤساء، حتى فى الحروب الخارجية التى لا تحظى بشعبية مثل حربَى فيتنام والعراق، والتى أدت إلى تشويه صورة الرئيس الأمريكى الإمبريالى، مثل ريتشارد نيكسون وجورج بوش الابن. كما رأينا بعض الأفلام التى قدمت الرئيس الأمريكى على أنه منقذ العالم، أو القائد الروحى للشعب الأمريكى، لكن فى كل الأحوال كانت صورة الرئيس الأمريكى غير ثابتة فى السينما، بل متنوعة. أول فيلم فى أمريكا قدم شخصية الرئيس الحقيقية، كان فى الثلاثينات، وهو فيلم «لينكولن الصغير» للمخرج «هنرى فوندا»، الذى قدم شخصية الرئيس الأمريكى إبراهام لينكولن، واعتبر أول خيط اجتماعى رومانسى سياسى لقصة حياة رئيس أمريكى سابق.وعلى نفس المنوال، قدم المخرج «جون كروميل» عام 1940 فيلم « لينكولن فى لينوى»، وفى عام 1944 قدم المخرج «هنرى كينج» فيلم «ويلسون»، الذى اعتبره الأمريكيون من أكثر الأفلام المشرفة التى قدمت عن الرئيس الأمريكى، حيث رصد قصة صعود «ويلسون» وحياته السياسية حتى دخوله إلى البيت الأبيض، وأظهره كشخص مثالى خالٍ من السلبيات. وفى عام 1982 ظهر أول تحول فى شكل السينما الأمريكية، حيث قدم المخرج «روبرت التمان» فيلم «الشرف السرى»، وهو أول فيلم ينتقد الرئيس الأمريكى. وفى عام 1995 قدم المخرج «أوليفر ستون» فيلم «نيكسون»، الذى سخر فيه من الرئيس، بسبب غروره وجنون العظمة الذى تملكه، وأصبحت السينما تتعامل مع المواطن رقم واحد دون أية حصانة. وهذا ما شهدته فترة التسعينات، حيث بدأنا نرى الرئيس شخصا عاديا على الشاشة، إنسانا طبيعيا له أخطاؤه، يقع تحت تأثير التوتر العاطفى، وخاصة فى حقبة جورج بوش الأب والابن، التى فتحت باب النقد لمؤسسة الرئاسة بشدة، وكان أهم هذه الأفلام فيلم «دبليو» للمخرج «أوليفر ستون»، الذى أظهر بوش الابن تافها وسطحيا ودمويا ومتطرفا دينيا ومستفزا. أيضا من أكثر الأفلام التى أثارت ضجة فى أمريكا فى التسعينات فيلم « جى. إف. كيه» للمخرج «أوليفر ستون» والذى تناول فيه قصة اغتيال الرئيس جون كيندى، كما انتقد السياسة الأمريكية بشدة وأشار إلى أن السياسيين الأمريكيين من الممكن أن يقتلوا رئيسهم إذا تعارضت سياستهم الشخصية معه، مما عرض مخرج الفيلم للتهديد بالقتل. وأخيرا نذكر أن أكثر الرؤساء الذين تم تجسيدهم على الشاشة، هما «نيكسون» و«كيندى»، وهناك على الأقل ثلاثة أفلام عن كل واحد منهما.