موعد مباراة نابولي ضد أودينيزي اليوم الإثنين 6-5-2024 والقنوات الناقلة    ترامب يتهم بايدن بقيادة "إدارة من الجستابو"    خبير تحكيمي: حزين على مستوى محمود البنا    محمد صلاح: هزيمة الزمالك أمام سموحة لن تؤثر على مباراة نهضة بركان    حالة الطقس اليوم.. تحذيرات من نزول البحر فى شم النسيم وسقوط أمطار    بسعر مش حتصدقه وإمكانيات هتبهرك.. تسريبات حول أحدث هواتف من Oppo    نجل هبة مجدي ومحمد محسن يتعرض لأزمة صحية مفاجئة    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الإثنين 6 مايو 2024    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    أحوال جوية غير مستقرة في شمال سيناء وسقوط أمطار خفيفة    "لافروف": لا أحد بالغرب جاد في التفاوض لإنهاء الحرب الأوكرانية    حمادة هلال يكشف كواليس أغنية «لقيناك حابس» في المداح: صاحبتها مش موجودة    طالب ثانوي.. ننشر صورة المتوفى في حادث سباق السيارات بالإسماعيلية    أول شهادةٍ تاريخية للنور المقدس تعود للقديس غريغوريوس المنير    «القاهرة الإخبارية»: 20 شهيدا وإصابات إثر قصف إسرائيلي ل11 منزلا برفح الفلسطينية    إلهام الكردوسي تكشف ل«بين السطور» عن أول قصة حب في حياة الدكتور مجدي يعقوب    بسكويت اليانسون.. القرمشة والطعم الشهي    150 جنيهًا متوسط أسعار بيض شم النسيم اليوم الاثنين.. وهذه قيمة الدواجن    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    مدحت شلبي يكشف تطورات جديدة في أزمة افشة مع كولر في الأهلي    ما المحذوفات التي أقرتها التعليم لطلاب الثانوية في مادتي التاريخ والجغرافيا؟    برنامج مكثف لقوافل الدعوة المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء في محافظات الجمهورية    أقباط الأقصر يحتفلون بعيد القيامة المجيد على كورنيش النيل (فيديو)    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    من بلد واحدة.. أسماء مصابي حادث سيارة عمال اليومية بالصف    "كانت محملة عمال يومية".. انقلاب سيارة ربع نقل بالصف والحصيلة 13 مصاباً    مئات ملايين الدولارات.. واشنطن تزيد ميزانية حماية المعابد اليهودية    تخفيضات على التذاكر وشهادات المعاش بالدولار.. "الهجرة" تعلن مفاجأة سارة للمصريين بالخارج    بعد ارتفاعها.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 6 مايو 2024 في المصانع والأسواق    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    وسيم السيسي: الأدلة العلمية لا تدعم رواية انشقاق البحر الأحمر للنبي موسى    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟.. أمين الفتوى يُجيب -(فيديو)    تزامنا مع شم النسيم.. افتتاح ميدان "سينما ريكس" بالمنشية عقب تطويره    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    نقابة أطباء القاهرة: تسجيل 1582 مستشفى خاص ومركز طبي وعيادة بالقاهرة خلال عام    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    يمن الحماقي ل قصواء الخلالي: مشروع رأس الحكمة قبلة حياة للاقتصاد المصري    الأوقاف: تعليمات بعدم وضع اي صندوق تبرع بالمساجد دون علم الوزارة    أشرف أبو الهول ل«الشاهد»: مصر تكلفت 500 مليون دولار في إعمار غزة عام 2021    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    مصطفى عمار: «السرب» عمل فني ضخم يتناول عملية للقوات الجوية    حظك اليوم برج الحوت الاثنين 6-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    بعد عملية نوعية للقسام .. نزيف نتنياهو في "نستاريم" هل يعيد حساباته باجتياح رفح؟    