تحرير سيناء.. 42 حزبا سياسيا يوجهون التحية للقيادة السياسية لتنمية سيناء    تطرح مرحلتها الأولى اليوم للمستفيدين... مدينة رفح الجديدة" درة تاج التنمية" على حدود مصر الشرقية بشمال سيناء ( صور)    وزير التعليم العالي يهنئ رئيس الجمهورية والقوات المسلحة والشعب المصري بذكرى تحرير سيناء    «المحامين» تعلن موعد جلسة حلف اليمين القانونية للأعضاء الجدد بجميع الفرعيات    ارتفاع هامشي بأسعار الذهب في مصر وعيار 21 يسجل 3100 جنيه    هتقدم ساعتك 60 دقيقة.. موعد بدء التوقيت الصيفي رسميا    بشرى للسيدات.. استحداث وثيقة تأمين على الطلاق يتحمل الزوج رسومها كاملة    جهاز تنمية المشروعات: 2.4 مليار جنيه قروض في ال10 سنوات الأخيرة لمشروعات أبناء سيناء ومدن القناة    محافظ القليوبية يتفقد أعمال النظافة بمدينتي الخصوص وأحياء شرق وغرب شبرا الخيمة    محافظ الفيوم يشهد فعاليات الجلسة الختامية لورشة مخرجات الخطة الاستراتيجية    الدورة 15 لحوار بتسبيرج للمناخ بألمانيا.. وزيرة البيئة تعقب فى الجلسة الأفتتاحية عن مصداقية تمويل المناخ    ضمن الموجة ال22.. إزالة 5 حالات بناء مخالف في الإسكندرية    العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على الأدلة    "حماس": حال قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس سنضم جناحنا العسكري للجيش الوطني    بلجيكا: استدعاء السفير الإسرائيلي لإدانة قصف المناطق السكنية في غزة    الأردن يدين سماح الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام الأقصى    كولر: جاهزون لمباراة العودة أمام مازيمبي    أنطوي: أطمح للفوز على الزمالك والتتويج بالكونفدرالية    انطلاق البطولة العربية العسكرية للفروسية بمدينة مصر للألعاب الأولمبية بالعاصمة الإدارية    برشلونة عن بقاء تشافي: الاستقرار عنوان النجاح    التحقيق مع المتهم بهتك عرض بابنته داخل شقته في حدائق أكتوبر    السيطرة على حريق نشب أمام ديوان عام محافظة بني سويف    مصرع شخص في ماكينة دراس قمح بمركز بلاط في الوادي الجديد    تحرير 498 مخالفة مرورية لردع قائدي السيارات والمركبات بالغربية    «الجيزة» تزيل تعديات وإشغالات الطريق العام بشوارع ربيع الجيزي والمحطة والميدان (صور)    بالصور .. بدء طباعة وتظريف امتحانات الترم الثاني 2024    «رحلة 404» ل منى زكي يفوز بجائزة الفيلم المصري بمهرجان أسوان    نجوم الفن يشاركون في تكريم اسم الفنان أشرف عبدالغفور بالمسرح القومي    10.5 مليون جنيه.. إجمالي إيرادات فيلم عالماشي في دور العرض    منة تيسير عن تأجير الأرحام: «ممكن أتبنى طفل»    الصحة: فحص 6 ملايين و389 طفلًا ضمن مبادرة الكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع    علماء يحذرون: الاحتباس الحراري السبب في انتشار مرضي الملاريا وحمى الضنك    كيفية الوقاية من ضربة الشمس في فصل الصيف    جدول امتحانات الصف الأول الثانوي للفصل الدراسي الثاني 2024 محافظة القاهرة    خبيرة فلك: مواليد اليوم 25 إبريل رمز للصمود    عقب سحب «تنظيم الجنازات».. «إمام»: أدعم العمل الصحفي بعيداً عن إجراءات قد تُفهم على أنها تقييد للحريات    محافظ الأقصر يهنئ الرئيس السيسى بعيد تحرير سيناء    الكرملين يعلق على توريد صواريخ "أتاكمز" إلى أوكرانيا    أحدهما بيلينجهام.. إصابة ثنائي ريال مدريد قبل مواجهة بايرن ميونخ    رئيس البرلمان العربي يهنئ مصر والسيسي بالذكرى الثانية