بعد مرور أكثر من شهر ونصف علي بدء موسم الصيف بالاسكندرية والاستعدادات المكثفة التي سبقت تلك الفترة لتوفير جميع سبل الراحة والأمان لزوار الثغر.. »الأخبار« قامت بجولة علي شواطيء الاسكندرية رصدت خلالها سلبيات وايجابيات الموسم الصيفي الحالي وشكاوي المصطافين للعمل علي حلها خلال الفترة القليلة المتبقية علي انتهاء المصيف... في البداية ورغم الاعلان عن تزويد كافة شواطئ الإسكندرية بمنظومة متكاملة للإنقاذ السريع (الجيت سكي).. بالاضافة الي وسائل أخري منها استخدام الخطوط العائمة التي توضح للمصطافين حدود المياه الآمنة التي يمكن النزول فيها وكذلك توفيرغطاسين بواقع غطاس لكل 100م لأعمال الإنقاذ.. الا أن ذلك لم يمنع تزايد أعداد الغرقي بشواطيء الاسكندرية بصورة كبيرة هذا العام معظمها لعدم التزام الكثير من المصطافين بتعليمات السباحة والانقاذ مما يعرضهم للغرق.. ففي أحد شواطيء العجمي يقول ابراهيم خضر أحد المنقذين علي الشاطيء إن أعداد الغرقي في شواطئ العجمي تعتبر أعلي من الشواطئ الأخري نظرا لطبيعة البحر المفتوح الذي يحيط بشواطيء العجمي الثمانية...مشيرا الي أن تزايد حالات الغرقي يرجع الي عدم التزام المصطافين بالتعليمات فمعظمهم يقوم بنزول البحر رغم رفع الراية الحمراء مما يؤدي الي عدم مرور يوم واحد دون وجود غرقي بأحد شواطيء الاسكندرية.. وفي شواطيء ستانلي وسيدي بشر وميامي والعصافرة التي ازدحمت بالمصطافين بحيث لم يترك الرواد موضع لقدم واحدة وكأنها آخر أيام الصيف تركزت شكاوي المواطنين حول انقطاع المياه بحمامات الاستحمام علي الشواطيء »دُش« وكذلك كثرة أعداد قنديل البحر هذا العام مما سبب حالة من الهلع للصغار والكبار علي حد سواء ودفعهم الي مغادرة الشاطئ وعزوف الكثيرين عن نزول البحر... يقول محمود عبدالفتاح - أحد رواد شاطيء سيدي بشر- "تعودنا كل عام القدوم الي الاسكندرية وتحديدا شاطيء سيدي بشر للاستمتاع بنزول البحر الا أن هذا العام فوجئنا بهجوم كثيف من القناديل التي تلتصق بأجسام الأطفال ولا تختفي طوال اليوم لتمنعنا من النزول الي مياه البحر ايضا ويتحدث مصطفي محود أحد المصطافين بشاطيء ميامي - عن تجربته الشخصية مع القناديل قائلا: عانيت اكثر من مرة من لدغ القناديل الذي يترك آلاما شديدة تستمر لفترة طويلة... أما في شاطيء العصافرة فقد تزاحم العشرات المصطافين أسفل »الدُش« الوحيد المتواجد علي رمال الشاطيء للاستحمام الا أن كلا منهم رجع دون ذلك بعد اكتشافهم انقطاع المياه... ويشكو جابر نجيب من استمرار انقطاع المياه قائلا إنه يعاني وأسرته يوميا من انقطاع المياه مما يعكر استمتاعهم بمياه البحر لعدم وجود مياه نظيفة للاستحمام بعد نزول البحر... ويضيف جابر أن هناك عددا كبيرا من حمامات الاستحمام »الدُش« المتواجد علي الشاطيء معطلة... وحول أسعار السلع والخدمات المرتبطة بالمصطافين تؤكد فوزية رضا بشاطيء المندرة أنها فوجئت هذا العام بالارتفاع الكبير في ايجارات الشقق والسلع والمأكولات أيضا خاصة الأسماك التي تعد وجبتهم المفضلة طوال فترة المصيف... مشيرة الي أن الارتفاع الكبير في أسعار الايجارات دفعهم الي اختصار فترة المصيف في أسبوع واحد فقط بدلا من أسبوعين... للصيف فقط »فريسكا...فريسكا..بشكير يامدام... جردل وجاروف صورة يا أستاذ« عبارات كثيرة تسمعها أثناء تجولك في معظم شواطيء الاسكندرية... فمع انتهاء امتحانات الثانوية العامة والجامعات تظهر بعض المهن التي يحاول من خلالها بعض الشباب التغلب علي البطالة ولا تتطلب زيّا خاصا ولا تراخيص أو مكان ثابت... بل يكتفي الشاب باقتناء سلعة تكون رائجة في فصل الصيف واختيار الشاطيء المناسب لعرضها خلال الصيف فما تلبث أن تختفي بانقضاء الموسم إلي أن يحل الموسم الجديد في العام المقبل...حيث تتعدد السلع مثل النظارات الشمسية والمثلجات والفريسكا والملابس والعاب البحر الخاصة بالأطفال والتين الشوكي وغيرها من المعروضات التي تزدهر صيفا وتلاقي رواجا واسعا بين الشواطيء.. وفي شاطئ ميامي يقول وليد مختار - بائع فريسكا - الموسم السنة دي قصير لبدء شهررمضان في عز الموسم ولكن بنحاول نكثف العمل ففي الصباح بنسرح علي البحر وبالليل باخد صندوق الفريسكا ونسرح علي المقاهي... وفي شاطئ أبو هيف يقول علي ابراهيم بائع لعب أطفال "هناك حالة رواج كبير في حركة البيع والشراء بسبب زيادة أعداد المصطافين بالمقارنة بالوقت نفسه من العام الماضي نظرا للاقبال الكبير من المصطافين قبل حلول شهر رمضان... وفي شاطيء سيدي بشر التقينا عم درويش أبوريشة - أقدم مصور جوال علي شواطئ الإسكندرية- بقميصه الأبيض والشورت والقبعة كبيرة... حيث قال إنه يعمل في هذه المهنة منذ 40 سنة... ويحكي عم درويش قصته مع التصوير علي الشواطيء قائلا " بدأت رحلتي في تصوير المصطافين علي شواطئ البحرفي الستينات بعد مرورعشر سنوات علي عمله بأحد ستديوهات التصوير بمحطة الرمل... " مشيرا الي أنه يبدأ يومه علي الشاطئ في الساعة الثامنة صباحا ويستمر في عمله إلي الساعة الثامنة مساء.. أما أفضل أوقات التصوير لديه فبعد العصر عندما لا تكون الشمس عمودية وأسوأها بعد الظهر..مؤكدا أنه لا يمتنع عن التصوير في هذا الوقت إذا أصر الزبون.