أشاد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب, شيخ الأزهر, بتشكيل لجنة للشئون الإفريقية بمجلس الشوري للمرة الأولي في تاريخ البرلمان المصري. وذلك بعد إهمال للقارة السمراء علي مدار العقود السابقة, بسبب سياسات النظام السابق وخضوع مؤسسة الأزهر لسيطرة السياسة العامة للدولة آنذاك, وكان المخلصون في الأزهر ينادون باستقلاله, وهذا ما تحقق بعد الثورة,ونص عليه في الدستور الجديد ليتفرغ لدوره العلمي والدعوي ليس في مصر وحدها بل في العالم أجمع. جاء ذلك خلال استقباله بمقر مشيخة الأزهر وفدا من لجنة الشئون الإفريقية بمجلس الشوري برئاسة النائب علي فتح الباب, رئيس اللجنة. وأكد الطيب أن رسالة الأزهر كهيئة إسلامية دعوية غير معنية بالتبشير بالإسلام بالمفهوم الغربي كما يفعل الغرب في تبشيره مستغلا حاجة الفقراء بالأغذية والأدوية, وعرض الطيب الجهود التي يقوم بها الأزهر في إفريقيا لنشر الفكر الإسلامي بين مسلمي إفريقيا بعد تمدد التيارات المذهبية غير الوسطية هناك مستغلة فترة تراجع الأزهر, مؤكدا أن ما يحدث بين المسلمين والمسيحيين من عنف في نيجيريا, وما يحدث من تناحر بين المسلمين في الصومال سببه غياب الثقافة الإسلامية الوسطية التي يتبناها الأزهر هناك, فأينما حلت الثقافة الأزهرية حل السلام. ودلل علي الدور الرائد للأزهر بالدول الإفريقية في خلال السنتين الأخيرتين بأن من يدرس بالأزهر من القارة الإفريقية ثلاثة آلاف طالب, إنشاء فرع بالرابطة العالمية لخريجي الأزهر, وبالبرلمان الإفريقي التابع لها, والذي يناقش فيه الطلاب الأفارقة مشاكلهم, مضيفا أن الأزهر أنشأ بأفريقيا سبعة وعشرين معهدا, كما يقوم الأزهر بإرسال بعثات من المعلمين الأزهريين إلي دول إفريقيا, والذين يتم اختيارهم وتأهيلهم بنظام جديد قائم علي الكفاءة والإجادة, وقد تم إرسال قوافل طبية وإغاثية إلي بلاد النيجر والسودان والصومال وغيرها ومعها كميات هائلة من الأدوية لمساعدة المسلمين هناك. وأكد الإمام الأكبر علي تخطيط الأزهر لفتح مراكز لتعليم اللغة العربية بهذه الدول, ولكن ما يعوقه في الوقت الحالي هو ضعف المخصصات المالية للأزهر, بالإضافة إلي عدم التعاون الإيجابي من بعض الجهات المعنية بتلك الدول الإفريقية, وطلب من اللجنة المشاركة في تحمل هذه الأعباء بإنشاء صندوق لدعم الأزهر في إفريقيا, وزيادة المخصصات المالية للأزهر في الموازنة, وكذلك الدعم الأدبي والمعنوي; كزيادة الاهتمام بالأزهر إعلاميا, فمن العيب أن نتعرف علي أخبار الأزهر من الإعلام الأجنبي. ومن جهته اوضح النائب علي فتح الباب أن الزيارة استهدفت الوقوف علي رؤية الأزهر الشريف وجهوده علي مستوي دول العالم الخارجي بشكل عام, وفي دول القارة الإفريقية بشكل خاص, للاستفادة منها في إعداد خطة اللجنة لزيادة التعاون مع دول إفريقيا التي أهملت في السياسة المصرية طوال العقود الثلاثة الماضية, وأن ذلك التعاون غير مقتصر علي مجال المياه فحسب, وإنما يشمل كل آفاق التعاون المختلفة من زراعة, وتجارة, وتدريب, وغير ذلك. وأشاد أعضاء الشوري بجهود الأزهر في القارة السمراء, وتأسيس البرلمان الإفريقي, مطالبين بعقد لقاء مع طلاب افريقيا بجامعة الأزهر للتعرف من خلالهم علي أوضاع دولهم الإفريقية, وآفاق التعاون المأمول معها. مؤكدين دعمهم لقانون استقلال الأزهر في المجلس الجديد ودعمه لدي الهيئات والوزرات المختلفل للعودة بهذه المؤسسات لممارسة مكانتها ودورها الفعال في الدول الأفريقية.