كتب - فاطمة الجيلاني ومحمد فتحي "جابر" هو بائع الفريسكا هذه الحلوى التي نشتاق اليها خاصة في مواسم الصيف التي تشتهر بطعمها الحلو وسعرها الرخيص ويستمر في بيعها منذ اكثر من خمسة عشر عاما منذ ان كان في الخامسة والعشرين من عمره، فبعد ان أنهى دراستة وحصل على دبلوم التجارة عمل بعدها في كثير من المهن والحرف واستقرت به اخيرا الحياة بان يكون بائع فريسكا. تراه يحمل صندوقه الزجاجي على كتفيه وعندما يتعب يغير على كتفه الاخر وينادى (فريسكا فريسكا) فمنذ ان ازدادت الحالة الاقتصادية في مصر سوءا ولم يعد الكثير من المصريين يذهب الى الشواطئ الساحلية ومنها الاسكندرية التي كان يبيع فيها جابر الفريسكا قبل ان تجبره الظروف ان يأتي الى القاهرة ويستقر بها هو واسرته منذ اكثر من سبعة اشهر فالفريسكا عبارة عن رقائق بسكويت دائرية رفيعة محشو بالعسل او فول السواداني او جوز الهند او السمسم وتشتهر بانها تباع على البحر ولكن هو كسر عادات المهنة فبدلا ان يبيع الفريسكا على البحر باعها على النيل والكورنيش والمناطق الراقية في مصر فلديه زبائن من مختلف الطبقات والمهن والظروف فمنهم من يشتري بخمسين جنيه ومنهم من يشترى بجنيه واحد. وحكى جابر ل"الوادي" عن عائلته الصغيرة التي تساعده على عمل الفريسكا التي يجب ان يساعدوه على صنع الفريسكا بعد ان يبيعها وهي تتكون من ابسط مكونات الطعام وهي الدقيق والسكر والفول السوداني وجوز الهند والسمسم فهو يبدأ فى بياعها بعد ان يكون هناك حركة سير في الشارع أي منذ الظهيرة حتى العشاء. وشكر كثيرا فى هذه المهنة لانها تجعله يعيش ولا يحتاج الى احد هو واولاده محمد ومحمود وفرح وهو يتمنى ان يرى ابنه الاكبر "محمد" معلم يخرج ويعلم اجيال او اخصائي اجتماعي يحل مشاكله. فهو ابنه الاكبر الذي يعمل معه في اجازته المدرسية ويساعده على حمل باقي البضائع التي يحملها والتي لا تتعدى تكلفتها الخمسمائة جنيه فيقف معه فى الشمس طوال النهار وعندما يحل عليهم التعب يتوقفوا وسط طريق السيارات يبيعون لهم الفريسكا بانواعها المختلفة، وسط إقبال كبير من سائقى السيارات الراغبين في شراء الفريسكا. هذا الرجل الذي تراه وعلى وجهه الطيبة والبسمة التي غالبا ما تكون سببا فى اقبال زبائنه عليه، فهو مواطن مصري يحاول ان يجلب رزقه من عمله فهو كما قال "كل يوم بتوكل على الله وما بشيلش هم العيال لان ربنا كريم". واكثر المشاهد الاكثر في الجمال هو ان له اسلوبه الخاص في البيع وفي معاملة زبائنه فبعد ان تأكل يعطى لك منديلا وينظر اليك وتبتسم ويقول لك "بالهنا والشفا"، وكما قال إنه لو جاء له طفلا صغيرا ليس معه مال لشراء الفريسكا انه يعمل هذا دائما حتى ولو كان الطفل معه والديه لانه من احباب الله والحقيقة لانه يحمل قلبا طيبا مثل جميع المصريين وهو مواطن مصرى يتابع احوال مصر بقدر ما يستطيع فهو يعترض على الكثير مما تفعله التيارات المختلفة وما يفعله النظام السابق في مصر في اشعال الفتن فهو من يرسل رسالة الى المصريين "مصر هتفضل طول عمرها بخير لأنها بلد الامن والامان وانا مش خايف على مستقبل مصر لان ربنا كريم وهو اللى ساعدنا اننا ننجح ثورتنا في خمسة وعشرين يناير اللى فات وبارده ربنا هيقف جنبنا في الايام اللى جاية وان شاء الله هتعدي على خير وربنا هيرزقنا برئيس صالح لاننا شعب اكثريته غلابة ومش ناقص".