«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



2 مليون مصرى مصابون بأمراض الكلى وفاتورة الغسيل 1.5 مليار جنيه
نشر في المصريون يوم 14 - 04 - 2013

وفي معهد الكلي التقت "المصريون" بعدد من المرضي حيث قالت، كوثر بدر محمد وهي سيدة عجوز تبلغ من العمر 61 عامًا، تعيش في القاهرة، لم تكن تتخيل يومًا أن جهازًا صناعيًا سيكون متحكمًا في مصيرها وحياتها، فهي عندما دخلت إلى غرفة نومها منذ ثلاث سنوات، لم تتوقع أن تفتح عينيها لتجد نفسها فجأة في وحدة الغسيل، وقتها شعرت بالرهبة من منظر الخراطيم التي تخترق ذراعيها، حتى إنها أرادت أن تنزعها لولا الممرضون الذين منعوها.
"هبوط في ضغط الدم وصداع بالرأس وتعب وإحساس بالكسل والخمول".. هذا هو الشعور الذي يواعدها ثلاث مرات في الأسبوع، فبعد عملية الغسيل الكلوي تشعر بموجة من الإرهاق، حتى إنها لا يمكنها الوقوف على قدميها لشعورها بضعف عضلات ساقيها النحيفة.
المشكلة أن زوجها الطاعن في السن هو الذي يصطحبها كل مرة إلى المعهد لإجراء عملية الغسيل، فبعد زواج أبنائها أصبحا يعيشا وحدهما، خاصة أنها دائمًا ما يزداد عليها المرض في المساء.
لم تكن السيدة "كوثر" تختلف عن كل ما حولها في الغرفة، فعلى كل سرير يستلقي أحد المرضى، وبجوار الأسرة يوجد نفس الجهاز الضخم الذي يقوم بدور الكلى التي تعطلت في أجسادهم، ولم تعد قادرة على القيام بدورها، نفس القسمات تعلو على الوجوه سواء كانت صغيرة أو كبيرة، فها هي طفلة لا تتجاوز الثامنة من عمرها ورغم ذلك فهي محاطة بنفس قسمات الألم والإرهاق.
الغريب أنها كانت تحاول الابتسام باستمرار، إلا أنني اكتشفت أنها كانت تضغط على أسنانها من الألم، أنها "سارة محمد" التي أخبرتني أن والدتها وعدتها بقطعة من الشيكولاتة إذا تحلت بشجاعة الرجال ولم تبكِ، وهذا ما يجعلها تتألم من الداخل وتتماسك أمام الجميع، "كفاية محرومة من اللعب كمان أتحرم من الشيكولاتة".. هذا كان كل ما تفكر فيه تلك الصغيرة.
"كنت ألعب مع أصحابي وشعرت بتعب ودوار فجأة"... هذا ما قالته "سارة" وهي تتنهد، ويبدو أن كلامها جعلها تشعر بألم، فعادت تضغط على أسنانها وأغلقت عينيها بقوة لدقائق، ثم عادت لتقول أنها كانت آخر مرة لعبت فيها مع أصدقائها منذ ثلاث سنوات، فبعد ذلك سقطت في غيبوبة، وعندما استردت وعيها وجدت نفسها في هذه الغرفة وخراطيم كثيرة تخرج من ذراعيها، وقتها شعرت بإعياء وخوف من المشهد الموجود حولها فانفجرت في البكاء، ولم تسكت حتى أدخلوا لها والدتها تجلس بجوارها، أما اليوم فهي كبيرة ويمكنها الجلوس وحدها.
مشهد خارجي: لعدد من السيدات والرجال الذين ينتظرون، فمنهم من ينتظر خروج أحد المرضى من وحدة الغسيل الكلوي، ومنهم من ينتظر ليدخل الغرفة، لأنه بحاجة إلى الغسيل.
"عبد القادر ربيع" رجل من فلاحين مصر البسطاء، الذي لا يعي شيئًا إلا الأرض والطين، فهو فلاح من كفر منصور بالمنوفية، كان جالسًا على أحد الكراسي الموجودة في المعهد القومي لأمراض الكلى، في انتظاره الطويل الذي يتكرر مرة كل أسبوع منذ أكثر من 15 سنة، فهو اعتاد أن يحضر زوجته إلى المعهد، لأنها تحتاج إلى جلسات غسيل كلوي تستغرق أربع ساعات كل أسبوع، قائلًا إن زوجته "حسنيه أبو السعود" البالغة من العمر 65 سنة، لم تكن تشكو من أي مرض تعاني منه، وأنها كانت دائمة الحركة ودائمًا ما كانت تساعده في الزراعة والحلب والضر.
