مع عشر سنوات من حرب الولاياتالمتحدة على تنظيم القاعدة، وبعد مقتل زعيم التنظيم أسامة بن لادن، واندلاع ثورات شعبية أطاحت بالحكام المستبدين فى عدة دول عربية، يتفق خبيران باكستانى ومصرى على أن القاعدة فى مرحلة أفول وشيخوخة ولم يعد بمقدورها شن هجمات بحجم هجمات سبتمبر 2001. الباحث المصرى فى شئون الجماعات الإسلامية، جمال سلطان، يشدد على فى تصريحات ل«الشروق» على أن «قوة تنظيم القاعدة ليست فى الأدوات، الذى يمتلكها، بل فى قوة الفكرة التى ينطلق منها». ويرى أن «الثورات العربية أكثر تأثيرا من رحيل بن لادن على التنظيم، فنجاح الثورات بطابعها السلمى فى كسر شوكة الاستبداد، سيضعف من وهج فكر التنظيم ويقلل من جاذبيته لدى الشباب العربى والإسلامى، لذا أرى أن القاعدة ستعانى كثيرا فى الفترة المقبلة فى تبرير عقيدتها الجهادية». ويستبعد سلطان أن «تنتج القاعدة بن لادن آخر، ولو بعد فترة، فابن لادن كان ابن مرحلة لها بنيتها الفكرية والروحية، وتميزت بضغوط سياسية وفكرية واجتماعية لم تعد موجودة، لذا فإن قدرات القاعدة ستتقلص، لكنها لن تتلاشى». بخلاف سلطان لا يستبعد الخبير الباكستانى جاسم تقى فى تصريحات ل«الشروق» أن «تختفى القاعدة بعد سنوات؛ نظرا لتراجع تأثيرها، فلن تجد مناصرين بعد الآن لهذا الكيان غير الطبيعى القائم على الانتقام وبالثأر بشكل متواصل، وهو أمر ضد الفطرة الإنسانية». لقد بدت على القاعدة علامات الشيخوخة بعد رحيل عقلها المدبر.. فالقاعدة منيت بنكسة كبيرة جدا بمقتل بن لادن، حيث كان ينضوى تحت لوائه مختلف أفرع التنظيم، وبغيابه ضعفت القدرة القيادية والتخطيطية، كما ضاق الخناق على التنظيم من قبل القوات الأفغانية والباكستانية الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسى (الناتو) بعدما شددت القوات الأمريكية قبضتها على الحدود الأفغانية والباكستانية، لاسيما بعد مقتل مؤسس القاعدة»، وفقا للخبير الباكستانى. يتفق سلطان وتقى على أن «القاعدة ستلجأ للهجمات صغيرة، ولن يكون بمقدورها تكرار هجمات بحجم هجمات 11 سبتمبر، وهذا دليل على ضعف التنظيم وافتقاده للقدرات وللقيادة المركزية العليا».