أسماء المرشحين بانتخابات الشيوخ في سوهاج ودمياط وجنوب سيناء    بالأسماء، القائمة النهائية لمرشحي انتخابات الشيوخ في قنا    عاجل.. "الوطنية للانتخابات" تعلن القائمة النهائية لمرشحي مجلس الشيوخ    محافظ الأقصر يؤدي صلاة الجمعة بمسجد أحمد النجم ويتابع أعمال تطويره.. صور    وزير الأوقاف ومفتي الجمهورية ومحافظ كفر الشيخ يفتتحون المرحلة الأولى من تطوير مسجد إبراهيم الدسوقي    الحايس: «العدل» يعقد 3 مؤتمرات جماهيرية كبرى لدعم مرشحي الحزب على المقاعد الفردية    حوار| سامية الطرابلسي: أم كلثوم وعبد الحليم وأسمهان رموز يجب الاحتفاء بها    توقيع اتفاقية تعاون بين جامعتي المنصورة ومانشستر في الصيدلة الإكلينيكية    الوادي الجديد تقضي على العشوائيات بأحياء راقية متكاملة المرافق    الرئاسة في أسبوع: السيسي يتابع توافر الاحتياطي الاستراتيجي من القمح، السكر، الزيت واللحوم.. ويشارك في اجتماع القمة التنسيقي للاتحاد الأفريقي.. ويبحث سبل تعزيز السلم والأمن.. ويوجه رسالة قوية لترامب    مصرع عامل في حريق اندلع داخل 3 مطاعم بمدينة الخصوص    معهد الخدمات المالية يوقع مذكرة تفاهم مع كلية Bayes للأعمال بلندن لتأهيل كوادر قطاع التأمين    جهاز تنمية المشروعات ينفذ خطة طموحة لتطوير الخدمات التدريبية للعملاء والموظفين    مدفيديف: روسيا ستقصف أهدافها في أوكرانيا بقوة متزايدة    إنفوجراف| مصر ووزراء خارجية 10 دول يؤكدون دعم وحدة سوريا وسيادتها    حزب الجيل: العلاقات المصرية السعودية ركيزة استقرار للمنطقة    كواليس اتفاق الزمالك مع الجونة لحسم صفقة محمد علاء    ذا أثليتك: مانشستر يونايتد حصل على الضوء الأخضر من برينتفورد لضم مبيومو    مانشستر يونايتد ينهي ثالث صفقاته الصيفية    تقارير: النصر يتمم ثاني صفقاته الصيفية    بقيمة 5 ملايين جنيه.. حصيلة قضايا الاتجار غير المشروع في النقد الأجنبي    مصرع شخص وإصابة آخر في انقلاب سيارة ملاكي بالشرقية    رئيس مجلس مدينة دشنا يعلن إصلاح خط الغاز بقنا    فتح طريق الأوتوستراد بعد انتهاء أعمال الإصلاح وعودة المرور لطبيعته    Squid Game يودع جمهوره بفيديو مؤثر بعد اختتام موسمه الثالث    وسط أجواء احتفالية وإقبال كبير.. انطلاق الموسم الخامس من مهرجان "صيف بلدنا" بمطروح    فيلم "ريستارت" يحافظ على المركز الرابع في شباك التذاكر    متحدث يونيسف ل"القاهرة الإخبارية": هناك طفل يموت كل ساعة فى قطاع غزة    أعراض ضربة الشمس وأسبابها وطرق علاجها    مصر تكثف اتصالاتها لخفض التصعيد بالمنطقة    زلزال بقوة 4 درجات يضرب مدينة نابولي    سعر الدولار اليوم الجمعة 18 يوليو 2025 مقابل الجنيه المصري (العملة الخضراء الآن)    صافي أرباح 24 مليون يورو.. ريال مدريد يكشف تفاصيل ميزانيته ل 2024-2025    نانسي عجرم تتصدر لوحة سبوتيفاي في تايمز سكوير بعد اختيارها سفيرة ل EQUAL Arabia    نجمهم خفيف.. مواليد 3 أبراج معرضون