والأربعين لتحرير سيناء    انعقاد النسخة الخامسة لمؤتمر المصريين بالخارج 4 أغسطس المقبل    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    أبورجيلة: فوجئت بتكريم النادي الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    رئيس المنصورة: أتمنى أن يحظى الفريق بدعم كبير.. ونأمل في الصعود للممتاز    بيلاروسيا: في حال تعرّض بيلاروسيا لهجوم فإن مينسك وموسكو ستردّان بكل أنواع الأسلحة    انطلاق القافلة الطبية المجانية حياة كريمة بقرى الخير والنماء بمركز الفرافرة    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    موعد مباراة الزمالك وشبيبة أمل سكيكدة الجزائري في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    أمر عجيب يحدث عندما تردد "لا إله إلا الله" في الصباح والمساء    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    هيئة الرعاية بالأقصر تعلن رفع درجة الاستعداد تزامنا مع خطة تأمين ذكرى تحرير سيناء    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    بعد اختناق أطفال بحمام السباحة.. التحفظ على 4 مسؤولين بنادي الترسانة    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد صلاح العزب يتخيل النص الكامل لأول حوار بين مبارك ومرسى وقرينتيهما.. مرسى: الشعب تاعبنى ومش عارف أأخون الدولة.. مبارك:أنا مستغرب الحرايق وحوادث القطارات دى أنا سايب الحاجات بايظة آه.. بس مش للدرجة
نشر في اليوم السابع يوم 24 - 01 - 2013

◄ سوزان: عملت مكتبة الأسرة وأعياد الطفولة وحقوق المرأة والعيال اللى أنا ربيتهم هم اللى عملوا الثورة ضدنا شعب ناكر للجميل
◄أم أحمد: إحنا ركبنا كسوة للأنتريهات.. عملناها عند منجد كبير قوى فى الزقازيق وعلى حساب مرسى والله.. حكم أبو أحمد حنبلى قوى فى الحاجات دى
فى يوم الثلاثاء 15 يناير 2013 وصل الرئيس غير المخلوع محمد مرسى إلى مستشفى المعادى للقوات المسلحة، لتفقّد أحوال المصابين فى حادث قطار البدرشين الذى أسفر عن مقتل 18 وإصابة 107، وبعد انتهاء الزيارة مال أحد المرافقين على أذن سيادته وأخبره أن الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك موجود فى المستشفى على بعد خطوات، وسأله: هل تريد يا سيادة الرئيس أن تزور مبارك؟
فكر مرسى قليلا، ثم تنحى جانبا وأخرج موبايله واتصل بشخص لم يعرفه أحد حتى لحظة كتابة هذه السطور وسأله بصوت منخفض: «هو أنا فضيلتك ممكن أزور مبارك فى المستشفى؟»، صمت مرسى طويلا، ثم قال: «حاضر، إن شاء الله، مع السلامة».
عاد مرسى إلى مرافقه وهمس له فى أذنه بأنه سيزور مبارك.
تحرك الحرس الرئاسى والمرافقون وأبعدوا الصحفيين والإعلاميين وأخلوا طابقين كاملين فى المستشفى من الأطباء والممرضات وأغلقوا الأبواب على المرضى، وحدثت حالة الترقب فى المكان.
وحين تأكد خلو المكان إلا من مرسى وبعض مرافقيه وحراسه، تقدم مرسى فى خطى بطيئة حتى وصل إلى باب غرفة مبارك، وطرق الباب مرتين، فأتاه صوت مبارك المهيب المتحشرج من الداخل.
مبارك: ادخل.
تقدم مرسى فى خطوات حذرة وفتح الباب، ودخل ثم أغلقه خلفه.
كان مبارك يجلس على كرسى وثير معطيا ظهره للباب ينظر على الشارع من خلف زجاج نافذة غرفته.
وقف مرسى مرتبكا، ومبارك لا يستدير له، ففكر مرسى أن ينسحب خارجا، أو أن يتصل بالشخص المجهول الذى كلمه فى الخارج ليسأله ماذا يفعل.
تكلم مبارك مرة أخرى.
مبارك: اقعد يا مرسى.
جلس مرسى على طرف السرير، واستدار له مبارك.