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    فرج عامر: سموحة استحق الفوز ضد الزمالك والبنا عيشني حالة توتر طوال المباراة    كشف ملابسات العثور على جثة مجهولة الهوية بمصرف فى القناطر الخيرية    تؤدي إلى الفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم.. الصحة تحذر من تناول الأسماك المملحة    عضو «المصرية للحساسية»: «الملانة» ترفع المناعة وتقلل من السرطانات    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    المدينة الشبابية ببورسعيد تستضيف معسكر منتخب مصر الشابات لكرة اليد مواليد 2004    الإسكان: جذبنا 10 ملايين مواطن للمدن الجديدة لهذه الأسباب.. فيديو    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    وزيرة الهجرة: 1.9 مليار دولار عوائد مبادرة سيارات المصريين بالخارج    إغلاق مناجم ذهب في النيجر بعد نفوق عشرات الحيوانات جراء مخلفات آبار تعدين    أمينة الفتوى: لا مانع شرعيا فى الاعتراف بالحب بين الولد والبنت    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كويلو .. قلم يأسرك بسحر الشرق وحكمته
نشر في محيط يوم 24 - 05 - 2008


الأكثر مقروئية حول العالم
كويلو .. قلم يأسرك بسحر الشرق وحكمته
باولو كويلو
محيط -
سميرة سليمان
"تركت كتبه في نفوس الملايين من الناس، أثراً يزيد الحياة جمالا".. هكذا كتبت "التايمز" البريطانية عن الروائي البرازيلي باولو كويلو الكاتب الذي اعتاد على كتابة تلك اللحظات الصغيرة التي تمرّ في حياتنا ولا نعيرها عادة أي اهتمام فيملأ بها الصفحات في كتبه، تشعر وأنت تقرأ له كأنك تقرأ عن نفسك.. كاتب سطع نجمه في عالم الأدب وتحول في مجال النشر إلى أهم كاتب في العالم يشار إليه بالبنان، كيف لا وهو يرفع شعار "إنني أقف مع روح الصبر وتحمل الآخر".
نشرت مؤلفاته في أكثر من 150دولة، وترجمت الى أكثر من خمسين لغة، وبيع منها أكثر من 30مليون نسخة .. رحلة بين كتابات باولو كويلو
من الجنون إلى العبقرية
"كنتُ كالنعجة الجرباء في قطيع الأسرة، لكنني، كالمحارب الجسور، تابعت معركتي من أجل حلمي أن أصير كاتباً".
هكذا يصف كويلو حياته اليائسة التي بدأت فعليا بعد الأربعين..حيث تذوق طعم النجاح والشهرة عندما حقق حلمه ليصبح كاتبا بعد ممانعة طويلة من والديه.
في عام 1947 وُلد باولو كويلو لعائلة متوسطة في ريودي جانيرو بالبرازيل، عائلة مكونة من مهندس وزوجته ربة المنزل.
كانوا يريدون له أن يصير مهندسًا، الأمر الذي دفع به للتمرد، فأودعه أبوه المصحة العقلية مرتين!! هناك تعرض باولو لعدة جلسات من العلاج بالصدمة الكهربية.
ثم دخل المصحة مرة أخرى عندما أراد أن يعمل صحفيا ومن ثم أصر أبواه على إدخاله المصحة للمرة الثالثة، وفي محاولة يائسة أخذته الأسرة لطبيب نفسي جديد قال لهم: "باولو ليس مجنونًا، ويجب عدم إدخاله مصحة. عليه ببساطة أن يتعلم كيف يواجه الحياة".
وعلق كويلو على ذلك قائلا: "أبداً لم أنظر إلى نفسي كضحية. وضعني أهلي في المصحة بدافع حبهم لي. لم يتمكّنوا من فهم اختلافي، فنعتوني بالجنون. جنوني هذا كان مطيّتي إلى الحرية".
كويلو الصغير
نشر أول كتبه عام 1982 بعنوان "أرشيف الجحيم" والذي لم يلاق أي نجاح، وتبعت مصيره أعمال أخري، ثم في عام 1986 قام كويلو بالحج سيرا للقديس جايمس في كومبوستيلا، تلك التي قام بتوثيقها فيما بعد في كتابه الحج في العام التالي نشر كويلو روايته " الخيميائي " وكاد الناشر أن يتخلي عنها في البداية، ولكنها سرعان ما أصبحت أهم الروايات البرازيلية وأكثرها مبيعا، كما لاقت رواجا في العالم العربي.