للحسد دائما    كيان وهمي وشهادات مزورة.. سقوط المتهم بالنصب والاحتيال على المواطنين بالقاهرة    دراسة تربط بين نظافة الفم وخطر الإصابة بالسرطان.. نصائح للوقاية    وزير الخارجية يواصل اتصالاته لخفض التصعيد بين إيران وإسرائيل وتفعيل المسار الدبلوماسي    مجلس الوزراء: إعلانات طرح وحدات سكنية بالإيجار التمليكي مزيفة ووهمية    نصر أبو الحسن وعلاء عبد العال يقدمون واجب العزاء في وفاة ميمي عبد الرازق (صور)    أسرار فيلمي صراع في النيل وحبي الوحيد    ما الحكمة من مشروعية صلاة الجمعة في جماعة؟.. الإفتاء توضح    عاشور وناجي في القائمة النهائي لحكام أمم إفريقيا للمحليين    استقرار أسعار النفط وسط هجمات كردستان ومخاوف الرسوم الجمركية    الرعاية الصحية وهواوي تطلقان أول تطبيق ميداني لتقنيات الجيل الخامس بمجمع السويس الطبي    الكشف المجاني على 480 مواطنا بقافلة قريتي الروضة ببئر العبد والميدان بالعريش    قبل ترويجها للسوق السوداء.. ضبط 4 طن من الدقيق الأبيض والبلدي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 18-7-2025 في محافظة قنا    خان يونس تحت النار.. مجازر جديدة بحق النازحين في غزة وسط تصعيد إسرائيلي    مانديلا العرب ينال حريته.. فرنسا تفرج عن جورج عبد الله.. اعرف قصته    مواعيد وديات الزمالك في معسكر العاصمة الادارية    «أمن المنافذ» يضبط قضيتي تهريب ويحرر 2460 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    رئيس جامعة قناة السويس يُعلن اعتماد وحدة السكتة الدماغية كمركز دولي من "WSO" العالمية    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : فشكراً أشرف!?    موعد إعلان نتيجة الثانوية العامة 2025 برقم الجلوس عبر الموقع الرسمي للوزارة    هل تعد المرأة زانية إذا خلعت زوجها؟ د. سعد الهلالي يحسم الجدل    «حزب الوفد مذكور في القرآن».. مظهر شاهين يهاجم يمامة: كتاب الله ليس وسيلة للدعاية    حان وقت الانتهاء من المهام المؤجلة.. برج العقرب اليوم 18 يوليو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رائد سلامة يكتب: من وحي الموجة الباردة «مرزوق أفندي.. إديلُه حاجة»
نشر في الوادي يوم 15 - 12 - 2013

لم أكره في حياتي عبارةً مثل تلك التي جائت علي لسان "الباشا" في فيلم "غزل البنات" لعبقري الكوميديا الدائم "نجيب الريحاني":"مرزوق أفندي.........إديلُه حاجة". تذكرت تلك العبارة في الأيام القليلة الماضية كلما قرأت تعليقاً لبعض السياسيين من ضرورة "التبرع" للفقراء و "الإحسان" إليهم و "الإبتهال" إلي الله لأجل التخفيف عنهم في هذا الصقيع، فوصل أقصي ما قاموا به -و هو لا شك جهدٌ مشكورٌ علي المستوي الإنساني- إلي تجهيز حملات لتوزيع البطاطين علي فقراء مصر في ممارسةٍ حديثة لطلب "الباشا" من "مرزوق أفندي" و كأن سبعين عاماً من النضال السياسي الإجتماعي لم تُغير من حالنا شيئاً بل ربما إزداد سوءاً علي سوء.