مرسى: أنا آسف إذا كنت أزعجت سيادتك ولا حاجة!
مبارك: عاوز إيه يا مرسى؟
مرسى: ولا حاجة والله، أنا بس جاى أطمن.
يضحك مبارك ضحكة مجلجلة.
مبارك: مالك بس يا راجل، متخافش أنا بهزر معاك.
يضحك مرسى مرتبكا.
يخرج مبارك علبة عصير من الثلاجة ويقذفها لمرسى فى الهواء فيتلقفها مرسى ويضعها بجانبه دون أن يفتحها.
مبارك: قصر الاتحادية عامل إيه؟
مرسى: تمام الحمد لله.
مبارك: أنا سمعت إنك غيرت الستاير بتاعت القصر.
مرسى: آه مكانتش عاجبانى قوى.
مبارك: اوعى تكون أنت اللى نقيت الجديدة، الحاجات دى محتاجة حس معين.
مرسى: لأ إحنا عملنا اجتماع فى مكتب الإرشاد وجابوا لنا كذا نوع قماش وعملنا تصويت والقماش اللى خد أعلى أصوات اعتمدناه.
مبارك: ع البركة.
تطول لحظة صمت بينهما فيفتح مرسى العصير ويشربه.
مبارك: والشعب عامل إيه معاك يا مرسى.
مرسى: تاعبنى والله يا ريس، كل يوم اعتصامات واحتجاجات والعيال بتوع الثورة بيفهّموا الناس كل حاجة، ومش عارفين نأخون الدولة ولا نمرر صفقاتنا مع قطر ولا السعودية، وكل ما أعمل حاجة لصالح إسرائيل يفضحونا.
يضحك مبارك.
مبارك: شفت أنا الحلقة بتاعت باسم يوسف اللى قفشك فيها بالفيديوهات من كام يوم، ههههههههههههههه، مسخرة الولد ده، بهدلك بصراحة.
مرسى ينظر إلى الأرض خجلا.
مرسى: خلاص بقى يا ريس.
مبارك: بس أنا اللى مستغرب له حكاية الحرايق وقطع الكهربا وحوادث القطارات اللى ورا بعض دى، أنا سايب الحاجات بايظة آه، بس مش كده.
مرسى: دى كلها مؤامرات من الفلول بتوعك.
يضحك مبارك.
مبارك: أنت مصدق اللى بتقوله يا مرسى؟ بس عموما أنا عندى حل عبقرى يخلصك من كل الكوارث اللى بتحصل دى.
مرسى: أبوس إيدك لايمنى عليه، 25 يناير قربت.
مبارك: بص أنت تاخد قرض من قطر وتشترى كام طن فحم على كام طن بخور جاوى، وعين العفريت، على مستكة وحبهان، وتنزل العيال بتوع الجماعة يبخروا البلد عشان النحس يفك.
يفكر مرسى قليلا.
مرسى: تفتكر يعنى ده الحل؟
مبارك: الله؟ وهو أنا هغشك؟ مش أنت ماشى دلوقتى على كل الخطط اللى أنا كنت عاملها فى كل الوزارات؟ كوبونات البنزين والعيش بالبطاقة ورفع الضرايب وتأجير قناة السويس والزبالة على وصل النور وتمرير الدستور واللعب فى الانتخابات.
مرسى: والله يا ريس أنت عارف؟ لولا الحاجات دى إحنا كنا ضعنا، أصل أنت مش فاهم، إحنا قلنا للناس مشروع النهضة وال100 يوم وشوية الكلام بتوع الانتخابات دول، بس لقينا الموضوع كبير قوى، وأكبر مننا، طب أنت عارف يا ريس، بس كلام فى سرك، أنا طول ما أنا قاعد فى القصر وبتمشى فيه وقاعد على المكتب، وحتى فى الحمام، وبشم ريحتك فى المكان، وبفتكر قد إيه أنت كنت ممشى الدنيا رغم فسادك وسرقتك ونهبك، بقول لنفسى: والله ياد يا مرسى مبارك ده كان برنس.
مبارك: بس أنت مش عاجبنى يا مرسى، وأنا واخد على خاطرى منك.
