مثلث ماسبيرو هي منطقة عشوائية تقع في منطقة بولاق أبو العلا خلف مبنى الإذاعة والتلفزيون الشهير، يعاني أهلها من الفقر والجوع والمنازل الايله للسقوط. "الوادي" التقت بعدد من أهالي المنطقة للتعرف على مشكلاتهم ومعاناتهم، فضلا عن مخاوفهم من رغبة الحكومة في طردهم من منازلهم لتعمير المنطقة وبناء مساكن جديدة. كيف نعيش ب275 جنيه أنا و أولادي؟! .. هكذا تساءلت سيدة فرج إبراهيم 56 عام .. ثم قالت: بعد أن توفي زوجي منذ ما يقرب من 15عاماً، عشت أنا وأبنائي الثلاثة هنا، والمعاش أصبح الآن 275 جنيه، لا يكفي احتياجاتنا.. فأنا مصابة بالضغط والسكر وأشتري أدوية بحوالي 50 جنيها كل شهر، و150 جنيهاً أخرى لأقساط جهاز البنت الكبري، وأحيانا أفاجئ بفاتورة كهرباء قيمتها 50 جنيها، فكيف أعيش أنا وأبنائي بباقي المعاش.. كل شيء هنا صعب، الحياة صعبة، والمكان أصابنا بالأمراض،ولا نجد من نشكو إليه سوي الله تعالى.. ومن الحالات الإنسانية التي التقتها "الوادي" الحاجة فتحية علي، 72 عام وزوجها عبد العظيم 75 عام، فهي إمرأة أصيبت بجلطة تسببت في إحداث شلل رباعي في يدها وأرجلها، وزوجها مريض غير قادر على العمل ، فهم يعيشون على السلف حيث تركهم أولادهم الثلاثة في حجرة صغيرة جدا إيجارها 200 جنيه في الشهر، فالحاجة فتحية غير قادرة على الحركة ولا تجد أمامها سوى البكاء للتعبير عما بداخلها ولكن برغم كل ذلك فقد عوضها الله بزوج يهتم بها ويراعيها ولا يتأخر عنها في أي طلب ، حيث يتكفل هو بمصاريف علاجها رغم تعبه الشديد و عدم قدرته على العمل، وعندما سألناه لماذا يفعل هذا وقد كان بإمكانه تركها والبحث عن أخرى تهتم به وتريحه فجاء رده كالأتي :" دي عشرت عمر ومقدرش أسبها هسبها لمين أنا مليش غيرها دا حتى ربنا يحاسبني!!" ..وكل مايحلم به عبد العظيم هو توفير العلاج لزوجته المريضة حتى أنه لم يطالب بعلاجا له رغم تعبه. أما ماجدة يوسف 40 عاما لديها 4 أولاد وهي مريضة بالفشل الكلوي وتحتاج إلى عمل غسيل كلى ثلاث مرات في الإسبوع الواحد،وزوجها متوفي منذ 20 عام وتعيش على معاش الضمان الإجتماعي 400 جنيه وتحتاج إلى علاج ب300جنيه شهريا، وتشتكي ماجدة أيضا من حائط المنزل الذي ينهار كل فترة ويقومون بترميمه قائلة انه أمر خطير للغاية وقد يؤدي بحياة أحدهم في لأي لحظة.. وتقول فوزية خالد 54 عام ولديها 5 أولاد فهي تعاني من مرض في القلب، وأبني مريض ولا نملك حتي ثمن علاجه، أحيانا نأكل مرة واحدة في اليوم، وباقي اليوم أصبر الأولاد علي الجوع.. اللحمة لا تتذوقها إلا في المناسبات إذا قدمها لنا أهل الخير، وحتي الباذنجان والفلفل أصبح صعباً علينا شراؤه بعد ارتفاع الأسعار..وحينما دخلنا الحجرة الضيقة بعد معاناة شديدة في صعود السلم، كانت فوزية تغسل ملابس أبنائها في حلة لأنها لا تمتلك حتي طبق غسيل بلاستيك، .. قالت إن الحلة الوحيدة التي نملكها أغسل فيها الملابس ثم أشطفها جيداً وأطهي فيها الطعام إذا كان فيه فلوس نشتري خضار، وإذا لم يكن فنكتفي بالعيش والملح والحمد لله على كل شىء.. أما كمال قرني، 65 عاما، مصاب بالسكر تسبب في بتر قدمه منذ شهرين ، يعيش مع زوجته وأبنته، وغير قادر على العمل ويعيش هو وأسرته بمعاش الضمان الإجتماعي وقيمته 200 جنيه شهريا في حين يحتاج إلى علاج 160 جنيه كل 4 أيام و50 جنيه للتغير على الجرح