علي أحر من الجمر تنتظر الشواطئ هذا الموسم الفياض بأفواج المصيفين ، لتخرج الرمال عن سكونها وتعلو أصوات اللعب والمرح فوق صوت البحر وأمواجه، ويعلو فوقهم صوت البائعين فهناك من ينادي (فريسكا ... فريسكا - وبحري يا سمك - وفستان يا مدام ... وبشكير يا أنسة ) هؤلاء ينتظرون الصيف وأيامه المعدودة ليتمكنوا من العيش طوال العام، ومع بداية أول ايام الصيف يخرجون طاقتهم المخزونة لهذه الايام وينتشرون علي الشواطئ بين شماسي المصيفين، علي أمل أن تنفد بضاعتهم ويزول من فوق أكتافهم الحمل الثقيل ، وينتهي بهم اليوم وقد رزقهم الله بالكسب الوفير. وقدوم شهر رمضان في هذه الايام كان له الاثر الكبير علي شواطئ مصر، فهناك من بادر بالسفر اليها في هذة الايام وهناك من أمتنع عنها هذا العام علي غير عادته، وبعد ان تقلص الصيف هذا العام الي شهرين لا عزاء فيه الا للبائعين. تجولت «الأهالي» علي شواطئ الأسكندرية لتعيش يوما كاملا مع البائعين، ليحكوا لنا معاناتهم مع صيف بلا مصيف ويقول وليد سيد بائع ملابس : «الموسم انضرب وحركة البيع مصابة بشلل تام، ويهل علينا هذا العام شهر رمضان في أول 8 لينتهي بنا الموسم قبل أن يبدأ، ففي الشهر الكريم يشتري الناس الياميش وحاجات رمضان وله ميزانية خاصة بالمأكولات والمشروبات تجبر الناس علي الحرص في الإسراف، وأنهي كلامه ساخرا من حاله كان يجب علي التفكير في بيع الزبيب وجوز الهند علي الشواطئ هذا العام بدلا من الملابس . أما علاء حمدي من أسيوط ويأتي الي الاسكندرية في موسم الصيف ويعمل بائع فريسكا صباحا علي الشواطئ وإكسسوارات وهدايا مساء علي الكورنيش، يقول إنه لا مجال هذا العام للراحة ويقول أعيش طوال السنة علي ما ادخره في الصيف هنا، ولا أملك أي مهنة تمكنني من العيش سوي هذه المهنة ، فأنا سريح بالوراثة وأعمل في هذة المهنة التي ورثتها عن أبي منذ طفولتي ، وكنت في السابق أعمل نهارا علي الشواطئ وتنفد مني بضاعتي قبل انتهاء اليوم من كثرة البيع لكن الأمر أختلف كثيرا في السنوات الأخيرة وأصبح البائع يكاد يقبل يد الزبائن ليشتروا منه وفي هذا العام نتمني أن ينصلح الحال قبل أن يأتي رمضان وأعود الي الصعيد . وعلي شاطئ اخر يقول محمد علام بائع لعب أطفال: هذا العام يختلف بالقطع عن غيره وكنا عاملين حسابنا عليه من سنين، لكن الجديد في السنوات الأخيرة هو عدم اهتمام الأطفال بهذه الالعاب ( الجردل والجروف والعاب البحر ) البلاي ستيشن والكمبيوتر غير اهتمامات الأطفال وطريقة لعبهم ، وأصبحت هذة الالعاب تقليدية ولا تجذب الأطفال، لكنها مهنتي منذ سنين طوال ولا أعرف أبيع غيرها، والي جانب هذا الركود في البيع لا نملك سوي شهرين هذا العام و لا مجال للراحه أو التعب والملل». ويسبح ضد التيار محمود حسن بائع أسماك ويري هذا الموسم أفضل بكثير عن غيرة في السابق حيث توافدت الناس في هذه الايام بكثرة علي الشواطئ قبل قدوم شهر رمضان ويقول إن البيع هذة الأيام كثير ويتوقع أن يكون في زيادة اكبر في الايام القادمة .