سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ملف بن لادن | قاعدة "جديدة" بعد مقتل بن لادن تطمح في الوصول للسلطة محلل باكستاني ل"الوطن": القاعدة تغير جلدها بعد ثورات الربيع العربي ونجحت في اختراق تونس وليبيا ومصر
انقضى عام على رحيل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة .. الشخص الملهم و"العقل المدبر" لعملياتها .. وتحولت القاعدة لكيان هلامي مهترئ الأجزاء تترامى خلاياه النائمة التي فقدت القيادة والتوجيه حول العالم وربما تحاول تجميع أشلاءها مرة ثانية. وقال المحلل السياسي الباكستاني جاسم تقي ل"الوطن" إن مقتل بن لادن أثر سلبا على المستوى النفسي للتنظيم، إذ إنه كان القائد المتفق عليه وكانت له اتصالات يحرك بها الخلايا النائمة حول العالم وبناء عليه شكل مقتله انهيار للتنظيم برمته. وأوضح تقي أن تأثير مقتل بن لادن على التنظيم كان محدودا للغاية لأن الولاياتالمتحدة أحكمت الحصار عليه وعلى اتصالاته بالخلايا التي كان يحركها، لافتا إلى أنه من المفترض بأيمن الظواهري زعيم القاعدة الحالي تحريك فروعها وخلاياها النائمة، لكنه غير قادر على أداء ذلك الدور، لأن استراتيجيته ومنهجه مختلف عن بن لادن الذي كان يرغب دوما بإجراء عمليات بقوة عملية الحادي عشر من سبتمبر. ورأى المحلل الباكستاني أن وضع التنظيم الآن لا يمثل خطرا يذكر، وأنه انتهى بالفعل عند مقتل بن لادن بل يمكن القول إنه انتهى حتى قبله. ولفت تقي إلى أن للقاعدة 200 زعيم على مستوى العالم، تمكنت الولاياتالمتحدة من القضاء على أغلبهم، والآن القاعدة بلا قيادة، بعدما عملت واشنطن بالمثل القائل "إذا أردت أن تقتل الأفعى اقطع رأسها". وفيما يخص فروع القاعدة في العالم العربي وخلاياها النائمة، قال تقي إن القاعدة تلاشت بالفعل لكن المشكلة ستظهر في ما يسمى تنظيم "القاعدة الجديدة" الذي شكله قيادات القاعدة الأدنى المنتشرة في شكل خلايا نائمة، إذ أنها تحاول إيجاد تنظيم بديل، يسلك نهج بن لادن. ورأى تقي أن "القاعدة الجديدة" تغير جلدها بعد الثورات العربية، وتظهر في صورة تشكيلات إسلامية ترفع شعار الديمقراطية وتنافس في الانتخابات لتصل إلى السلطة، وتبدأ في مخطط تطبيق الشريعة والتضييق على المجتمع المدني، مشيرا إلى أنها نجحت في بالفعل في اختراق تونس وليبيا ومصر، ولا تزال نشطة جدا في سوريا. بينما اختلفت رؤية المحلل السياسي التونسي المقيم بباريس أبو بكر الصغير، الذي يرى أن جذور القاعدة في دول الربيع العربي، والتي تستمد أيديولوجيتها من الإخوان المسلمين تختلف أفكارها كثيرا عن القاعدة، مشيرا إلى أن الغرب يراهن على أن اندماج الإسلاميين في العملية السياسية سوف يكرس الحياة الديمقراطية ويتحد من العدائية تجاه الغرب. في الوقت نفسه، لم يستبعد الصغير في تصريحات خاصة ب"الوطن" أن تكون قلة من الخلايا النائمة قد لجأت إلى الحل الديمقراطي، واستطاعت بالفعل اختراق البرلمانات العربية الجديدة، لكنه رأى أن الخطر الحقيقي يكمن في فروع قاعدة المغرب العربي لما تشهده تلك المنطقة من انقلابات مسلحة مثلما حدث في مالي. وتساءل الصغير هل هي مصادفة أن تكتشف الولاياتالمتحدة بعد نجاح الربيع العربي مخبأ بن لادن؟!، وهل كانت هناك صفقة بين الأطراف المسيسة وأجنحة القاعدة، بأن تقبل بالإسلام الجديد مقابل وضع حدا للإرهاب ووضع حدا للجماعات المسلحة؟!. ولفت المحلل التونسي النظر إلى توقف كل عمليات القاعدة تقريبا، وإلى أن العالم لم يشهد أي عملية إرهابية نوعية كبيرة، موضحا أن العمليات التي تحدث هنا وهناك هي عمليات تحدثها عناصر معزولة، لا تتخطى كونها امتداد فكري وعقائدي للتنظيم. وقال إنه يرى أن تنظيم القاعدة حاليا مشتت ومفكك بشكل لم يسبق له مثيلا وبات من المستحيل أن يعود بقوته مرة أخرى، لأنه لا يجد حلفاء بعد أن كرس الربيع العربي الحياة الديمقراطية ودخل الإسلامي السياسي للمشاركة فيها.