"غيبوبة مفاجئة في إحدى الليالي"... هذا ما حدث فجأة مع "حسنية"، ففي إحدى الليالي بعد أن جن الليل، كانت تنام بجوار زوجها، الذي شعر برعشة جسدها، بمجرد شعوره برعشتها استيقظ من النوم، وهاله منظرها عندما وجد وجهها وجسدها وكأنهم أصابهم الورم فجأة، وضع يده المرتعشة عليها فوجد درجة حرارتها مرتفعة، حاول أن يهزها حتى تستيقظ إلا إنها لم تستجب على الإطلاق، نفسها الضعيف وارتفاع درجة حرارتها كانا يؤكدا أنها سقطت في غيبوبة لا يعلم سببها.
خرج "عبد القادر" من منزله يبحث عن أحد يساعده من جيرانه، فهما يعيشان وحدهما بعد زواج أبنائهما، ورغم أن صوت رياح تلك الليلة يثير الرعب، إلا أن الناس استجابت له وخرجوا من منازلهم لمساعدته، واصطحبوها إلى مستشفى الحسين الجامعي، وبعد التحاليل السريعة أقر الأطباء على ضرورة أن تغسل الكلى في أسرع وقت.
شكل زوجته وهي ترقد على أحد الأسرة وتتصل بها الأجهزة التي تطرد صديدًا من جسدها كاد يقتله، قائلًا: إنها كانت أول مرة يراها فيها ترقد على فراش، ولذلك فهو لم يحتمل منظرها وهي تتلوى من الألم، الفقر المضجع الذي يعيشا فيه لا يتناسب مع مصاريف الغسيل التي كانت تخضع له ثلاث مرات أسبوعيًا، فلم يجدوا وسيلة ثانية غير البحث عن قرار للعلاج في معهد الكلى على نفقة الدولة.
كان بجانب الحاج "عبد القادر" رجل عابس الوجه في الخمسين من عمره، تدخل في الحديث فجأة قائلًا "عمري ما تخيلت أن هذا سيكون مصيري".. إنه "أحمد محمد همام" الذي يبلغ من العمر 53 سنة، كان يعمل في هيئة المقاولات العامة بالمملكة العربية السعودية، ولأنه يخشى على الراتب أن يتأثر أو يخصم منه صاحب العمل، فلم يفكر يومًا في الذهاب إلى المستشفى ليرى ماذا يؤلمه، ويكتفي بالحصول على مسكن بمجرد أن يشعر بالصداع.
ذات مساء شعر بألم بشع غير محتمل لم تؤثر فيه المسكنات، واستمر طوال الليل يأخذ قرص وراء قرص إلا أن حالته لم تتحسن، كان ينتظر نور الصباح بفارغ الصبر، وعند الفجر لم يحتمل وطار إلى أقرب مستشفى، منظر حشود البشر داخل قاعة الاستقبال بالمستشفى كانت توحي له بأن العالم كله مرضى، رجال ونساء شيوخ وأطفال، وكانت هناك حالات صعبة جدًا حتى أنه لولا الألم الذي يشعر به كان لرحل عن هذا المنظر الكئيب.
"ارتفاع في ضغط الدم وانحباس بولي".. كان هذا تشخيص الطبيب الذي جعله يفزع فينزل إلى مصر سريعًا، فهو مجرد شاب غير متزوج، يبلغ من العمر 41 عامًا، وبعد أن لف ودار على الكثير من المستشفيات تأكد أنه يعاني من الفشل الكلوي، ورغم أنه لم يكن يعلم ما هو الفشل الكلوي إلا أن شكل المرضى المحيطين به جعل الدنيا تدور به، وبدأ "أحمد" مشوار الغسيل الكلوي لثلاث مرات أسبوعيًا.
"زرع كلية حلم يراود الخيال"... جملة حالمة خرجت من لسان رجل عجوز، عاني لسنوات طويلة ومازال يعاني من توقف الكلى، إنه شعبان محمد حسن رجل الخامسة والخمسين، الذي كان يعاني من ارتفاع ضغط الدم، وهو لم يكن يعلم أن الدواء الذي كان يكتبه له الطبيب يمكن أن يدمر الكلى.
