«متوجهاً إلى قطر».. العبارة ترددت غير مرة خلال الشهرين الماضيين، مع وزراء فى حكومة قنديل، وقيادات فى جماعة الإخوان، ومسئولين فى مؤسسة الرئاسة، دون شرح وافٍ على الأقل إعلامياً. الرئيس مرسى زارها وأبدى صراحة تعاونه مع النظام القطرى، أيضاً د. هشام قنديل، رئيس الحكومة، لم يستطع قطع الصلة التى وصلها رئيسه، فزارها غير مرة، واقتدى به عدد من وزرائه، منهم: د. كامل عمرو، وزير الخارجية، والمستشار أحمد مكى، وزير العدل، وأسامة كمال، وزير البترول، وحاتم صالح، وزير التجارة والصناعة. الوزراء الأربعة أتموا زياراتهم فى شهر مارس المنقضى، وزير يعقب الآخر، أشرف العربى، وزير التخطيط والتعاون الدولى، ووفود من مسئولين مصريين أدرجت زياراتهم لقطر فى سجل «الود الإخوانى» للقطريين، الوزراء المصريون يبادرون بالذهاب إلى البلد الحليف ونظرائهم القطريين يقومون «برد الزيارة» بحجة التعاون المشترك بين البلدين. صلة رحم الإخوان مع قطر لم تتوقف عند الحدود الرسمية، فقيادات إخوانية ذهبت لقطر وعادت منها مرات عديدة على مرأى الجميع، خيرت الشاطر، نائب مرشد الجماعة، وحسن مالك، رجل الأعمال الإخوانى، وعصام الحداد، مستشار الرئيس للشئون الخارجية.. ذهاب الوفود الرسمية والقيادات الإخوانية لقطر يحمل قراءة خاصة فى علم السياسة، مفادها أن قوة التأثير لدى دولة قطر المستقبلة لزوارها -حسب د. يسرى العزباوى- الخبير السياسى بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية. يقول «العزباوى»، إن «انتقال النظام المصرى إلى قطر معناه أن عملية صنع القرار كليا وجزئيا تتم هناك، ده بيجعل الدولة المحتاجة زى مصر تابعة طول الوقت للتانية».. موضحاً أن قطر استطاعت وضع خطط تجعل النظام المصرى متسولاً لها ولا يستطيع التخلص من تبعيته لها بسهولة. الجانب الإخوانى له رأى آخر فى التردد المستمر لرجال نظامه على دولة قطر، فيؤكد د. أحمد عارف، المتحدث الرسمى لجماعة الإخوان، أن قيادات الإخوان يسافرون بدعوات رسمية لحضور مؤتمرات وفعاليات، موضحاً: «أنا عن نفسى سافرت الشهر الماضى لحضور منتدى الجزيرة السابع، وقعدت لمدة 3 أيام».. «عارف» رفض الحديث عن زيارات مسئولى الحكومة وسبب تكرارها باستمرار قائلا: «الحكومة شأن لوحدها، ترد عن نفسها، إحنا طرف مستقل عنها».