سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
من «الجهاد» إلى «التجارة»: السياسة مابتأكلش عيش نبيل نعيم يعمل تاجر أدوات مكتبية فى الفجالة.. شميس صاحب «منحل».. عبدالقوى تاجر «جبن رومى ولانشون».. عطية صاحب مصنع رخام
بعد ثورة 25 يناير، تبدل حالهم من نقيض إلى نقيض، عاشوا سنوات يؤمنون بفكر الجهاد، باعتباره واجباً على كل مسلم، سافروا إلى أفغانستان وعاشوا حياة قاسية جافة، وما لبثوا أن تركوا حالهم بمجرد أن سقط النظام السابق واعتلى كرسى العرش واحد ممن ينتمى إلى التيار الدينى. قياديو «الجهادية السلفية» الذين ما زالوا ينادون بتحكيم الشريعة الإسلامية نفضوا أيديهم من تراب السجن وتركوا أسلحة الجهاد وعادوا إلى مصر مؤمنين بمنهج آخر؛ هو البحث عن لقمة العيش تاركين العمل السياسى لأهله. الشيخ نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاديين بمصر، انتهى حاله فى منطقة «الفجالة»، يعمل تاجر جملة للأدوات المكتبية، وعبدالغفور شميس، من أبرز قياديى الجهاد الإسلامى، كان يعمل مدرساً، وبعد انتهاء مشواره فى الجهاد، استغل قطعة أرض صغيرة كان يمتلكها فى محافظة الشرقية، وأقام عليها مشروع منحل ليرتزق منه. أما من يلقبونه ب«الأخ عبدالقوى»، فهو يعيش فى مدينة السلام، ويعمل تاجر جملة فى الأغذية «الجبن الرومى والفلامنك واللانشون»، كذلك «فتحى عطية»، وهو يمتلك مصنعاً للرخام فى مدينة بدر. «نعيم» الذى تخرج فى كلية دار العلوم، وحصل على درجة الماجستير فى اللغة العربية والشريعة الإسلامية، وحال السجن بينه وبين الحصول على الدكتوراه، قال إنه وزملاءه الجهاديين، اعتزلوا منهجهم السابق، لأن أسبابه انتهت: «اعتزلنا الجهاد وأصبحنا محللين سياسيين يعنى كلامنجية». حياة «نعيم» كتاجر تبدلت قبل وبعد السجن، فقد كان يعمل فى تجارة قطع غيار السيارات فى وكالة البلح، ويجنى منها الكثير، وكان يسكن فى «المهندسين»، ولديه سيارة خاصة وسائق، ويقوم باستيراد قطع الغيار من إيطاليا، لكن بعد دخوله السجن أصبح يسكن فى منطقة «بولاق الدكرور» فى منزل والده، حيث تم مصادرة آلاف الجنيهات من أمواله، وباع ما تبقى من أملاكه، لتزويج أبنائه الأربعة. التجارة فى حياة الجهاديين شىء ضرورى لمساعدتهم على الحياة، فيروى «نعيم» أنه وزملاءه كانت لهم أعمالهم الخاصة أثناء مشوار الجهاد، حيث يقومون بإغلاقها لعدة أشهر، ويسافرون إلى أفغانستان للجهاد، ثم يعودون بعدها لأعمالهم، إذا كانوا على قيد الحياة.