عندما قامت ثورة يوليو 1952 كان لدي قادتها مشروع سياسي وطني و إنحياز إجتماعي واضح نَتَجَ عنه تغيير جوهري في تركيبة المجتمع المصري الطبقية حالت دون تطويره و تنميته عوامل متعددة ليس هذا مقام مناقشتها. و مرت تحت الجسر مياهٌ كثيرة وصل المجتمع المصري فيها -قبل يناير 2011- إلي ما يشبه الحال أيام "الباشا" الذي تملك وسائل الإنتاج بل و تملك الماء و الهواء أيضاً ليمنح و يمنع حسب هواه وحده و زاد الأمر عن أيام "الباشا" بغيابٍ شبه كامل لأي ممارسة ديمقراطية. ثم كانت شعارات يناير 2011 التي لخصت معاناة السنين في 6 كلمات عبقرية: "عيش..حرية..عدالة إجتماعية..كرامة إنسانية" التي صاغها -بإقتدارٍ واعٍ- صديقنا "سامر سليمان" الذي تحل هذه الأيام ذكري رحيله الأولي عن عالمنا. و لا شك عندي أن هناك إرتباطٌ وثيقٌ بين العيش و العدالة الإجتماعية و الكرامة الإنسانية من ناحية و الحرية و الديمقراطية من ناحية أخري. الديمقراطية و العدالة الإجتماعية يتكاملان و لا يتقاطعان و هما وجهان لعملة واحدة لا تستطيع فصل إحداهما عن الأخري، فالديمقراطية لا تزدهر إلا في ظل العدالة الإجتماعية و العدالة الإجتماعية هي الضامن للديمقراطية. إن العدالة الإجتماعية من تقريب الفوارق بين طبقات المجتمع و محاربة الفقر و توفير حياة كريمة هي دعامة الممارسة السياسية و هي ضمانةُ ترسيخ النظام الديمقراطي. و لا يمكن للعدالة الإجتماعية أن تنشأ فتترسخ في ظل نظام ديكتاتوري قمعي غاشم و سلطوي يحتكر العملية السياسية أو يصادرها لصالح مجموعة بعينها مُركزاً للسلطات جميعها بين يديه ، لكنها تنمو و تزدهر من خلال المشاركة المجتمعية الحقيقية في العملية السياسية بدءاً من الحق في إنشاء النقابات و الروابط و الأحزاب السياسية و الحق في الإنتخاب و الترشح لمجلس الشعب و المحليات و المناصب العامة التي نص الدستور المصري عليها دونما تمييزٍ. هذه هي العدالة الإجتماعية كما أفهمها و تلك هي الديمقراطية كما أعرفها.
أحبطت الممارسات السياسية الفاشلة خلال الثلاث سنوات الماضية الكثيرين و أعاقت مسيرتنا للمستقبل كما حلمنا بها، فكان أن لهث السياسيون المحترمون وراء الأحداث المتلاحقة سعياً لتصويب أخطاء ما بعد فبراير 2011 في الوقت الذي كانت فيه قوي الفساد من ناحية و قوي الرجعية و التخلف و الجهل من ناحية أخري تسعيان بشراسة للحيلولة دون وضع الشعار النبيل موضع التطبيق إلي أن جاء 30 يونيو 2013 لمحاولة تصحيح المسار. أعلم أن الطريق مازال طويلاً بعد سنوات التجريف و التجهيل و الضياع لكن............دعونا نبدأ. و أنا في هذا الإطار لا ألوم علي أحدٍ جهده الإنساني المشكور لمساعدة الفقراء بترتيب حملات البطاطين أو المساعدات المالية أو حتي القوافل الطبية لكني ألوم عليهم الإكتفاء بهذا و إستمراءه و إعتبار أن ليس في الإمكان أبدع مما كان. ألوم عليهم أنهم لم يبادروا بطرح برامج للقضاء علي الفقر المتلازم -في ثالوثٍ غير مقدسٍ- مع"الجهل" و "المرض" و تمكين الفئات الفقيرة و دمجها في خطة تنمية حقيقية من خلال العمل الجاد لا بالتبرع و الإحسان ثم الدعاء بتخفيف الألم فالله لن يغير ما بكم إلا إن رغبتم أنتم في التغيير و بدأتم بأنفسكم. يا ساسة مصر الكرام، إن أردتم خدمة هذا البلد و أهله حقاً فلتهجروا شعار "الباشا": "مرزوق أفندي.....إديلُه حاجة" و لتنظروا في كيفية تحقيق العدالة الإجتماعية من أجل القضاء علي الفقر قضاءاً مبرماً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.