من وصف الرئيس السابق مبارك ب«الرجل العنيد»، إلى اتهام الرئيس محمد مرسى بممارسة سياسات عنيدة مع الشعب، مروراً باحتجاجات فئوية وأزمات سياسية بطلها مشهد واحد هو «العناد» بغض النظر عن مصلحة الدولة.. هو خلاصة عامين مرّا على ثورة، اتفقت أغلب آراء المحللين السياسيين على أنها لم تحقق أهدافها بعد. إعلان ضباط الشرطة إغلاق 30 قسم شرطة، اعتراضاً على سياسات وزير الداخلية، ضاربين عرض الحائط بأى نداءات لعودتهم إلى العمل، جاء متزامناً مع إضراب جنود الأمن المركزى، وتصريح الباعة الجائلين بقيادتهم لثورة جياع وشيكة، ما لم تتم الاستجابة لمطالبهم بتشكيل نقابة لهم، المشهد الذى لم ينته عند هذا الحد، بل ترافقه تهديدات الثوار بأن يوم القصاص للشهداء قريب، حتى لو أدى الأمر إلى حرق البلد. عناد السلطة الحاكمة يختلف عن عناد الشعب، هو ما أوضحه الدكتور عمار على حسن، الباحث السياسى، فعناد الشعب أمر إيجابى، خاصةً لو كان الهدف منه تحقيق مطالب مشروعة، مثل رفضهم لعنف ضباط الشرطة، أما عناد السلطة، فهو فى رأيه نتاجاً لعدم قدرتها على قراءة الواقع بشكل جيد. ووصف عمار عناد الرئيس مرسى بأنه: «إصرار على الباطل»، وهو ما اتضح فى تعامله مع أزمة محافظة بورسعيد، وأرجع أسباب هذا العناد لأمور عدة، منها إيمان الرئيس وجماعته بأن كل ما يحدث ضد مشروعهم الإسلامى مؤامرة خارجية من أعدائه، وليس رفضاً شعبياً له، بالإضافة إلى قلة الحيلة وعدم الكفاءة لإدارة الدولة، معلقاً: «الشعب لا يُلام على عناده، فإذا كانت السلطة عادلة فى سياساتها، كان من الطبيعى أن يستجيب الشعب لها». «هو ميراث الدولة المصرية العسكرية على مدار 60 عاماً»، هكذا وصف إسلام لطفى، المتحدث باسم حزب التيار المصرى، المشهد الحالى، فالكل يحاول خلق وضع خاص له داخل الدولة من خلال العند، حتى «مرسى» يتبع نفس سياسة مبارك، فى رأيه، مع اختلاف واحد، أن عناد مبارك كان يأتى وهو مسيطر على كافة مفاصل الدولة، أما «مرسى»، فعناده لن يكون فى صالحه، لأنه ينقصه الكفاءة والسيطرة، الأمر الذى ربما يؤدى إلى خلعه بطريقة مبتكرة، هى الانتخابات المبكرة.