حصل كويلو على جوائز عديدة مرموقة من بينها "فارس الفنون والآداب" من فرنسا، وعين مستشارًا فوق العادة لبرنامج اليونسكو المسمى "التفاعل الروحي والحوار بين الحضارات". وحصل على جائزة BAMBI 2001، وهي أقدم وأهم جائزة أدبية في ألمانيا. وفي يوليو 2002 انتخب كويلو ليحتل المقعد رقم 21 في الأكاديمية البرازيلية للآداب.
ويقول عن حياته: "في نهاية المطاف عليك أن تختار بين أمرين، أحدهما أن تصبح ضحية مسكونة بهواجس الخوف من الحياة، أو أن تشعر وكأنك مغامر تحارب في سبيل ما تعتقد أنه مهم وهذا ما فعلته".
كنوز بين دفتي كتاب
"عملية الكتابة تشبه عملية الإنجاب. هناك الألم من ناحية, وهناك الفرح أيضاً. ولكن, بغض النظر عن كل شيء, عملية الكتابة مؤلمة لأنها أشبه برجل ينظر إلى نفسه, عندما أكون متوتراً ومتعباً من كثرة التنقّلات والمقابلات, أنظر إلى نفسي وأقول: لم يجبرك أحد على ذلك، أنت الذي اخترت"
في أعماله يطل علينا عبق الشرق وكنوزه الدفينة التي نحاول أن نفتحها ونتعرف عليها عن قرب فلنا عند شاطئ الحكمة وقفات:
"فيرونيكا تقرر ان تموت"
" الناس لا يتعلمون مما يطلعهم الآخرون عليه بل عليهم أن يكتشفوه بأنفسهم .."
الرواية ظهرت في البرازيل عام 1998 وفي يناير 1999 كان السيناتور إدوارد سوبليسي يقرأ مقتطفات منها في جلسة من جلسات البرلمان البرازيلي، ونجح في الحصول على موافقة الأعضاء على قانون ظل حبيسا في أدراج المجلس لعشر سنوات: قانون يمنع الحجز التعسفي للبشر في المصحات النفسية.
فيرونيكا هي فتاة شابة في الرابعة والعشرين من العمر، تملك كلّ ما يمكن أن تتمنّاه من الصِبا والجمال، الوظيفة المريحة، والعائلة المُحبّة. غير أن ثمة فراغاً عميقاً بداخلها، لذلك قررت أن تموت انتحاراً في الحادي عشر من نوفمبر عام 1997، فتناولت حبوباً منوّمة، متوقّعة ألا تستفيق أبداً من بعدها.
تُصعق فيرونيكا، عندما تفتح عينيها في مستشفى للأمراض العقلية، حيث يبلغونها أنها نجت من الجرعة القاتلة، لكن قلبها أصيب بضرر مميت، ولن تعيش سوى أيامٍ معدودة.
خلال هذه الفترة، تكتشف فيرونيكا ذاتها، وتغدو في آخر لحظاتها، أكثر إقبالاً على الحياة من أي وقت مضى.
فرونيكا، كما تعترف للممرضة، أرادت عندما تناولت حبوبَ النوم أن تقتلَ فرونيكا التي تعرفُها، ولكنها لم تكن تعرفُ أنّ هناك في داخلها تُقيمُ فرونيكات أخريات بإمكانها أن تُقيم معهن علاقات وتُحبّهن. وعندما تسألها الممرضة: ما الذي يدفع بالانسان إلى كراهيّة نفسه؟ تقول فرونيكا: لربّما الخوف أو الاعتقاد الدائم بأنه مخطئ وأنه لا يقوم بما يتوقعه منه الآخرون.
وهذه الرواية كما يشير كويلو لم تأته فكرتها صدفة، إذ كان يجلس مع صديقة سلوفانية في مطعم جزائري في باريس عندما روت له هذه الصديقة ما سمعته من والدها الطبيب من قصة فتاة تدعى فارونيكا عالجها في مستشفى للأمراض العقلية كان يُديره، فتعاطف إنسانيا معها لأنها تذكره بمعاناته عندما كان نزيل مستشفى للأمراض العقلية.