المشكلة الحقيقية التي تواجه "شعبان" هي البحث عن شخص يوافق على التبرع بكليته، فالتأمين الذي رحمه من هم العلاج وتكاليف الغسيل، يمكنه أن يكلف عملية زرع كلية ولكن لا يحضر الكلية المطلوبة، وهم دائمًا يردون على طلبه بزرع الكلية قائلين "أحضر أنت الكلية أولًا ثم تحدث عن عملية الزرع"، وهو لا يعلم من أين يأتي بالكلية وما هو ثمنها.
الكارثة التي تقابل الحاج "شعبان" هي ثمن الكلية، التي لا يحددها قانون، فالمتبرع وحده هو من يحدد ثمن كليته الذي يتبرع بها، وهو في رحلة البحث عن كلية واجه أشخاصًا منهم من طالب بأربعين ألف جنيه ومنهم من طالب بستين ألف جنيه، هذا ما جعله يفقد الأمل، فهو مجرد موظف فقير لا يقدر على دفع هذه المبالغ، ولا شيء يمكن أن يعيد له الأمل إلا أن تهتم الحكومة بمرضى الفشل الكلوي وتسن لهم قوانين الزرع، حتى يعودوا إلى الحياة وإلى العمل.
الحقيقة الملموسة على أرض الواقع هو أن هذا الجمع الذي يتألم جزء صغير من ملايين المصريين التي تعاني من عدم وجود قانون يسن زرع الكلى، ويقنن طريقة التبرع بالأعضاء، فقد أكد أطباء المسالك البولية وأمراض الكلى أن أكثر من 2 مليون مصري يعانون من إصابة خطيرة في الكلي، موضحين وجود أكثر من 50 ألف مريض بالفشل الكلوي يجرون 7.2 مليون عملية غسيل كلوي سنويًا تكلف الاقتصاد المصري ما يعادل 1.5 مليار جنيه، مبينين في الوقت نفسه أن مستشفيات مصر تستقبل 183 ألف حالة جديدة سنويًا.
الأخطر من ذلك أن إحصاءات الجمعية المصرية للكلى تؤكد أن 25% من مرضى الفشل الكلوي في مصر يموتون سنويًا أي ما يعادل 12.5 ألف مريض، في حين لا تتجاوز النسبة العالمية للوفاة بهذا المرض10% فقط، رغم أن مصر حوالي 460 مركزًا خاصًا وحكوميًا لعلاج مرضى الفشل الكلوي، أي مركز لكل 110 مريض يذهب إليها 3 مرات في الأسبوع، أي أن كل مركز يستقبل 1320 مريض شهريًا.
الدكتور عادل عفيفي - رئيس لجنة الإحصاء بالجمعية المصرية لأمراض وزراعة الكلى- أكد في حصره لمرضى الكلى في مصر معظم مرضى الكلى في مصر دون سن ال50 عامًا، مما يؤكد على أن السبب الرئيسي للإصابة بأمراض الكلى في مصر تأتي نتيجة تردي الرعاية الصحية، خاصة أن نسبة إصابة الأطفال بالفشل الكلوي وصلت إلى 15%، في الوقت الذي انحصرت فيها الإصابة بأمراض الكلى في الدول الغربية بين سن 70 و 80 عامًا.
وأوضح أن نسبة الإناث المصابات بالمرض وصلت إىي 55% مقابل 45% للذكور، وتنحصر أسباب الإصابة بالمرض في ارتفاع ضغط الدم وهو المسئول عن 36% من إجمالي الإصابات مقابل 13.5% لمرضى السكر ونحو 80% للالتهابات الصناعية بالكلى و6% لانسداد المسالك البولية، بالإضافة إلى وجود 15% من المرضى لم يعرف الأطباء أسباب الإصابة حتى الآن.
وأرجع الدكتور عادل عفيفي السبب في عدم وجود إحصائية عامة لمرضى الكلى في مصر إلى عدم وجود ملفات للمرض تتضمن تفاصيل وتطور الحالة وسبل العلاج، في الوقت الذي تكتفي فيه وزارة الصحة بإصدار التحذيرات للمراكز بضرورة إصدار إحصائيات رسمية عن عدد مرضاها إلا أن هذه المراكز تدير ظهورها لهذه التحذيرات، مما جعل الصورة عن حجم المرضى في مصر مشوشة للغاية.
