ريو دي جانيرو: عن مركز الإنماء الحضاري صدرت رواية الكاتب البرازيلي باولو كويلو، التي حملت عنوان "الجبل الخامس" وتقع الرواية في 235 صفحة . يروي باولو كويلو، في روايته "الجبل الخامس" - وفق الناشر - قصة النبي إيليا التي ذكرت في الإنجيل بأسلوب فلسفي يأخذنا فيها نحو رحلة لاكتشاف الحكمة من الأقدار السيئة والجميلة ليؤكد على الحكمة التي تقول: "هنالك حتما شيء ما" ولقائه الأرملة في صَرْفَتِ، المدينة الفينيقية الصغيرة؛ ثم انكفائه إلى الجبل، بعد أن دحر أعداءه جميعاً. يمر النبي ، وفق الرواية ، أثناء حياته بمواقف عديدة تتراوح بين قبوله لقدر نبوته ورفضه له وطرده من أرض وطنه نتيجة لمذبحة قام بها الملك بتحريض من زوجته ، تقوده قدماه لصرفت المدينة الفينقية التي تعبد الألهة التي تسكن الجبل الخامس وهناك يسكن لدى الأرملة التي ساعدته عندما كان جائعا وعطشا . يمر ايليا في احداث الرواية بأزمات روحية وتشتت وضياع ، ويطيع أوامر ملاكه الحارس ويحاوره على الدّوام، يحاول التفتيش عن معنى إنساني جديد للقرار والاختيار. في مدينة صَرفتِ اللبنانية التي دمّرها الأشوريون، يفقد إيليا كلّ شيء: شجاعته والمرأة التي أحبّها، وكذلك إيمانه إثر الأزمة الروحية التي عصفت به. في هذه الرواية، يطرح كويلو عدة إشكاليات منها: كيف نستطيع أن نعطي معنىً لحياتنا، من خلال الصراع والرجاء ، ذلك أن أقوى لحظات المأساة ليست عقاباً إلهياً، بل هي تحدٍّ مطروح أمام الإنسان ، وهكذا يعطي كويلو معنىً جديداً للعقاب: إن ما هو محتومٌ في حياتنا ونعتقده ثابتاً، هو في الحقيقة عابر ، أمّا الثابت، فهو ما نستطيع استخلاصه من عِبَرِ . يذكر أن باولو كويلو يعد واحدا من أكثر الروائيين شعبية في العالم اليوم ويعتبر ثاني أكثر الكتاب مبيعا بعد الكاتبة البريطانية جي آر رولينج مؤلفة روايات هاري بوتر. ولد في ريو دي جانيرو عام 1947، وقبل أن يعمل بدوام كامل في الكتابة، كان قد مارس الاخراج المسرحي والتمثيل، وعمل مؤلفا غنائيا وصحفيا. ونشر أول كتبه عام 1982 بعنوان أرشيف الجحيم والذي لم يلاق أي نجاح، وتبعت مصيره أعمال أخري، ثم في عام 1986 قام كويلو بالحج سيرا للقديس جايمس في كومبوستيلا، تلك التي قام بتوثيقها فيما بعد في كتابه الحج في العام التالي نشر كويلو روايته " الخيميائي " وكاد الناشر أن يتخلي عنها في البداية، ولكنها سرعان ما أصبحت أهم الروايات البرازيلية وأكثرها مبيعا، كما لاقت رواجا في العالم العربي. وقد اهتم الكاتب بلبنان واستوحى منه روايته "الجبل الخامس" التي تدور أحداثها في خرائب طرابلس، لأن هذه المدينة كانت تحتضن الكاثوليك واليهود والمسلمين. "إنني أقف مع روح الصبر وتحمل الآخر".