مرسى: ليه بس يا ريس؟
مبارك: كده، أنت عملت الصح مع طنطاوى وعنان وباقى المجلس العسكرى، وخليتهم مستشارين وإديتهم قلادات، ونفذت كل اتفاقاتك معاهم، رغم إنهم خليوا بيا وخدعونى وسلمونى تسليم أهالى للشعب.
مرسى: رقبتى يا حسنى والله، أنت مش الطعن بتاعك اتقبل؟ وكل الرجالة بتوعك خرجوا أو مستنيين الإفراج؟ اتقل شوية بس، نعدى موضوع 25 يناير دا على خير.
مبارك: أما نشوف يا مرسى، بس متقولش يا حسنى كده حاف.
مرسى: طب متزعلش، بس أنا عاوزك تنصحنى أعدى 25 يناير ازاى؟
مبارك: لأ متقلقش، أنا متابعك وشايف إنك ماشى كويس، حلوة الخطة بتاعت الشاطر بتاعت المظاهرات والمظاهرات المضادة، وتفريق الثوار عن طريق مليشيات الإخوان، أنت عارف أنا لو كانت عندى المليشيات دى؟ كنت خلصت الدنيا من أول يوم، ومكنتش قعدت ألف وأدور عليكم وعلى المجلس العسكرى وأروح طرة وآجى هنا عشان أطلع براءة فى الآخر.
مرسى: طب تفتكر هيحصل حاجة؟
مبارك: والله بص، أنا قعدت 30 سنة متخيل إنى فاهم المصريين، بس سكّونى فى الآخر، فكر كده واجتهد ومتخليهمش يخلعوك عشان أنت أملنا الأخير.
مرسى: والله أنا مفيش حاجة فى إيدى، بس المرشد بيطمنى، وربنا يسهل.
مبارك: وهو عامل إيه؟ بقاله كتير مكلمنيش.
مرسى: والله يا ريس كل حاجة غليت، حتى كروت الشحن زادت %20، الله أعلم يمكن يكون بقاله فترة مشحنش، أنا لما بحتاجه بكلمه أنا.
مبارك: منور أنت يا مرسى والله، بس خفوا شوية نغمة ده إرث مبارك الثقيل وكوارث عهد مبارك، أنا سايبلكم مصر كلها، مش عاجبك سيبها، عاجباك اشتغل وورينا.
مرسى: هقولهم يبطلوا يقولوا كده حاضر.
يقوم مرسى مستعدا للانصراف، ويرمى علبة العصير فى الباسكت.
مبارك: بس جاى كده يعنى إيدك فاضية.
مرسى: مكانتش مترتبة بس معلش، بس ليك عليا المرة الجاية هجيبلك معايا طائر النهضة.
يضحك مبارك.
مبارك: لأ يا عم ده بيقولوا عليه بومة ونحس، وكمان الله أعلم المرة الجاية هتجينى هنا ولا فى طرة، والله أعلم هتجيلى عامل ازاى؟
مرسى: والله ما تعرف أنا قلقان قد إيه.
مبارك: أهم حاجة تعمل زيى وتظبط كل اللى ييجوا وراك لو اتخلعت، إوعى تخلى الثوار هم اللى يمسكوا هيبهدلونا.
مرسى: أهو أنا مش خايف غير من الثوار دول.
يقوم مبارك مع مرسى حتى باب الغرفة ويودعه ويغلق خلفه وهو يقول: يا راجل كبر مخك.
ويضحكان.
والنص الكامل لاول حوار بين سوزان مبارك ونجلاء مرسى
فى أحد الصباحات استيقظت الحاجة نجلاء الشهيرة بأم أحمد زوجة الرئيس محمد مرسى، فأتاها كبير مسؤولى القصر الرئاسى وأخبرها باستئذان السيدة الأولى المخلوعة سوزان مبارك فى زيارة القصر، فسألته السيدة أم أحمد: ليه؟ فأجابها بأن سوزان مبارك تقول إنها قبل أن تغادر القصر نسيت ساعة ثمينة ولا تعرف مكانها وإنها تحتاج لزيارة القصر للبحث عن هذه الساعة، فكرت أم أحمد قليلا، ثم أمسكت تليفونها واتصلت بزوجها الرئيس محمد مرسى وأخبرته بالموقف.