وقال إن 83% من المراكز الخاصة والحكومية في مصر تستخدم محلول "الاسيتيت" في جلسات الغسيل لمعالجة الفشل الكلوي لرخص أسعاره، في حين أن عدد المراكز التي تستخدم ال"بي كربونايت" لا تتعدى 27% فقط، على الرغم من أن الدراسات أكدت أن الاسيتيت قد منع استخدامه في العديد من بلدان العالم، للأضرار الخطيرة التي يسببها، وعلى الأخص هبوط عضلة القلب وهبوط في ضغط الدم وحموضة في الدم، خاصة أن مريض القلب غير مهيأ لاستخدام محلول "الاسيتيت" في الغسيل.
وأوضح التقرير الإحصائي الذي أعده الدكتور عادل أن باقي مستلزمات الغسيل خاصة "المرشح" لا تصلح حيث يوجد نحو 46.5% من المراكز بأنواعها تستخدم فلاتر حجمها متر مربع، و34.8% تستخدم فلاتر حجمها 1.3 متر مربع و6.8% من مراكز تستخدم فلاتر حجمها 1.6 متر، كما أن هناك العديد من المراكز تستخدم الفلاتر أكثر من مرة في جلسات الغسيل بدون تعقيم، مما يعرض حياة المريض للخطر.
وأكد التقرير على النسبة الأكثر استخدامًا في مصر للفلاتر حجم 1.3 متر لرخص سعرها، مما يؤدي إلى ضعف كفاءة الغسيل، كما أن هناك فرق سعر بين الفلاتر الصغيرة والكبيرة حوالي 20 مليون جنيه أو أكثر لذلك تقوم الوزارة بشراء الفلاتر الصغيرة نسبيًا من أجل التوفير وهذه لا تصلح لكل المرضى، لأنها تضعف من كفاءة الغسيل.
من ناحية أخرى أكد الدكتور حسن أبو العينين - مدير مركز أمراض الكلى بالمنصورة- أكد أن مستشفيات الكلى في مصر تستقبل يوميًا حوالي 500 مريض جديد بجميع أمراض الكلى، أي ما يعادل 183 ألف مريض سنويًا، موضحًا أن المأساة الحقيقية التي يعيشها مريض الفشل الكلوي في مصر هي التكاليف المرتفعة للغسيل، فالجلسة الواحدة تكلف 140 جنيهًا، والمريض في حاجة إلى 3 مرات غسيل أسبوعيًا، أي حوالي 1700 جنيه شهريًا، بالإضافة إلى الدواء الذي يكلف حوالي 700 جنيه شهريًا.
وقال إن تكاليف علاج الفشل الكلوي تكلف الاقتصاد المصري سنويا 30 ألف جنيه لكل مريض بالفشل الكلوي، أي أن تكاليف علاج جميع مرضى الفشل الكلوي يصل إلى 1.5 مليار جنيه سنويًا، مبينًا في الوقت عدم وجود كفاءة لإجراء الغسيل الكلوي، لأن الطبيب ليس على المستوى المطلوب، خاصة أن الغالبية تعمل في هذا المجال بهدف التربح فلا يهتمون بالتدريب أو استخدام أدوات على المستوى العالمي.
وأوضح أبو العينين أن معظم الأجهزة والمراكز الطبية في مصر تستخدم الاسيتيت وهناك نسبة صغيرة تستخدم "البيكربونيت" علمًا بأنه هو العلاج الوحيد الذي يصلح للمرضى، على الرغم من أنه يمكن أن يؤدي إلى حدوث الوفاة، مطالبًا بضرورة التوسع في استخدام "البيكربونايت" بنسب أكثر في السنوات المقبلة.
وأشار إلى خطورة استخدام الفلاتر أكثر من مرة في عملية أو جلسات الغسيل، مؤكدًا أن ذلك يمثل جريمة وممنوع طبقًا لكتيب معايير الغسيل الكلوي الذي تصدره وزارة الصحة ولتوصيات الجمعية المصرية لأمراض الكلى، لأن استخدام المرشح أكثر من مرة يعرض المريض لالتهابات خطيرة، مطالبًا بالتحقيق مع أي مركز يثبت قيامه بذلك.
