بروايته الجديدة "الف" حرك الروائي والقاص البرازيلي باولو كويلو الساكن فى الساحة الأدبية العالمية، وشرع نقاد غربيون فى دراسة الرواية التى يتناول فيها كويلو تجلياته أثناء رحلة أسيوية بالقطار عام 2006 عبر سيبيريا. واللافت أن بعض النقاد الغربيين مثل جولى بوسمان فى صحيفة نيويورك تايمز، ركزوا على أن الألف هو الحرف الأول فى الأبجدية العبرية وأطنبوا في الحديث عن الدلالات السحرية والصوفية " للألف" فى العبرية، متجاهلين أن هذا الحرف هو أول حروف الأبجدية العربية أيضا.
وقضى باولو كويلو أربعة أعوام في جمع مادة روايته الجديدة التى كتبها فيما لايزيد عن ثلاثة أسابيع، ومضى قدما فى مناقشات طريفة ومثيرة للاهتمام عبر موقع التواصل الاجتماعى وخاصة " التويتر" مع قرائه حول الرواية التى وصفها بأنها تجسد تجربة واقعية ثرية فى حياته.
ويوصف الروائى البرازيلى باولو كويلو الذى يقيم حاليا فى جنيف بأنه أبرز مشاهير "تويتر" إن لم يكن الأشهر على الاطلاق، فيما اعتبر أن اطلاع القراء على المحتوى الالكترونى لرواياته لايهدد صناعة الكتاب الورقى.
ولعل صناعة النشر التى تواجه تحديات العصر الرقمى تتعلم ماهو مفيد من باولو كويلو الذى أقدم على إنهاء الجدل حول تعرض أعماله للقرصنة الالكترونية والسطو على حقوق ملكيته الفكرية بمبادرته الذاتية بنشر اعماله على شبكة الانترنت، معتبرا أن الأفكار لابد وأن تنساب بحرية وتتدفق بسلاسة وخاصة فى الدول والأماكن التى يصعب على القراء فيها الوصول لكتبه.
وهاهو الكاتب البرازيلى البالغ من العمر 64 عاما يشعل الجدل مجددا بمبادرة الكترونية جديدة، حيث وافق على التحاور مع قرائه عبر مواقع التواصل الاجتماعى أثناء انهماكه في همومه الإبداعية وكتاباته وهى مبادرة تخدم بشدة التواصل الخلاق بين الكاتب والقراء.
والمثير للتأمل كما لاحظت جريدة نيويورك تايمز، أن هذا الانفتاح الالكترونى لباولو كويلو لم يؤثر أبدا على حجم مبيعاته من الكتب، بل وعلى العكس ربما ساعد فى أن تكون مبيعات كتبه بعشرات الملايين من النسخ، وخاصة عمله الاثير "الخيميائى" الذى تصدر من قبل قائمة أعلى مبيعات الأعمال الأدبية للنيويورك تايمز على مدى 194 أسبوعا، فيما مازالت الرواية التى صدرت منذ عدة سنوات وحققت مبيعات بلغت 65 مليون نسخة ورقية تلقى رواجا ويحتفى بها المزيد من القراء ليثبتوا خطأ والديه اللذين عارضا احترافه الكتابة حتى لايموت جوعا مثلما حدث لبعض الأدباء فى البرازيل .