منذ ان كان شاباً عرف باولو كويلو بولعه بالعوالم الروحانية باحثاً عن المجتمعات السرية، و ديانات الشرق، وهو ما جعله يتطرق عوالم مغايرة فى الأدب البرازيلى بشكل خاص سواء عن من سبقوه امثال خورخي أمادو و روبيرتو دو فالى ممن تطرقت اعمالهم وصبغوا اعمالهم بصبغة الأدب العقائدى والتاريخى، او ممن عاصروه وتطرقوا لعوالم اخرى فى عالم الرواية والقصة. فى عام 1982 نشر لباولو كتابه الأول بعنوان "أرشيف الجحيم"، والذي لم يلاق أي نجاح. وتبعت مصيره أعمال أخرى. قصة حجه الاولى في عام 1986 عندما ذهب سيرا لمقام القديس جايمس في كومبوستيلا. تلك التي قام بتوثيقها فيما بعد في كتابه "الحج" التى تعد بداية جهاد يربحه معارك الأدب الرفيع وهى عبارة عن قصة سعي روحي مميز على طريق مار يعقوب في أسبانيا، ينطلق الراوي في مسيرة طويلة بحثاً عن سيفه الذي فقده لحظة كان يقدم اليه. أشترط عليه المعلم لاسترداده أن يقوم بالحج على طريق قديمة ، كان يعبرها حجاج القرون الوسطى واعتبرت مزاراً من أهم المزارات الدينية في الغرب. في الطريق يقوم المرشد بتروس بتلقين الراوي باولو تمارين وطقوس "رام" (جمعية روحانية قديمة)، وهي ممارسات بسيطة تساعد الإنسان على اكتشاف طريق خاصة به ، وتمده بالطاقة والشجاعة ، معمقة حدسه الشخصي الذي يصله بالحقيقة. يتعرض الراوي في مسيرته لتجارب روحية كثيرة تتمثل في اكتشاف معان جديدة للحب والورع والموت والألم، والأهم من ذلك كله، يتبين أن التوصل إلى مرحلة المصالحة مع النفس والاشراق ليس نخبوياً، وليس حكراً على الناس المختارين، بل هو أيضاً متاح أمام كل إنسان يسير على طريقه الخاصة به ، كما سار الراوي على طريق مار يعقوب، ذلك أن الخارق موجود على طريق الناس العاديين. المهم الطريق بحد ذاتها، واكتشافنا لأنفسنا من خلال السفر والمغامرة والسعي. وأمام هذا الاكتشاف يصبح الهدف أمراً ثانوياً. فالراوي، بعد أن سار على الدرب بغية اكتشاف سر سيفه، يكتشف ذلك السر، لكنه لا يعلنه، فالسر هو ما يكتشف ولا يعلن. تعتبر رواية"حاج كومبوستيلا" المحطة الأهم في حياة كويلو التي انطلق منها إلى محطات أخرى، أنها بداية "الجهاد الحسن" الذي سيدفع بكويلو ليربح معارك الأدب الرفيع. في العام التالي عام 1988 نشر كتاب "الخيميائي"، وقد كاد الناشر أن يتخلي عنها في البداية، ولكنها سرعان ما أصبحت من أهم الروايات البرازيلية وأكثرها مبيعا فقد وصلت إلى أعلى المبيعات في 18 دولة، وترجمت إلى 65 لغة وباعت 30 مليون نسخة في 150 دولة، وقد تم وضع رسومات مصاحبة للنص بواسطة الفرنسي " موابيو" الذي صمم مناظر أفلام العنصر الخامس، إيليان. رمزية رواية "الخيميائى" ورحلة الراعي الإسباني الشاب سنتياغو لتحقيق حلمه الذي تكرر أكثر من مرة بحثاً عن الكنز المدفون في الاهرامات بمصر ووراء هذا الحلم ذهب سانتياغو ليقابل في رحلته الإثارة، الفرص، الذل، الحظ والحب. ويفهم الحياه من منظور أخر وهو روح الكون. وقد أشاد بها النقاد وصنفوها كأحد روائع الأدب المعاصر واستلهم الكاتب حبكة القصة من قصة بورخيس القصيرة "حكاية حالمين" هى ثانى محطات باولو مع الحج لعوالم السعى الروحى . باع كويلو أكثر من 150 مليون كتاب حتى الآن، وقد أعتبر أعلى الكتاب مبيعا بروايته 11 دقيقة، حتى قبل أت تطرح في الولاياتالمتحدة أو اليابان، و10 بلدان أخرى، حاز على المرتبة الأولى بين تسع وعشرين دولة. ونال على العديد من الأوسمة والتقديرات. فى رواية "الزهير" الصادرة عام 2005 والتى أحتلت المركز الثالث في توزيع الكتب عالميا وذالك بعد كتابي دان براون "شيفرة دا فينشي "، و"ملائكة وشياطين" يحج كويلو للمرة الثالثة، ولكن هذه المرة قرر ان يوهب كويلو حجه باحثاً فى عوالم الحب والفقدان والخسارة والهوس. الزهير تم كتابتها بلغة باولو كويلو الأصلية وهي اللغة البرتغالية. تم ترجمة الرواية إلى 44 لغة من ضمنها اللغة الفارسية مع العلم بأن إيران لم توقع يوماً أي معاهدة لحفظ حقوق النشر العالمية. لم ينسى باولو كويلو عبر شخصياته وازمنته واماكنه وعوالمه التى تطرق إليها فى رواياته ان هناك دوراً أخر له كأنسان فى مجتمع عانى الكثير وفى عالم أكثر معاناة وظلماً وان شخصياته التى كتب عنها وحاول ان ينصفها ويحقق لها العدالة الاجتماعية تسكن فى كل قرية ومقاطعة فى العالم وهو ما دفعه للإنضمام كمستشار اليونسكو للتبادل الحضاري والروحي، وعضوية معهد شيمون بيريز للسلام، رسول السلام التابع للأمم المتحدة. وفى عالم الأدب انضم باولو لعضوية Lorbeerkranz.png الأكاديمية الأدبية البرازيلية،المجمع اللغوي البرازيلي. نشر لباول كويلو العديد من الاعمال الادبية الروائية والقصصية منها : حاج كومبوستيلا، الخيميائي، بريدا – 1990، فالكيريس "فتيات فالكيري" – 1992، على نهر بييدرا جلست وبكيت – 1994، مكتوب (مجموعة قصص وأشعار كانت قد نشرت في الصحف) تحميل من الموقع الرسمي بالإنجليزية 1994، إتمامة النصوص الجُمَلية – 1995، الجبل الخامس – 1996،أوراق محارب الضوء – 1997، فيرونيكا تقرر أن تموت – 1998، الشيطان والآنسة بريم - 2000 قصص للآباء والأبناء والأحفاد " مجموعة من الحكايات الشعبية " - :تحميل من الموقع الرسمي بالإنجليزية2001، إحدى عشرة دقيقة – 2003، الزهير – 2005، كالنهر الجاري – 2006، ساحرة بورتوبيلو – 2006، الرابح يبقى وحيداً – 2008، ألف – 2010، مخطوطة وجدت في عكرا . ولد في ريو دي جانيرو فى 24 أغسطس عام 1947،و قبل أن يتفرغ للكتابة، كان يمارس الإخراج المسرحي، والتمثيل وعمل كمؤلف غنائي، وصحفي. وقد كتب كلمات الأغاني للعديد من المغننين البرازيليين أمثال إليس ريجينا، ريتا لي راؤول سييكساس، فيما يزيد عن الستين أغنية.