اكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف الدور و الجهود التي يقوم بها الأزهر في إفريقيا لنشر الفكر الإسلامي بين مسلمي إفريقيا بعد تمدد التيارات المذهبية غير الوسطية هناك مستغلة فترة تراجع الأزهر مبينا أن ما يحدث بين المسلمين والمسيحيين من عنف في نيجيريا ومن تناحر بين المسلمين في الصومال سببه غياب الثقافة الإسلامية الوسطية التي يتبناها الأزهر هناك فأينما حلَت الثقافة الأزهرية حل السلام. وأشار الإمام الأكبر خلال استقباله بمقر المشيخة وفدا من لجنة الشئون الإفريقية بمجلس الشورى برئاسة علي فتح الباب رئيس اللجنة إلى الصورة السلبية التي تمثلت في تراجع دور الأزهر تجاه القارة الإفريقية في السنوات الستين التي سبقت ثورة يناير البيضاء وأن سبب هذا التراجع هو خضوع مؤسسة الأزهر لسيطرة السياسة العامة للدولة وقتها وكان المخلصون في الأزهر ينادون باستقلاله بعد الثورة، ونُص عليه في الدستور الجديد ليتفرغ لدوره العلمي والدعوي ليس في مصر وحدها بل في العالم أجمع. وأكد الدكتور الطيب أن رسالة الأزهر كهيئة إسلامية دعوية غير معنية بالتبشير بالإسلام بالمفهوم الغربي كما يفعل الغرب في تبشيره مستغلا حاجة الفقراء بالأغذية والأدوية فالأزهر يبلِغ رسالةً دعوية تهدف إلى كسر العوائق التي تحول دون تعريف الناس بالحق وتعريف الناس بالإسلام كما دلل الطيب على الدور الرائد للأزهر بالدول الإفريقية في خلال السنتين الأخيرتين بأن من يدرس بالأزهر من القارة الإفريقية ثلاثة آلاف طالب منهم ألف وثلاثمائة طالب فقط هم من يقدم لهم الأزهر منحة الدراسة المجانية أما الباقى فيتمسكون بالأزهر حبا فيه ورغبة في وسطيته برغم تحملهم نفقات الدراسة مشيدا بإنشاء الرابطة العالمية لخريجي الأزهر وبالبرلمان الإفريقي التابع لها والذي يناقش فيه الطلاب الأفارقة مشاكلهم وكشف الدكتور احمد الطيب عن أن الأزهر أنشأ بأفريقيا سبعة وعشرين معهدا كما يقوم الأزهر بإرسال بعثات من المعلمين الأزهريين إلى دول إفريقيا والذين يتم اختيارهم وتأهيلهم بنظام جديد قائم على الكفاءة والإجادة، وقد تم إرسال قوافل طبية وإغاثية إلى بلاد النيجر والسودان والصومال وغيرها ومعها كميات هائلة من الأدوية لمساعدة المسلمين هناك. كما أكد الإمام الأكبر على تخطيط الأزهر لفتح مراكز لتعليم اللغة العربية بهذه الدول، ولكن ما يعوقه في الوقت الحالي هو ضعف المخصصات المالية للأزهر، بالإضافة إلى عدم التعاون الإيجابي من بعض الجهات المعنية بتلك الدول الإفريقية وطلب من اللجنة المشاركة في تحمل هذه الأعباء بإنشاء صندوق لدعم الأزهر في إفريقيا، وزيادة المخصصات المالية للأزهر في الموازنة، وكذلك الدعم الأدبي والمعنوي؛ كزيادة الاهتمام بالأزهر إعلاميًا، فمن العيب أن نتعرف على أخبار الأزهر من الإعلام الأجنبي. واشاد الطيب بولادة لجنة الشئون الإفريقية بمجلس الشورى التي وجدت للمرة الأولى في تاريخ البرلمان المصري وذلك بعد إهمال للقارة السمراء على مدار العقود السابقة متمنيا أن تَتَتَوام هذه اللجنة بلجنةٍ مناظرة في مجلس النواب القادم من أجل دعم العلاقات المصرية الأفريقية في عصر ما بعد الثورة. ومن جهته اوضح علي فتح الباب أن الزيارة استهدفت الوقوف على رؤية الأزهر الشريف وجهوده على مستوى دول العالم الخارجي بشكل عام، وفى دول القارة الإفريقية بشكل خاص للاستفادة منها في إعداد خطة اللجنة لزيادة التعاون مع دول إفريقيا التيأُهملت في السياسة المصرية طوال العقود الثلاثة الماضية، وأن ذلك التعاون غير مقتصر على مجال المياه فحسب ، وإنما يشمل كل آفاق التعاون المختلفة من زراعة، وتجارة، وتدريب ،وغير ذلك. كما أثنى الوفد على تلك الجهود التي عرضها الإمام الأكبر والتي وَضعت اللجنة على المسار الصحيح لكيفية البداية مع تلك الدول مثمنةً لفكرة البرلمان الإفريقي طالبين لقاء مندوبين عنه للتعرف من خلالهم على أوضاع دولهم الإفريقية، وآفاق التعاون المأمول معها .