"الجبل الخامس"
يقول الناشر أن الرواية تحكي قصة النبي إيليا التي ذكرت في الإنجيل بأسلوب فلسفي يأخذنا فيها نحو رحلة لاكتشاف الحكمة من الأقدار السيئة والجميلة ليؤكد على الحكمة التي تقول: "هنالك حتما شيء ما" ولقائه الأرملة في صَرْفَتِ، المدينة الفينيقية الصغيرة؛ ثم انكفائه إلى الجبل، بعد أن دحر أعداءه جميعاً.
يمر النبي أثناء حياته بمواقف عديدة تتراوح بين قبوله لقدر نبوته ورفضه له وطرده من أرض وطنه نتيجة لمذبحة قام بها الملك بتحريض من زوجته، تقوده قدماه لصرفت المدينة الفينقية التي تعبد الألهة التي تسكن الجبل الخامس ، وفق اعتقادهم، وهناك يسكن لدى الأرملة التي ساعدته عندما كان جائعا وعطشا .
يمر ايليا في أحداث الرواية بأزمات روحية وتشتت وضياع ، ويطيع أوامر ملاكه الحارس ويحاوره على الدّوام، يحاول التفتيش عن معنى إنساني جديد للقرار والاختيار.
في مدينة صَرفتِ اللبنانية التي دمّرها الأشوريون، يفقد إيليا كلّ شيء: شجاعته والمرأة التي أحبّها، وكذلك إيمانه إثر الأزمة الروحية التي عصفت به.
ومن الحكم التي جاءت في الرواية: إن من كل أسلحة الدمار التي اخترعها الإنسان يبقى الكلام السلاح الأخطر والأقوى. فالخناجر والرماح تترك خلفها آثار دماء, والسهام ترى من بعيد, والسموم بات بالإمكان اكتشافها وتفاديها أما الكلام, فيستطيع التدمير دون أن يترك أثرا".
"دليل محارب النور"
هذا الكتاب هو مجموعة من المقالات التي كتبها كويلو بالبرتغالية التي كان ينشرها في عمود بعنوان "مكتوب" في الجريدة البرازيلية "جريدة سان باولو"، وتم جمعها في كتاب نشر بالإنجليزية عام 2002، وعدته مجلة "التايم" واحدًا من أهم 5 كتب في عام 2003.
في مقدمة الكتاب يطرح باولو كويلو السؤال "من هو محارب النور؟" ويجيب قائلا: "إنه ذلك الفرد القادر على فهم معجزة الحياة!".
الكتاب توليفة من الرسائل والنصائح وسلسلة من الأوصاف لاقتباسات من أقوال المفكرين والحكماء والفلاسفة والفنانين والكتاب والأمثال الشعبية والحكم من كل أنحاء العالم.
يخبرنا كويلو أن المحارب تسلح بثلاثة أسلحة: الإيمان والحب والأمل.
إن المحارب يعرف أنه لا يوجد ما يسمى بالحب المستحيل ويؤمن بالمعجزات.. فلقد تعلم أنه من الأفضل أن يتبع النور وهو يقبل العفو والاعتذار، ويطلب المغفرة والتوبة.. إنه شخص يعتمد عليه.. له أحلامه، ويعرف أن هناك فرصة أخرى دائمًا؛ فالتوبة باب مفتوح.. وهو شخص يثق في أن الله معه ويتوكل عليه؛ ولذا فإن كلمته واحدة وصادقة..
"ساحرة بورتوبيللو"
تتناول الرواية امرأة تدعى شيرين، وتطلق على نفسها اسم اثينة، ربة الحكمة لدى اليونانيين القدماء، هذه المرأة تنتمي إلى أصل غجري، ولدت في رومانيا، وتبنتها عائلة لبنانية. تكبر أثينا وتدخل الجامعة لتتعرف على زوج المستقبل الذي عارضه الأهل فتنتهي حياتها المشتركة بالانفصال بعد أن تنجب طفلة، فتقرر الانطلاق في رحلة البحث عن الأم البيولوجية لتفهم منها سبب تركها لها.
