تطاير الغضب من عينى «مرسى» حين أشاح «مبارك» بوجهه ورفض الحديث معه قبل أن يفك «الحبل» ويفتح التليفزيون.. صرخ «مرسى» بعنف: اسمع.. أنا ممكن أشردك وأبهدلك.. لازم تسمع الكلام..! انطلقت ضحكة مجلجلة من فم «مبارك».. ونظر إليه ساخراً: تشرد مين وتبهدل مين؟! اتكلم على قدك.. أولاً مفيش بهدلة أكتر من كده.. ثانياً لما تقدر على الناس اللى مبهدلينك تعالى وبهدلنى.. ده انته يا راجل ماطلّعتش قرار واحد واتنفذ، كفاية مسخرة بورسعيد ومدن القناة، قلت «طوارئ»، قالوا «طوارئ عند...»، قلت حظر تجول، قالوا «ساعة الحظر ما تتعوضش».. فاكر يا مرسى لما المتظاهرين راحولك الاتحادية..؟!.. .. قبل أن يكمل، قاطعه «مرسى» بغضب: اسكت.! .. لم يأبه «مبارك» وواصل كلامه ساخراً: ياراجل فيه ريس يهرب من الباب الخلفى، ده أنا يومها اتكسفتلك سلف.. جاى دلوقتى تعمل عليّا جامد..؟! نظر «مرسى» إلى السقف، وتنهد بحزن، وكادت دمعة ساخنة تفر من عينه، ثم نظر إلى مبارك وهو يستجمع هدوءه وتماسكه: اسمع يا مبارك... نهره «مبارك» وكاد يقطع الحبل من فرط غضبه: بتقول إيه؟! بتقول «مبارك».. مبارك حاف كده.. إنت نسيت ولاّ إيه يا «مرسى»..؟! .. رد «مرسى» صارخاً: نسيت إيه.. عايزنى أقولهالك «مبارك بالبسطرمة» ولا «مبارك بالمايونيز»؟! مبارك: أنا الريس مبارك.. فاهم.. ولاّ خايف يقولوا عليكم فلول.. ما انتم فلول مالكى وشافعى وحنبلى، فاكر قبل الثورة بشهرين كنت بتقول إيه؟! كنت بتقول على زكريا عزمى وأحمد عز وسامح فهمى رموز وطنية محترمة، ولاّ لما الولاد قرروا يعملوا مظاهرات فى 25 يناير، مش الإخوان قالوا مالناش دعوة، ده حتى البلتاجى يا راجل مارضيش يوقع على بيان 24 يناير، كنتم مرعوبين.. الله يسامحهم بقى الثوار عملوها وخلعونى ولعبتم عليهم لحد ماركبتم البلد.. بس خلى بالك، مصر مش سهلة، وآديك شايف اللى بيحصل لك، ولسه، ده انته وجماعتك هتشوفوا أيام أسود من قرن الخروب..! «يعنى فرحان وشمتان..؟!».. قالها «مرسى» متحسراً.. فرد عليه «مبارك»: طبعاً يا راجل.. ده أنا بتحزم وأرقص كل ما باشوف «الخوازيق» اللى بتلبسوها على الهوا.. بالمناسبة، ابعد عن الإعلام علشان معركتك معاه خاسرة..! قال مرسى: طيب أنا جاى لك علشان الموضوع ده..! رد مبارك ساخراً مرة أخرى: علشان الإعلام؟!.. طيب ما عندك صفوت الشريف، عدّى عليه، واسأله، ولاّ أقول لك اتصل بمدير قناة «مصر 25» أو رئيس تحرير جريدة «الحرية والعدالة»..! مرسى: انته هتهزر.. المسألة أكبر من الإعلام.. ثم إن الإخوان مالهمش فى الإعلام..! قاطعه مبارك بنفس السخرية: .. مالهمش فى أى حاجة.. آسف.. لأ.. لهم فى الزيت والسكر بس..! مرسى: ممكن نتكلم