أصدرت الحكومة المصرية قرار بإعطاء الباعة الجائلين الذين يفترشون شوارع مصر وميادينها منذ أكثر من عشرين عام مهلة ثلاثة أيام لإخلاء شوارع مصر من بضائعهم ومصدر رزقهم الوحيد ولكن لم يتم إبلاغ هؤلاء الباعة حتى الآن بهذا القرار، ومن علم منهم به يدور في ذهنه عدة أسئلة وتخوفات عن مصيرهم وعن مصير فرشتهم وهو مصدر رزقهم الوحيد وهل ستوفر الحكومة لهم أماكن أخرى للبيع بها أم سيكون إخلاء مؤقت كعادة الحكومات السابقة ويعودون مرة أخرى؟ أحمد، بائع "شرابات "بمحطة العتبة قال إن هذا هو مصدر رزقه الوحيد وإذا قامت الحكومة بإخلائهم سيعودون مرة أخرى في نفس المكان أو مناطق أخرى وأشار أنه متوقع حدوث إشتباكات بين البائعين والشرطة لأنهم لن يتحركوا من أماكنهم بدون وجود بديل وأنهم سيدافعون عن لقمة العيش مهما كان للثمن معلقا "محدش بيموت ناقص عمر". واقترح بأن يحولون جنينة الأزبكية إلى محلات صغيرة لهم يبيعون فيها بضائعهم أو ينقلونهم لسوق آخر. وأضاف محمد، بائع "تمر وعرقسوس" أن الرئيس مرسي قال أن للبائع حق وواجب على الحكومة توفير أماكن لهم فكيف يأمر بإخلائنا ويخلف وعوده لنا، وقال أن للحكومة تعطيهم مهلة بدون توضيع مصيرهم أو الحديث مهم بينهما قال محمود "مش هنتفرج عليهم وهما بيهدوا أكل عيشنا" مشيرا أن إذا تم إخلائهم بالعنف سيشتبكون معهم لحماية أماكنهم ومصدر رزقهم وأكد أنهم ليسو ببلطجية ولكنهم يريدون إتفاق على مصيرهم وعرض إقتراح بأفكار للحكومة إيجار لأي مكان سيقررونه لهم في مناطق حية بها زبائن وعلى إستعداد بدفع ضرائب. وأما عبد العال بائع لعب أطفال بميدان الجيزة فقد علق على القرار أنه يمكن للحكومة الإستفادة منهم وأخذ إيجار للفرش بدلا من الإتاوات التي يأخذها منهم البلطجية 15 جنية يوميا معلقا من الأولى إخلاء البلد من البلطجية وليس ممن يبحثون عن لقمة عيش حلال وأشار أن كل بائع له أطفال يحتاجون لمصاريف فكيف سيكون وضعهم بعد إزالة فرشتهم وأضاف أنه ليس بيده حيلة وسيفعل ما تقوله الحكومة في لا يوضع في الحبس. "فيتعاملوا بأدب ويشفولنا مكان تاني نسترزق منه لكن لو ضربونا ومشونا من مكان من غير حل كل واحد هيدافع عن فرشته لحد ما يموت". هذا ما قاله محمد بائع صواريخ بالعتبة معلقا على قرار الحكومة وأضاف أنه إقترح قبل ذلك عدة إقتراحات ليخلوا الطريق ولكن لم يستجب لهم أحد فتسائل كيف يطلبون منا بكل بساطة إخلاء مصدر لقمة عيشنا الوحيد مقابل لا شيء وأشار أنه لن يثق بأي وعود للحكومة. وأضاف خالد بائع لعب أطفال أن الحكومة أصدرت هذه للمهلة لتبرير ما ستفعله بنا من ضرب وسحل وتحطيم لفرشتنا وإتهامنا بالبلطجية وإذا داخلنا السجن وقال أن هذا ما يحدث كل مرة ونعود نفرش مرة أخرى وتتركنا الحكومة، وأشار أن هذا الوضع قد تعود عليه كل الباعة الجائلين في مصر. "الحكومة بتيجي على الضعيف" هذا ما قاله أحمد معلقا على قرار الحكومة وهو بائع في ميدان الجيزة وقال أن الحكومة أولى أن تقبض على بائعي السلاح الأبيض والصواعق فهؤلاء يهددون الأمن أما نحن كل ما نريده مكان أخر ننتقل إليه بعيدا عن الصحراء وأشار أن هذا هو مطلبهم الوحيد. وفي رمسيس قال محمد السيد أنه لم ينزل للبيع هذا اليوم ولكن سيعود في اليوم الذي يليه ويبعد عن تجمعات الشرطة وأشار أنه أن لم يفعل ذلك سيجوع أولاده، وعلق أن ما نريد فعله الحكومة ما هو إلى إبادة لهم إذا كان هناك حل هذه المرة وتوفير أماكن للباعة الجائلين. وعلق هاني محمد بائع كبدة بميدان الجيزة أن الحكومة تزيل الباعة وبعدها بيومين يعودوا مرة أخرى لأن ليس هناك بديل مشيرا أن هذا هو مصدر رزقه الوحيد فكيف يطلبون منه الرحيل دون تعويض أو حل آخر وتوفير عمل أخر لهم وأضاف "هل للأكل الحلال عيب أم السرقة والبلطجية". وقال حسن بائع شنط بالعتبة أنهم سينظمون أنفسهم للدفاع عن أماكنهم خاصة أنهم لم يتم توفير أماكن أو أكشاك أو فتارين بدلا من الفرشة في الشارع، وتوقع حدوث إشتباكات عنيفة مع الشرطة والقبض على كثير منهم. وأضاف أن في هذه الحالة سينظمون مظاهرات ووقفات أمام مبنى المحافظة ليحصلوا على حقوقهم وقال أن الحل بتنمتنا وليس بإبادتنا. وقالت أم أحمد بائعة بخور بالجيزة أنها لا تطلب أكثر من تركها تعمل لتوفير دخل لها وأولادها وأشارت أنها إذا طلب منها العمل في مكان ستعمل ولكنهم لا يفعلون ذلك ويأخذون فرشتها ولا يوفرون لها حل أخر وعلقت أنها لاتعطل المرور وتدفع إتاوة يومية لبلطجي مشهور بالميدان وإذا طلبت منهم الحكومة مال إيجار ستعطيهم وأضافت أن البلدية كل فترة تأتي لإزالة الباعة ولكنهم يعودون مرة أخرى. وأكد أ/ علي مسئول بالمحليات على ضرورة إخلاء الميادين العامة والشوارع ومحطات المترو من الباعة الجائلين لتسهيل حركة المرور وأن هناك خطة لفتح أسواق لهم بالأراضي والمساحات الفارقة لكل منطقة، وأضاف أن مهلة ثلاثة أيام كافية ليبحثوا عن أماكن أخرى بعيدة عن تعطيل حركة المرور والإزدحام، حتى يتم تجهيز الأسواق والبدائل التي تستوعب هذا الكم من الباعة الجائلين في كل حي، وأشار أن وجودهم في تلك المناطق الحيوية بسبب أزمة مرور ويسمح للبلطجية بإستغلالهم.