وفي طريق رحلتها الشاقة في البعد عن أمها تلتقي مع ساحرة شارع بورتيللو التي غيرت لها مسار حياتها برمته. تعمل في بنك تقتل في لندن بعد ممارستها لعبادة الشيطان، في شارع بورتوبيللو هناك.
شهادات يدلي بها مجموعة من الشهود على الفاتنة العشرينية أثينا، يتحدث فيها كل منهم عن مشاهد من علاقته بها دون علم من الآخرين لتتشكل بخيوط خفية شخصية مكتملة وأحداث مكتملة ومن الرواية:
لا أحد يُشعل نوراً ليستره: الهدف من النور هو خلق مزيد من النور، لفتح عيون الناس، لكشف الجمالات من حولنا.
لا أحد يُضحّي بالحبّ... أغلى ما يملك.
لا أحد يضع أحلامه في يديّ مَن قد يبدِّدها.
لا أحد، باستثناء أثينا.

"حاج كومبوستيلا"
يقول كويلو: "الحياة ذاتها عبارة عن رحلة حج، إذ إن كل يوم يختلف عن الآخر، وبإمكانك أن تحظى بلحظة ساحرة يومياً، غير أننا لا نرى الفرص السانحة لنا ... كلنا في حالة من السفر والحج، شئنا أم أبينا ذلك. والغاية، أو السانتياجو الحقيقي، هو الموت".
في ليلة الثاني من يناير من عام 1986, وفوق قمم جبال "سيرا دومار" الموجودة في الجنوب الغربي للبرازيل بموازاة المحيط الأطلسي, تبدأ أحداث هذه الرواية.
في هذه الرواية – الرحلة الواقعة في 234 صفحة ينطلق الراوي في مسيرة طويلة بحثاً عن سيفه الذي فقده لحظة كان يقدم إليه.
اشترط عليه المعلم لاسترداده أن يقوم بالحج على طريق قديمة، كان يعبرها حجاج القرون الوسطى واعتبرت مزاراً من أهم المزارات الدينية في الغرب. في الطريق يقوم المرشد "بتروس" بتلقين الراوي "باولو" تمارين وطقوس "رام" وهي جمعية روحانية قديمة، أسُست عام 1942, غرضها الأساسي هو دراسة اللغة الرمزية للعالم، في أخوية رام يكون لكل عضو سيف خاص برتبته, وتنصّ تعاليم الأخوية أنه أثناء طقوس ترقية أحد الأعضاء يجب أن يَدفن سيفه القديم, ومن ثم يُعطى السيف الجديد الخاص برتبته الجديدة.
يقول كويلو عن هذه الرواية: بالأساس هي قصتي. لقد كتبت عن رحلتي الحقيقية، عن قصتي الصادقة.
"الخيميائي" أو "ساحر الصحراء"
"الخيميائي" هي الرواية الثانية التي كتبها باولو كويلو، والتي حقّقت نجاحاً عالمياً باهراً، جعل كاتبها من أشهر الكتّاب العالميّين، نشرت في البرازيل عام 1988. رواية تغوص في أعماق النفس البشرية، تدعو القارىء إلى ملاحقة أحلامه. وتدور أحداثها بين كل من أسبانيا و المغرب و مصر.
تتحدث الرواية عن راعٍ أندلسي ّ شابّ يدعى سانتياجو، مضى للبحث عن حلمه المتمثّل بكنزٍ مدفون قرب أهرامات مصر، بدأت رحلته من أسبانيا عندما التقى الملك ملكي صادق الذي أخبره عن الكنز. عَبَرَ مضيق جبل طارق، مارّاً بالمغرب، حتى بلغ مصر، وكانت تُوجّهه طوال الرحلة إشاراتٌ غيبيّة.
