بدأت بالعاصمة السودانية الخرطوم اليوم الاثنين ، فعاليات الملتقى النقابي الأفريقي الثاني للاتحاد العالمي للنقابات ، تحت شعار "معا نجعل أفريقيا فى الطليعة" ، بمشاركة وفود من 37 دولة افريقية بينها وفد الاتحاد العام لنقابات عمال مصر برئاسة جبالى المراغي ، بالإضافة إلى الصين واليونان . وألقي الرئيس عمر البشير كلمة بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي يستمر يومين ، دعا فيها إلي ضرورة التوافق على عقد اجتماعي عالمي يسهم في معالجة أزمات العالم المتنامية التي تنذر بمخاطر تستوجب الاهتمام ، وأشار إلى أن العالم اليوم يواجه فوارق اجتماعية وتمدد الفقر والاقتتال الأهلي والفجوات الغذائية وانتشار الظلم والفوارق الاجتماعية والفوارق بين البلدان الغنية وأخرى بائسة وغيرها من القضايا التي تستوجب المعالجة . وأشار البشير إلى الدور المنوط بالاتحادات النقابية على مستوى السودان والقارة بأسرها للعمل على نسق يصون حقوق العاملين ويحقق المصالح المشتركة ، موضحا أن قوة النقابات تكمن في توحدها واتحادها . وقال إن دور النقابات يتمثل في العمل على صون حقوق العاملين وتحقيق مصالحهم والمصالح المشتركة للاتحادات النقابية وتوحيد جهودها وأهدافها لصالح التنمية ، وجدد إحترام السودان للعمل النقابي والاستجابة لتطلعات العمال باعتبارهم عماد التنمية والنهضة . وأشار إلي دور عمال السودان وإسهاماتهم في استقلال البلاد ، مجددا حرص الدولة علي استكمال عملية النهضة والسلام في السودان رغم محاولات الكيد التي لن تفلح بعد أن استقام مسار النهضة وطريق التقدم . من ناحيته ، أكد رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال السودان إبراهيم غندور ، أهمية تكاتف الأفارقة وتوحيد جهود أبنائها وهي تعيش حروبا أهلية في أكثر من 27 دولة تغذيها بعض أجهزة الاستخبارات العالمية وبعض الشركات العابرة للقارات الذين استخدموا بعض أبناء القارة ممن باعوا أنفسهم للشيطان . وقال إن أفريقيا قد تعلمت الدرس ولن تسمح بالتدخل في شئونها ولن تسمح للاستعمار أن يعود تحت دعاوى حقوق الإنسان وغيرها ، بعد ان امتص دماء القارة وكبلها بالديون . وجدد التأكيد على حرص العمال علي بناء مستقبل مشرق لأفريقيا خلافا للماضي الذي تركه الاستعمار ، وذلك من خلال البحث عن طريق قيادة النهضة الاقتصادية . وقال رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال السودان إبراهيم غندور ، في كلمته بالجلسة الافتتاحية للملتقي إن أهل السودان الذين قبلوا بانفصال الجنوب من أجل السلام لن يسمحوا لأصحاب الأجندة الخاصة بإعادة عجلة التاريخ للوراء والعودة لمربع الاحتراب ، ودعا كافة القوى السياسية في البلاد للتوافق والتواثق علي أجندة وثوابت وطنية لا يحيد عنها أحد في الحكومة أو المعارضة . وأضاف قائلا (إننا نتفق جميعا على أن الشعب هو الذي يحدد من يحكم عبر انتخابات حرة ونزيهة وإن البندقية لن تخدم لا قضية الوطن ولا المواطن). وخاطب كل من يحمل السلاح ضد الوطن بقوله (إن بلادنا تسع الجميع وإن الحوار لن يفسد للود قضية الجميع ، وإن الشعب السوداني لن ينجرف ولا تخيفه مؤامرات أعدائه وشعاراتهم الزائفة). ومن جهته ، أكد نائب رئيس الاتحاد العالمي ورئيس اللجنة العليا للملتقى الجنيد أحمد محمد ، أهمية انعقاد الملتقى في هذه المرحلة المهمة ، واعتبره كسبا للسودان وفرصة لتعزيز التعاون النقابي المشترك . وأضاف أن الملتقى يهدف الى بحث العديد من القضايا النقابية الملحة في أفريقيا وفرصة لطرح قضايا السودان الذي ظل مستهدفا من قبل الإعلام الخارجي الذي يسعى لتشويه صورته ، بجانب التطورات التى يشهدها السودان . ونوه الجنيد بدور الاتحاد العالمي في دعم قضايا السودان فى المنابر الإقليمية والدولية ، مشيرا إلى أن السياسة أصبحت تدار عبر منظمات المجتمع المدني . من ناحيته ، وصف عز نبيل الصقاقي الأمين العام للنقابة المصرية العامة للخدمات ، انعقاد الملتقى بأنه يعكس مدى وعي القارة الأفريقية بقضاياها ، ودعا في تصريح على هامش أعمال الملتقى ، النقابات الافريقية الى الاتحاد من أجل نمو الشعوب واستثمار الخيرات التي منحها الله للدول الافريقية . وأشار الشقاقي إلى انعقاد العديد من المؤتمرات سابقا ، لكنها لم تفعل ، وقال إن مصر تطالب جميع الدول الافريقية للاتحاد من أجل الوقوف في وجه الاستعمار الذي يستغل ثروات كل الدول الافريقية . ويتناول الملتقي الذي يستمر يومين عددا من اوراق العمل التى تستهدف تقوية العمل النقابي الافريقي والحماية والضمان الاجتماعي لعمال افريقيا في ظل تكالب القوى على موارد القارة ، اضافة لورقة حول اثر الازمة الماليه العالمية على التنمية في القارة ودور اتحاد النقابات العالمي ، كما ستكون هناك جلسة حوارية مفتوحة مع مساعد الرئيس السوداني الدكتور نافع علي نافع . وسيتم على هامش الملتقى توقيع اتفاقيات ثنائية وتفعيل الاتفاقيات القائمة بين الاتحاد العالمي والاتحادات الاخرى ، وسيختتم الملتقى مساء غد الثلاثاء أعماله بإصدار بيانه الختامي (إعلان الخرطوم). يُذكر أن اتحاد النقابات العالمي يضم في عضويته 80 مليون عامل يمثلون 210 منظمات من 120 دولة حول العالم .