الرئيس مرسى قال لزوجته بأن تترك سوزان تحضر إلى القصر وأن تدعها تبحث عن الساعة المفقودة، وأن تسلم عليها فقط حين حضورها لأنه «ميصحش»، ثم تتركها مع أحد الحراس.
مرت ساعات ثم حضرت سوزان مبارك فى سيارة صغيرة زجاجها فاميه يقودها سائق شاب، اقترب من باب القصر وضرب فرملة قوية، فقالت له سوزان: بالراحة شوية يا ابنى.
سأله الحراس المدججون بالسلاح عن سبب توقفه أمام القصر الرئاسى، فأنزل لهم الزجاج فرأوا سيدتهم السابقة، فتهدجت مشاعرهم من فرط الفرح، وصافحوها: ازيك يا هانم، ازى حضرتك، ليكى وحشة والله.
فتحت الأبواب ودخلت سوزان مبارك.
فى بهو القصر الرئاسى، دمعت عينا سوزان مبارك وهى تتأمل المكان وتتحسس أركانه، ثم أقبلت السيدة الفاضلة أم أحمد فى خمارها الشهير، وابتسامتها الطيبة، فمسحت سوزان دموعها فى قوة.
أم أحمد: أهلا وسهلا يا ست سوزان ازيك؟
سوزان: بخير يا هانم الحمد لله.
أم أحمد: خطوة عزيزة والله، ده احنا زارنا النبى.
تبتسم سوزان ولا تعرف بماذا ترد.
أم أحمد: يا دى الشرف يادى النور، بيتك ومطرحك يا أم جمال، أجيب لك لقمة خفيفة كده تبرى نفسك؟ ولا تشربى حاجة سخنة الأول.
سوزان: ميرسى.
أم أحمد: بصى يا أم جمال اعتبرى نفسك فى بيتك بالظبط، أجيب لك جلابية تلبسيها؟
سوزان تتأمل الستائر والصالونات المذهبة التى اختفت والسجاجيد الملفوفة المركونة على جانب.
سوزان: هو انتو غيرتوا الستاير؟
أم أحمد: آه والله يا اختى مش كده أحسن؟ جبنا ستاير جديدة عليها ورد ومشجرة ومزهزهة كده حاجة تشرح القلب بدل الكئيبة اللى كانت محطوطة دى، كانت محسسانى إننا فى دار مناسبات.
سوزان تقترب من الصالونات وتمسك قماشها.
سوزان: وإيه ده؟
أم أحمد: ده احنا ركبنا كسوة للأنتريهات، عملناها عند منجد كبير قوى فى الزقازيق وعلى حساب مرسى والله، مكلفناش الدولة مليم أحمر، حكم أبو أحمد حنبلى قوى فى الحاجات دى، وشيلنا السجاجيد ركناها بدل ما العيال بيدهولوا رجليهم فى الطين بتاع الجنينة ويدخلوا يوسخوها أنا غلبت معاهم يقلعوا الجزم عند الباب وهم داخلين.
سوزان تنظر باستغراب.
أم أحمد: والنبى أجيبلك جلابية تريحى شوية.
سوزان: شكرا.
أم أحمد: وعامل إيه أبو جمال وعلاء هو والولاد ربنا يفك ضيقتهم.
سوزان: كويسين الحمد لله.
أم أحمد: والنبى يا اختى أنا بقعد أقول لأبو أحمد ميصحش ده راجل كبير وخدم البلد وراجل بتاع جيش وحارب فى 73، وإن كان على أيام ما بيحبسوك انت قلبك طيب وزى البفتة ومبتشيلش من حد.
سوزان تنظر لها باهتمام.
سوزان: وقالك إيه؟
أم أحمد: قالى هشوف، بس أنا عارفاه، ده جوزى من سنين السنين وأنا عاجناه وخابزاه، لما يقولى هشوف، يبقى هينفذ.
سوزان: يا رب.
أم أحمد: كلمة فى ودنك يا سوزان يا اختى أصل أنا متابعة أخبارك، وبشوفك يعنى متمرمطة رايحة جاية على اسم النبى حارسه المخلوع من طرة للمستشفى العسكرى للعيال، قلبى بيتقطع عليكى، ما هو ميحسش بالست غير الست اللى زيها.