وفي طريقه للعثور على كنزه الحلم، أحداثٌ كثيرة تقع، كلُّ حدثٍ منها تحول لعقبة تكاد تمنعه من متابعة رحلته، إلى أن يجد الوسيلة التي تساعده على تجاوز هذه العقبة، يُسلب مرّتين، يعمل في متجرٍ للبلَّور، يرافق رجلاً إنجليزيا،ً يبحث عن أسطورته الشخصيّة، يشهدُ حروباً تدور رحاها بين القبائل، إلى أن يلتقي الخيميائي عارف الأسرار العظيمة الذي يحثّه على المضي نحو كنزه. وفي الوقت نفسه يلتقي فاطمة، حبَّه الكبير؛ فيعتمل في داخله صراعٌ بين البقاء إلى جانب حبيبته، ومتابعة الرحلة بحثاً عن الكنز.
وتتلخّص الفكرة لهذه الرواية بجملة قالها الملك لسانتياغو:"إذا رغبت في شيءٍ، فإن العالم كله يطاوعك لتحقيق رغبتك".
وكما تقول الكاتبة السعودية "نور عبد المجيد" إذا كان نجاح "الخيميائي" من حق كويلو وحده، ستبقى قصة هذا النجاح من حق كل الرءوس المتعبة!.
"احدى عشر دقيقة"
رواية تسرد حياة شابة برازيلية "ماريا" مأخوذة بحلم المغامرة ومصادفة الحب العظيم، تلتقي مع شاب سويسري يقضي إجازته السنوية في ريو دي جانيرو، فيقترح عليها مرافقته إلى سويسرا للعمل كراقصة في جنيف.
ترددت قليلا لكن حلم المغامرة عاد ليداعب مخيلتها من جديد، فوافقت ومضت معه، لتكتشف أن عملها كان بكل بساطة مجرد بائعة هوى في كابريه وليس كما وعدها.
بمقدمة الطبعة العربية نجد رجلا عربيا سئل عن معلميه فأجاب: كان هناك ثلاثة تعلمت منهم: لص، وكلب، وولد، من الأول تعلم ألا ييأس، فرغم عودة اللص كل مساء صفر اليدين لكنه يكرر المحاولة في الليلة التالية دون ملل، من الكلب تعلم المغامرة التي تقود إلى معرفة الذات، ومن الولد تعلم الذكاء والبداهة، والواقع أن هذه الحكاية تكاد تختصر التجربة التي مرت بها ماريا بطلة الرواية التواقة إلى فهم العالم من طريق الجسد، ويحاول كويلو استخراج معاني إنسانية من التقاء الذكر والأنثى حول العالم .
"الزهير"
تلعب دور البطولة في هذه الرواية مراسلة حربية تنساب أحداث الرواية على لسانها، وتم اختيار "الزهير" من قبل مجلة "كيركوز ريفيوز" كواحد من الكتب العشرين الأكثر نجاحا.
يبدأ كويليو روايته ببراءة: كاتب شهير، تهجره زوجته بلا أي مبرر... وبدلا من أن يتابع حياته ، يسيطر عليه هاجس وحيد يؤرقه ويقض مضجعه: "لم هجرتني زوجتي؟".
والرواية احتفاء بالعلاقة الزوجية، وتحية من باولو لزوجته كريستينا اويتيثيكا التي ترافقه منذ 25 عاما وهي باعترافه مصدر إلهامه وشجاعته وقوته، فبسبب إصرارها تجرأ على المضي قدما في تحقيق حلمه بأن يكون كاتبا.
"الرجل يكتشف أنه يحب امرأة عندما يفقدها"، هكذا يقول كويلو مضيفا: "كتبت هذا الكتاب لكي يتجنب الرجال الخسارة قبل فوات الأوان".
قصاصات صحفية
لأن باولو كويلو هو كاتب صحفي فله كتابات ومقالات ينبغي التوقف عندها وتأمل الحكمة منها ونذكر هنا:
لماذا تبكي؟
قرع رجل باب صديق له بشأن حاجة عنده، وقال له:
"هل تستطيع أن تقرضني أربعة آلاف درهم لتسديد دين علي؟، هل يمكنك أن تقدم لي هذه الخدمة؟"
طلب الصديق من زوجته أن تجمع كل ما لديهما من أشياء ذات قيمة، لكن للأسف لم يكن ثمنها بكافٍ، وعليه لجأ إلى جيرانهما لاستدانة المال حتى اكتمل المبلغ المطلوب.
