حذر أئمة وخطباء أسوان، من الانسياق وراء بعض الفتاوى التى من شأنها هدم استقرار مصر وإشعال الفتنة بين أبنائها، كما جاء فى فتوى الدكتور محمود شعبان أستاذ البلاغة بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، التي استندت إلى حديث نبوي فى صحيح مسلم "ما من إمام يبايع فيخرج عليه بعض الناس يريدون خلعه، فان لم يندفعوا إلا بقتلهم قٌتلوا"، وأن سياق حديثه كان على قادة جبهة الإنقاذ. أكد الشيخ محمد عبد العزيز، مدير أوقاف أسوان، فى خطبة الجمعة بمسجد زُبيدة بشارع المدارس، أن مثل هذه الفتوى "تدعو إلى سفك الدماء"، ويجب عدم الأخذ بمقتضاها حتى لا تحدث فتنة بين أبناء الشعب الواحد، "فإنه لا يحق لمسلم أن يهدر دم أخيه المسلم بل والكافر أيضا، لأن النبى دعانا إلى المحبة والتعاون"، وهذه الفتوى من الإثم والعدوان، منافية لكلام الله تعالى حيث قال جل شأنه "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"، كما أن التيارات الإسلامية جميعا من أحزاب وائتلافات رفضت واستنكرت هذه الفتوى. وأضاف عبد العزيز أنه "لا يجوز الأخذ بالفتوى لأنه يتحمل وزرها أمام المولى جل فى علاه، ولأنه ليس أهلاً للفتوى وليس من حقه الفتوى، فهو أستاذ لغة عربية، بل يجب عليه أن يحيل الفتوى للمختصين مصداقا لقوله تعالى "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون". وفى نهاية خطبته، قال عبد العزيز "إن مقاصد الدين خمسة ومنها حفظ النفس، وأن من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعاً، ولقد غلظ الله عقوبة قتل النفس بغير حق، فقال تعالى "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما"، وقال رسول الله "سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر"، كما قال عليه الصلاة والسلام "لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً، خير من قتل امرئ بغير حق".