تدمع عينا سوزان وتحاول التماسك، فتأخذها أم أحمد فى حضنها.
أم أحمد: عيطى يا اختى عيطى، اتفكى معايا ده احنا اخوات.
تبكى سوزان مبارك بحرقة.
أم أحمد: بس أقولك، أنا بصراحة ربنا استجدعت المخلوع قوى، أول ما قالوا إنهم هيقبضوا عليكى انتى كمان، فراح واقف لهم، وقالهم كله إلا أم العيال، وهددهم إنهم يفضحهم كلهم، فلموا نفسهم قوام قوام، وانتى رجعتى لهم 27 مليون جنيه من الفلوس اللى كنتى لاهفاها، وإيه يعنى 27 مليون دول فكة.
سوزان: إحنا بنعمل كل ده عشان مصر.
أم أحمد: وإحنا كمان والله يا أختى، المصيبة إن العيال بتوع الثورة سابوكوا 30 سنة فى الحكم وبعدين قاموا عليكو، إحنا مبقالناش كام شهر وعاوزين يخلعوا الراجل، يخلعوه إيه خلعة فى مفاصلهم.
سوزان: متقلقيش يا أم أحمد، اللى حصل ده مش هيتكرر تانى.
أم أحمد: يسمع من بقك ربنا يا أم جمال.
سوزان: بس أنا بصراحة مستغربة منك شوية، لا بتطلعى ولا بتظهرى.
أم أحمد: شغل البيت يا أختى والله، أصل أنا بحب أعمل كل حاجة بإيدى، مبعرفش أعتمد على حد، الشغالين ينضفوا ولا يعملوا بطلع تراب من وراهم، الضمير انعدم.
سوزان: بس أنا عرفت إنك لما بيقع شهداء بتروحى تزورى شهداء الإخوان ومبتزوريش شهداء الثوار.
أم أحمد: وماله يا أم جمال، دول أهلى وعشيرتى، وأنا مش منافقة، ثوار إيه ومثوارش إيه اللى أزورهم، دول مش عاوزين حكم ربنا، يبقوا شهدا ازاى؟
سوزان: بس برضه شوية سياسة ومناظر كده، عشان تكسبيهم كلهم.
أم أحمد: يعنى انتى شايفة كده؟
سوزان: طبعا، انتى مش فاكرة أنا كنت بعمل إيه؟ مكتبة الأسرة وأعياد الطفولة وحقوق المرأة طول عمرى بعمل كده، والمشكلة إن العيال اللى أنا ربيتهم هم اللى عملوا الثورة ضدنا، شعب ناكر للجميل.
أم أحمد: شعب فرعون، ملوش غير اللى يحكمه.
سوزان: وخلى بالك كمان شوية من تصريحاتك، يعنى لما قلتى إن مرسى بينام والمخدة بتاعته مبلولة بالدموع من خشية ربنا، العيال استلموها وقالولك: إنتى متأكده إن دى دموع يا حاجة؟!.. لازم تخلى بالك منهم العيال بتوع الفيس بوك دول، دول شياطين.
أم أحمد: منهم لله، ربنا هيحاسبهم.
سوزان: بصى أنا بصراحة القصر كان واحشنى، وحبيت أجى أبص عليه، وحكاية الساعة دى كانت حجة.
أم أحمد: شوف يا خويا الست، متخليكى دوغرى على طول، هو أنا لو كنتى قلتى كده كنت هقول حاجة، ده انتى تنورينا فى أى وقت يا أم جمال.
سوزان: أستأذن أنا، وهبقى آجى تانى، بس عشان خاطرى، شيلى الكسوة اللى على الصالونات، لوكال قوى دى.
أم أحمد: وماله يا أختى عينيا.
وخرجت سوزان من القصر، ووقفت أم أحمد تشاهدها من الشباك وهى تنصرف، وحين التقت أعينهما أشارت لها أم أحمد «باى باى»، فردت عليها سوزان التحية.
هذان الحواران من وحى خيال الكاتب ولا يقصد بهما الإساءة من قريب أو بعيد لأى من الشخصيات، والهدف الوحيد من نشرهما هو محاولة الاقتراب من حالة الفانتازيا التى تعيشها مصر حالياً


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.