أشعر بالكثير من الريبة كلما تكلم أحد عن طرد الفلول من جبهة الإنقاذ وأجد نفسى مندفعاً للتدقيق وتتبع أى اسم له علاقة بالفلولية من قريب أو بعيد حتى أصبحت فى حيرة من معنى كلمة الفلول! فى رأيى أن كلمة الفلول تم استعمالها بطريقة مطاطة تحمل الخراب لمصر حتى إننى أصبحت أتساءل عمن يقول الكلمة، لا عمن تطلق عليه، وأقول فى نفسى: «كلمة حق يقصد بها باطل». حكاية الفلول المتجددة كل حين تستعمل اليوم لضرب جبهة الإنقاذ، فالفلول لا يطلق عليهم «فلول» عندما يعملون مع الإخوان ويشاركون فى التأسيسية وفى تشكيل الحكومة وتعيينات الشورى ولكن يطلق عليهم «فلول» بمجرد أن يتحولوا عن الإخوان ويصبحوا إضافة على قوة ثورية لا تريد للإخوان الانفراد بحكم مصر، والشواهد فى هذا الإطار لا حصر لها، ولكنى أقف حائراً أمام سؤال جوهرى لا أستطيع أن أتخطاه. هل بعد عزل الدستور الجديد لكل قيادات الحزب الوطنى أعضاء برلمان 2005-2010 تبقى فلول؟ ألم يقل كل مرشحى الرئاسة والدكتور البرادعى إن قيادات الوطنى هى المقصودة بالعزل وإن أعضاء الحزب الوطنى، منهم المجبرون ومنهم من دفعته حالته للانضمام للوطنى للدفاع عن مصالح أسرته وأن هؤلاء لا يمكن إقصاؤهم وإلا تحولنا لمحاكم تفتيش! ثم إنى أتساءل، متى يتحول الفرد من فلول إلى مواطن عادى أم أن هذا الاحتمال غير وارد فى مصر الثورة؟ وإنى لأذكر انتخابات برلمان 2011 عندما كانت هناك الكتلة المصرية وتحالف الثورة مستمرة وأذكر أن أصدقاء فى تحالف الثورة مستمرة كانوا يقولون على الكتلة إن بها من الفلول الكثير، ثم دار الزمن أقل من عام وأصبح كل أحزاب الكتلة المصرية مرحباً بها وغير متهمة بالفلولية ولا تحفظ على كون بعضهم من أحزاب اليمين الاقتصادى، وهو الأمر الذى يدفعنى للتساؤل، هل العقل الجمعى لبعض النشطاء ثائر إلى درجة عدم القدرة على التمييز السريع وبالتالى مع مرور الوقت يتم هضم المسألة ويستبين الطريق؟ أتفهم تماماً أن المقصود هذه المرة بالفلول هم السيد عمرو موسى والسيد البدوى وإنى أتساءل، هل نزل أحد الثورة ضد عمرو موسى والسيد البدوى؟ أم أن مواقف الاثنين بعد الثورة كانت خصماً من الثورة وضارة بها ولذلك يعاديهم بعض النشطاء، لكن هل هذا وقت تصفية مثل هذا النوع من الحساب؟ هل نحن على استعداد لدفع ثمن انشقاق الجبهة لصالح انفراد الإخوان بالبرلمان القادم لمجرد تصفية الحساب مع طرفين واحد منهم مستقبله السياسى وراءه والثانى لا يختلف كثيراً عن الدكتور مرسى الذى وقفنا معه فى الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية لكيلا يستمر نظام مبارك! ما أقوله باختصار إن جبهة الإنقاذ هى الجبهة التى أصبحت عنواناً مقبولاً شعبياً للمعارضة المصرية وهى القوى السياسية الحقيقية التى يُعمل لها حساب، والهدف الرئيسى للإخوان هو تفتيت هذه الجبهة بأى وسيلة ممكنة؛ لأنها بديل شعبى مقبول ولها امتداد بطول البلد وعرضه ولذلك أصبحت عرضة لسهام الإخوان، فتارة يصفون قادتها بعدم الوطنية وتارة يصفونهم بالفلولية والغرض ليس فقط البرلمان القادم ولكن تمكين الإخوان من صبغ الدولة بلونهم. المغالبة مستمرة والثورة كمان.