أما عن مساحة الفلاتر المستخدمة في الغسيل فيؤكد أن الفلاتر تختلف على اختلاف وزن المريض، ولا يصح استخدام مساحة موحدة لجميع المرضى، حيث إن البالغين يحتاجون إلى "الفلاتر" ويفضل ألا تقل عن 1.5 متر، موضحًا أن هناك فلاتر عالية الكفاءة تستخدم في بعض المراكز وفقًا لتوصية جمعية الكلى وتخضع للمواصفات التي حددتها "الأيزو".
أما الدكتور محمد غنيم - أستاذ المسالك البولية وأمراض الكلى - فأكد أنه ليس بالضرورة أن يكون المريض الذي يعاني من قصور في وظائف الكلى مصابًا بالفشل الكلوي, فالقصور يختلف عن الفشل, موضحًا أن للكلى درجات كفاءة تعمل بها فإذا وصلت نسبة هذه الكفاءة إلى أقل من15% يكون المريض مصابًا بالفشل الكلوي.
وأوضح غنيم أن هناك عدة أسباب للفشل الكلوي, من أهمها الأمراض المزمنة مثل السكر وارتفاع ضغط الدم, حيث يشكلان نسبة تتراوح ما بين40 و60% من مسببات الفشل الكلوي في معظم دول العالم, يلي ذلك التهاب الكلي المزمن, واعتلال الكلي النسيجي أو الانسدادي المزمن, وكذلك أمراض الكلى الوراثية, والالتهاب الحوضي الكلوي المتكرر، محذرًا من تناول الأدوية بدون استشارة الطبيب لأنها تضر بالكلى, وعلى الأخص المسكنات وأدوية الروماتيزم, بالإضافة إلى تجنب التدخين لتأثيره المباشر على الكلى.
وطالب غنيم بضرورة تجنب الوجبات التي تحتوي على الأملاح وتجنب الأغذية الصناعية ومكسبات الطعم والألوان الصناعية, وشرب المياه النظيفة بكميات وفيرة, مبينًا أهمية إجراء فحوص بصفة دورية للكشف عن دلائل مبكرة لأمراض الكلى خاصة لمرضى السكر والضغط, وكذلك الذين يتعاطون أدوية الروماتيزم بصفة مستمرة ومرضى حصوات الكلى، من خلال عمل تحليل بول كامل للمريض, وعمل أشعة عادية علي المسالك البولية لمرضى الحصوات، وفحص البول للزلال الدقيق "الميكروبروتين", وإجراء وظائف الكلى بصفة دورية علاوة على عمل تحاليل الدم الخاصة بكل مرض.
ورغم ذلك تتجاهل حكومة "قنديل" الكثير من العقول المصرية التي استطاعت بالبحث العلمي أن تتوصل لأول علاج مصري لمرضى الفشل الكلوي يغنيهم عن الغسيل، للمخترع الدكتور جمال زايد أستاذ الصيدلة.
وقد أكد الدكتور جمال زايد ان الهرمونات التي توصل إليها كانت لغرض علاج الأورام السرطانية وهشاشة العظام، ولكن فيما بعد ظهر تأثيره القوى على مرضى الكلى، موضحًا أنه قام بتجربة هرمونه على الكثير من الخلايا المزروعة داخل المعامل وحقق بعض النجاح.
وقال زايد إنه تقدم بعلاجه لمرضى الفشل الكلوي إلى أكاديمية البحث العلمي ولكنها لم يتلق أي رد حتى الآن، مبينًا أنه سيقوم بعرض العلاج على مركز حلمي للأبحاث الطبية بمدينة زويل للخروج بعلاج متكامل للمصابين، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن الهرمون الجديد سيجعل المريض يستغني عن الغسيل الكلوي مرة ثانية لقدرته على إعادة وظائف الكلى للعمل مرة ثانية.
وأشار إلى أن مراكز الأبحاث وشركات الأدوية الألمانية والفرنسية حصلت على نسخة من الأبحاث التي توصل فيها إلى العلاج الهرموني ويسعون لاستكمال كل الخطوات البحثية للخروج بعلاج لمرضى الفشل الكلوي في العالم، موضحًا أن مراكز الأبحاث الفرنسية قامت بعمل بعض التجارب على كلى فئران التجارب، ووصلت إلى نتائج جيدة بالتراكم بالإضافة إلى علاج سرطان الكلى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.