بجد شوية.. أنا جاى عايز أعرف منك شوية حاجات.. أهمها: إزاى قدرت تحكم البلد دى 30 سنة.. إزاى كنت بتخدر الشعب، و«تمرهم» المعارضة، وتوزن الأمور مع الجيش، وتتقى شر الأمريكان، وتواجه «نهم وطمع» حماس، ومؤامرات إسرائيل، وأطماع إيران.. و.. و.. و.. و..! ضحك مبارك وقال: آه.. يعنى جاى تلموذ.. عايز تتعلم.. فعلاً.. العلم نورن.. أُمّال يا راجل إيه حكاية «ناسا»، والفضاء، والمريخ.. ده أنا حسيت وانت بتتكلم عن فتوحاتك فى «ناسا» إن الأمريكان جابوك رئيس لمصر علشان تنقذ برنامج الفضاء بتاعهم! مرسى وقد بدا أن صبره نفد: ما كفاية تريقة يا عم.. هو يعنى عيب إنى أستفيد من خبرتك.. م الآخر هتتكلم ولاّ أتوكل على الله، وأرجع أشوف حالى؟! مبارك: طيب.. أنا ممكن أديك كورس مكثف.. بس بشروط.. مرسى: قول يا سيدى.. قالها مرسى.. ثم همس فى سره: لو كان لك عند... قاطعه مبارك: بتقول إيه فى سرك.. أنا عارفكم كويس.. تتمسكنوا لحد ما تتمكنوا.. بس أنا غير الجماعة بتوع الثورة اللى ضحكتم عليهم.. أنا لحمى مر.. أنا نابى أزرق.. مرسى: ماشى يا عم «عبده موته».. يا مخربش.. قول شروطك..! مبارك: أولاً.. تفك الحبل. مرسى وهو يسرع بفك الحبل: إيه تانى يا وَحش؟ مبارك: تفتح التليفزيون.. نتسلى شوية.. وكمان كلامنا يبقى على موسيقى تصويرية حلوة.. يا سلام لما تاخد الدرس كده على هتافات المتظاهرين.. «يسقط يسقط حكم المرشد».. «يا مرسى يا مرسى هتحصّل مبارك على كرسى».. تصدق يا أبو الأمراس.. الشعارات دى بتطربنى أكثر من أم كلثوم.. والله يا شيخ ومالك عليّا حلفان أنا ساعات باطير وكأنى فى السما، وحواليّا عصافير بتزقزق وبلابل ولا بلابل أسمهان.. يا راجل ده إنت معجزة بكل المقاييس.. عملتها إزاى فى 6 شهور.. عمرى ما شفت ريس، ولا حتى الريس حنتيرة، اتعمل فيه ده كله فى 6 شهور.. يا راجل ده إحنا علشان نعبر قناة السويس قعدنا 6 سنين، وقبل ما الشعب يطلع من هدومه، استحملنى 30 سنة.. ده إنت خلصت الليلة كلها فى كام أسبوع.. عموماً أى خدمة.. إنت محتاج كورس من ليفل زيرو.. يعنى من ألف باء حكم.. ممكن تعتبر نفسك فى «كى جى وان».. يلا يا حبيبى افتح التليفزيون وتعالى علشان نبدأ.. بس..! مرسى متململاً: بس إيه تانى..؟! مبارك ببرود شديد: ولا حاجة.. أنا زهقان من القعدة لوحدى بقالى شهور.. وسوزى لما بتيجى تزورنى بتلعب معايا «البسة».. عارف «البسة».. افتح التليفزيون وتعالى نلعب «البسة»، قبل ما نبدأ الحصة.. بالمناسبة.. معاك حاجة حلوة ناكلها..؟! نواصل الأسبوع المقبل الحلقة الأولى مجدى الجلاد يكتب فانتازيا افتراضية: المخلوع والمفزوع.. لقاء القمة فى جناح مستشفى «المعادى» بين مرسى ومبارك