لاحظت المرأة بعدما غادر الصديق بكاء زوجها، فسألته:
"لم أنت حزين؟ هل لأننا أصبحنا مدينين لجيراننا، وأنت خائف من عدم مقدرتنا على سداد المبلغ؟" فأجابها: "ليس الأمر من هذا القبيل! أنا أبكي لكون هذا الإنسان صديقي المقرب، ومع ذلك لم يكن لدي أدنى فكرة عن ظروفه. تذكرته فقط حينما قرع بابي سائلا المساعدة".
ترويض الشعوب
هذا إجراء مُتبع عند مدربى السيرك ليضمنوا ألاّ تثور الفيلة ؛ وأظن أن هذا مايحدث لكثير من البشر .
عندما كان لايزال صغيراً ؛ يُقيد الفيل بحبل لعمود مُثبت جيداً فى الأرض . يحاول الفيل مرّات ومرّات ولكنه لايمتلك القوة الكافية ليحرر نفسه.
بعد عام .. مازال العمود والحبل موثقين بقوة كافية لتقييد الفيل .. ولكنه يستمر فى المحاولة - بدون نجاح - ليحرر نفسه .. فى هذه اللحظة .. يتيقن الفيل أن الحبل أقوى منه ويقلع عن المحاولة .
عندما يكبر الفيل .. لايزال يذكر كيف - ولفترة طويلة أضاع طاقته ومحاولة الهروب من الأسر .. عند هذه اللحظة .. يربطه المدرب بحبل رفيع إلى عصا مكنسة؛ ولكن الفيل لا يتحرك أبداً بأى محاولة للهرب .
"معاهدة جرحى الحب"
لدينا بشأن الحرب معاهدة جنيف التي أقرت يوم 22 أغسطس عام 1864 والتي تخص أولئك الذين جرحوا في ميدان المعركة. لكن حتى الآن لا توجد معاهدة موقعة تخص أولئك الذين جرحوا في الحب وهم أعظم عددا.
وبموجب ذلك صدر المرسوم التالي:
المادة الأولى: يحذر كل العشاق من الجنسين بأن الحب فضلا عن كونه نعمة، فهو أمر خطر جدا، مفاجئ وقادر على خلق أضرار جسيمة، وبالتالي فإن كل من يخطط للوقوع في شباك الحب ينبغي أن يكون على دراية بأنه يعرض جسده وروحه إلى أنواع مختلفة من الجراح، وأنه لن يكون قادرا على توجيه اللوم إلى الشريك في أية لحظة، طالما أن الخطر متماثل بالنسبة للطرفين.
المادة الثانية: وفي حالة الجراح الطفيفة التي تصنف باعتبارها خيانات صغيرة والمشاعر المتفجرة قصيرة الأجل فإن العلاج المسمى "العفو" ينبغي أن يطبق بسخاء وبسرعة. وما أن يطبق هذا العلاج يجب على المرء ألا يعيد النظر في قراره، ولا حتى مرة واحدة ويجب نسيان الموضوع بالكامل وعدم استخدامه أبدا حجة لخلق جدال أو في لحظة حقد.
المادة الثالثة : وفي كل الجراح الحاسمة التي تعرف أيضا ب "الافتراق" فإن العلاج الوحيد القادر على التأثير هو الزمن، ومن العبث السعي إلى السلوان من قراء الحظ "الذين يقولون دائما أن الحبيب الضائع سيعود"، والكتب الرومانسية "التي تختتم دائما بنهاية سعيدة" والمسلسلات التليفزيونية الشعبية، وأشياء من هذا القبيل. ويتعين على المرء أن يعاني بمرارة، ويتجنب تماما الأدوية المهدئة.
ونصل لنهاية المعاهدة لنجده يقول:
أولئك الجرحى في الحب على خلاف الجرحى في نزاع مسلح هم ليسوا ضحايا ولا جلادين، لقد اختاروا شيئا هو جزء من الحياة، وبالتالي فإن عليهم أن يقبلوا ألم وبهجة اختيارهم، أما أولئك الذين لم تصبهم جراح الحب قط، فلن يكونوا قادرين أبدا على القول: "لقد عشنا" لأنهم لم يفعلوا ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.