«طلعت» عميل سرى فى جهاز أمنى حساس يرتدى ملابس العملاء السريين يدخل من بوابة مكتوب عليها «مدخل العملاء السريين» ويواجه البواب.. «طلعت» ينظر حوله فى تحفز قبل أن يقول للبواب: - أنا العميل السرى «طلعت». - إيه اللى يثبت؟ - الفيل فى المنديل. - الهئ فى البريبئ. - المورتة ف قعر الحلة. - نور الشريف فى العار. - أبوتريكة. - (بلهجة معلقى الكرة) وجووووووون... (يستعيد صرامته) تقدر تتفضل بس سيب شريحة تليفونك. - شكراً يا راجل يا ذوق (يهم بالدخول ثم سرعان ما يعود أدراجه وهو يواجه البواب فى شك) مين حضرتك بقى بالمناسبة؟ - أنا البواب. - (فى شك) طب إيه اللى يثبت - وحياة أمك أنا البواب. - خلاص.. طالما حلفت بالغالية. قطع فى غرفة المدير.. أكياس قمامة حول المكتب فى كل مكان و«طلعت» يقف أمام المكتب بينما يجلس المدير مرتدياً كمامة.. طلعت: تمام سعادتك يافندم.. المدير (مشيراً للزبالة): تعرف تقوللى إيه دى؟ «طلعت»: زبالة يافندم. المدير (بغضب): احترم نفسك يا بنى آدم.. (يشير له من جديد) إييييه دى؟ «طلعت» (مقلداً نفس إشارته): زبالة يافندم. المدير: قلت لك احترم نفسك.. الزبالة دى تبقىىىىىىى... «طلعت»: احترم نفسك يافندم. المدير: ما علينا.. الزبالة دى بقت مخلية منظر البلد وحش يا طلعت.. مصر مشهورة دلوقتى بخوفو وخفرع ومنقرع والزبالة. - (بخبث) وأبوتريكة يافندم. - (بنفاد صبر) وأبوتريكة. - (بشماتة) وماتش الستة واحد يافندم اللى اتقطعتوا فيه. - (بغضب) قلت لك احترم نفسك.. الزبالة دى خلت سمعة مصر وحشة فى المحافل الدولية، وإذا كانت عفاف راضى بتقول مصر هى أمى (بانكسار وهو يمسك فى بنطلون طلعت) ترضى سمعة أمك تبقى وحشة فى المحافل الدولية؟ - أمى ماتت يافندم. - طب سمعة أختك الصغيرة. - ما عنديش اخوات بنات يا باشا. - ترضى أى واحدة محترمة فى عيلتك سمعتها تبقى وحشة؟ - أنا مقطوع من شجرة أساساً وعندى صابع مدوحس ومقدم على علاج على نفقة الدولة و... - (يقاطعه) خلاص خلاص.. اعتبره أمر يا بنى آدم.. مشكلة الزبالة فى البلد لازم تحلها. - (Voice over): أنا؟ ده أنا راجل زبالة أصلاً. - (بلهجة مؤثرة وهو يهزه من كتفه): زبالة البلد أمانة فى رقبتك يا رأفت... قصدى يا طلعت. - (يخبط على رقبته بحماس شديد): وانا رقبتى سدادة. قطع طلعت يجلس على رأس مائدة اجتماعات وفى الخلفية مكتوب «لجنة النظافة من الإيمان». - طلعت: إحنا عاوزين حلول مبتكرة.. كل واحد يتخيل سمعة أمه فى خطر عشان يقدم لنا حل جامد يرجع سمعة مامته كويسة. «أحد الحاضرين»: يا طلعت بيه، أنا بقترح اننا نحول الموضوع لرياضة طالما إن الناس بتحب الرياضة. طلعت: ازاى يعنى؟ قطع * طابور طويل يقف فيه ناس كثيرون يحمل كل منهم كيس زبالة كبيرا وأمامهم صندوق قمامة على بعد مسافة متوسطة. ص. الرجل: إحنا زى ما عندنا رياضة رمى الجلة فى ألعاب القوى، نخترع رياضة جديدة هى رمى الزبالة فى الصناديق بتاعتها. * أشخاص يرتدون زياً رياضياً موحداً يحملون أكياس الزبالة وكأنهم فى مباراة. (ص. الرجل مكملاً كلامه): ونعملها أولمبياد وبطولات وكاس تتسمى كاس الزبالة أو دورى الخرابات الممتاز. * طلعت مرتدياً زى زبالين وممسكاً بصافرة الحكام. «ص. الرجل»: وطبعاً هنستفيد من الزبالين بإننا نعينهم حكام. * طلعت يصفر فيرتطم بوجهه بعدها كيس زبالة. قطع * طلعت فى الاجتماع يتراجع وجهه للوراء وكأن الكيس ارتطم به بالفعل. طلعت: فكرة زبالة.. افرض يا أستاذ طلعت اللعيبة خايبانين زى لعيبة الكورة والأكياس اتقطعت منهم وهما بيرموها.. همشى أنا بقى ألم وراهم زبالتهم؟ وبعدين افرض وصلنا للنهائى هندعى كبار المسئولين ييجوا يحضروا ازاى واحنا ما نضمنش كيس يلبس فى خلقتهم من رمية غلط؟ لا لا لا لاااااا.. عاوزين فكرة تانية. شخص آخر: أنا عندى وسيلة مبتكرة يافندم كنا اقترحناها من فترة بس ما كانش فيه ميزانية. طلعت: قول عليها واحنا هنفذها فوراً. قطع طلعت فى مؤتمر صحفى.. طلعت: عشان كده لجنة «النظافة من الإيمان» بتعلن عن مناقصة لتوريد 30 ألف خنزير دكر بالمواصفات التالية: أولاً: إنه يكون خنزير طفس وكييف زبالة. ثانياً: إنه يكون خنزير صايع مش مرتبط بأى عقود عمل تانية لأننا هنمضيه حضور وانصراف وهنعرف لو بيضحك علينا. ثالثاً: إنه يكون أعزب وغير مرتبط، والعطاءات يا سادة هتتقدم بصور فيس ومناخير.. وتحيا مصر. قطع طلعت على مكتبه يأكل من علبة كشرى وأمامه أحد الموظفين الذى يقدم له أوراقا ليعتمدها. طلعت: إيه ده؟ الموظف: هى سعادتك مشكلة بسيطة بس لقينالها حل.. الخنازير قضت على الزبالة بتاعة المواطنين فعلاً. طلعت: هايل. الموظف: بس للأسف وسخت الشوارع بالفضلات بتاعتها.. طلعت (يكمل علبة الكشرى ويتحدث بلا مبالاة): يا نهار اسود.. وإيه العمل؟ الموظف: سعادتك فيه كادليز للخنازير ممكن نبعت نستورده ومش هيكلفنا ملايين.. وناس ممكن نشغلها تلبس وتقلع البامبرز ده للخنازير وبكده نبقى خلقنا فرص عمل فى ظل توجيهات السيد الفاضل ال... طلعت: انجز وخلينى أطفح.. احنا مش فى صباح الخير يا مصر. قطع يكتب على الشاشة «وبعد أقل من شهر».. نفس الموظف يدخل على طلعت منفعلاً وهو يتحدث فى لوعة: الحق يا طلعت باشا.. الخنازير كلها جابت جاز ووقعت من طولها. طلعت: يا فضيحتك يامه. قطع فوتو مونتاج لطلعت أمام غرفة عمليات فى عيادة بيطرية وهو فى قمة توتره يروح ويجىء ويفك أزرار قميصه من الخنقة وقد نما ذقنه مع خلفية أغنية «سيد الحبايب يا ضنايا إنت» التى تخفت تدريجياً مع خروج طبيب من الغرفة. الطبيب: الخنازير دى أكلت أكلة دسمة. طلعت: لا والله يا باشمهندس كله نىّ فى نىّ. الطبيب: الظاهر إن الزبالة بتاعتكم تقيلة على معدتهم.. شوفولهم زبالة نضيفة. طلعت: نعم يا دلعدى؟ زبالة نضيفة؟ * لقطات سريعة فوتو مونتاج للطبيب وطلعت يتجادلان ثم يتشاجران ويشرع طلعت فى خلع ملابسه وكأنه فى خناقة بحى شعبى وصوت تعليق يأتى فى الخلفية مع نهاية المشهد. ص. تعليق: وكان لازم نلاقى حل تانى. إظلام نفس المسئولين مجتمعين وعلى رأس مائدة الاجتماعات طلعت وقد كتبت خلفه لافتة مكتوب عليها «لجنة الزبالة من الإحسان». مسئول: إحنا بدل ما نتخلص من الزبالة ممكن نعيد تدويرها ونبنى مصانع تحوللنا الزبالة دى لأسمدة. طلعت: ياااااه.. فكرتنى بحصة أبلة نادية بتاعة العلوم.. كانت جامدة. المسئول: هى مين اللى كانت جامدة.. أبلة نادية؟ طلعت: أمال العلوم؟ قطع طلعت فى مؤتمر صحفى.. طلعت: تعلن لجنة «الزبالة من الإحسان» عن حاجتها لكل زبالة الشعب لإعادة تدويرها واستخدامها من جديد.. ويراعى أن تكون الزبالة خالية من أى أزواج أو لعيبة كورة أو حاجات تبوظ مكن المصنع، وليتأكد الشعب المصرى أن زبالته فى أيد أمينة. قطع نفس الموظف وش النحس يدخل على طلعت فى مكتبه. الموظف: الحق يا باشا.. بعد ما بنينا المصنع وجبنا المكن مش لاقيين زبالة. طلعت: يا نهار اسود.. الزبالة راحت فين؟ دى ما كانش فيه أكتر منها. الموظف: السوق السودا دخلت فى اللعبة والناس بقت تخبى زبالتها ويسقعوها لحد ما سعرها يغلى ويروحو بايعينها. طلعت: خياااانااااااا. قطع سيدتان تتشاجران على كيس زبالة. سيدة 1: الزبالة دى بتاعتنا يا ولية. سيدة 2: لا يا اختى انتو نضاف طول عمركم.. الزبالة دى بتاعتنا إحنا. سيدة 1: اخرسى قطع لسانك.. أهو انتو اللى نضاف و60 نضاف. قطع مشجعين كورة يمسكون بأكياس زبالة وهم يهتفون: زبالتى يا حبى.. هى.. آهااااااه. يا حتة من قلبى.. هى.. آهااااااه. قطع طلعت فى هيئة مزرية داخل مكتب مدير العملاء السريين الذى كلفه بالعملية. طلعت: أنا آسف يا باشا.. يظهر أن البلد هتتجرس فى المحافل الدولية. المدير: بالعكس يا طلعت.. انت قدمت خدمة جليلة للبلد. طلعت: بس ده مفيش زبالة نشغل بيها المصنع. المدير: وهو ده هدف المهمة من الأول.. أن يبقى مفيش زبالة فى الشوارع. طلعت: طب وفلوس المصنع. المدير: فدا ضفرك يا مصر. طلعت: يعنى البلد مش هتتجرس؟ المدير: ولا حد هيلمس شعراية منها.. وعشان كده احنا هنكرمك ونديلك وسام الزبالة من الدرجة الأولى. يحضر صفيحة زبالة كبيرة ويلبسها لطلعت فى دماغه مع موسيقى حماسية. انتهى.