عقد مجلس جامعة الدول العربية، اليوم الثلاثاء، اجتماعا طارئاً على مستوى المندوبين الدائمين لبحث أوضاع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي خاصة المضربين منهم عن الطعام. ومن جانبه أكد السفير احمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية على أهمية الاجتماع الذي يأتي في إطار جهود الجامعة ودولها لدعم كل ما يتعلق بالإفراج عن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين الذين يعانون في السجون الإسرائيلية خاصة الذين يخوضون إضراباً عن الطعام ويمرون بأوضاع صحية في غاية الخطورة. وأضاف "بن حلي" أن استمرار الأسرى في الإضراب عن الطعام لهذه الفترة الطويلة التي لم تحدث من قبل في تاريخ حركات التحرر أصبح يمثل خطورة شديدة على حياتهم مما يستدعى التدخل لإطلاق سراحهم فورا دون شروط. كما أشار "بن حلي" إلى أن الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي ألتقى خلال زيارته إلى رام الله في 29 من الشهر الماضي عائلات الأسرى خاصة الذين يقومون بالإضراب وتسلم رسالة منهم موجهة للمجلس وطلب عقد اجتماع لمجلس الجامعة لما يمكن القيام به عربيا. وأوضح في الوقت نفسه أن إسرائيل لا تعبأ بالتزامات ولا قانون دولي إنساني ولا أي شيء خاص بالممارسات الهمجية إزاء الشعب الفلسطيني وأسراه الذين أطلق سراحهم في صفقة تبادل الأسرى مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. وأشار "بن حلي" إلى (إعلان بغداد) بشأن المؤتمر الدولي للتضامن مع الأسرى الذي تضمن إطلاق حملة دولية وإنسانية وإعلامية للمطالبة بالإفراج عن الأسرى ودعوة الأممالمتحدة إلى إرسال لجنة تحقيق دولية للتحقق من الممارسات الإسرائيلية اللانسانية بحق الأسرى وما يتعرضون له من انتهاكات تخالف القانون الدولي الإنساني. كما أشار إلى إنشاء صندوق عربي لدعم الأسرى وعائلاتهم والذين يقدر عددهم بنحو 20 ألف أسير محرر. مشيدا بخطوة العراق بالتبرع بمبلغ مليوني دولار في موازنة الصندوق الذي ينتظر أن يتم إقرار النظام الأساسي له في قمة الدوحة المقررة في 26 و27 مارس المقبل. من جانبه حدد وزير الأسرى والمحررين الفلسطينيين عيسي قراقع عددا من الخطوات المطلوب اتخاذها لنصرة هؤلاء الأسرى ومنها عقد جلسة استثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة قضية الأسرى خاصة المضربين منهم عن الطعام والتوجه إلى مجلس الأمن ومطالبته بالتدخل لإنقاذ حياتهم. ولفت إلى انه لا يجوز لدولة عضو في الأممالمتحدة أن تقتل الأسرى علنا وبالتالي يجب أن تمنع هذه الجريمة وضرورة تكليف المجموعة العربية بجنيف بعقد اجتماعا طارئا لمجلس حقوق الإنسان لمناقشة قضية الأسرى وإلزام إسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال بالاستجابة لمطالبهم وإطلاق سراحهم وتطبيق اتفاقيات جنيف الرابعة. كما طالب "قراقع" مجلس الجامعة بالإعلان عن يوم عربي خاص تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام وصيام يوم تضامنا مع هؤلاء الأسرى وتكثيف الحملة الدولية الإعلامية ودعوة البرلمانات العربية لعقد جلسة خاصة للتضامن مع الأسرى. وحث على وضع برنامج للتعريف بقضية الأسرى يجوب كل دول العالم بمشاركة أهالى الأسرى والأسرى المحررين بالإضافة إلى دعوة مجلس السفراء العرب في مختلف العواصم الأجنبية إلى شرح أوضاع الأسرى المأساوية من خلال التحرك السياسي والإعلامي في الدول المعتمدين لديها. ودعا أيضا إلى مطالبة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف بتحمل مسؤولياتها القانونية والسياسية تجاه الأسرى وتكثيف اتصالاتها مع دولة الاحتلال وممارسة الضغط السياسي على إسرائيل من خلال التهديد بوقف الاتفاقيات الثنائية والعلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والسياحية والثقافية "إن وجدت". وحث على تنفيذ توصيات المؤتمر الدولي حول الأسرى الذي استضافته بغداد في 12 ديسمبر الماضي ووضع مشروع إنشاء صندوق عربي لدعم الأسرى وعائلاتهم وتأهيل المحررين الذي اتخذ في مؤتمر بغداد تمهيدا لعرضها على القمة العربية القادمة في الدوحة، ودعا مجلس الجامعة إلى تعيين مبعوث أممي لمتابعة قضايا الأسرى في المحافل الدولية وبمرجعية جامعة.