كشف التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي بالتعاون مع مؤسسة بين آند كومباني والبنك الدولي، أن تقليص العقبات أمام سلاسل التوريد قد يزيد إجمالي الناتج المحلي العالمي والتجارة الدولية إلى 6 أضعاف مقارنة بتخفيض الناتج عن خفض الرسوم الجمركية. وأشار التقرير الصادر بعنوان "تيسير التجارة: تثمين فرص النمو" إلى أنه إذا قلصت كل البلدان العقبات التي تواجه سلاسل التوريد بمقدار النصف لتقترب من أفضل الممارسات العالمية، فإن إجمالي الناتج المحلي العالمي يمكن أن يزداد بنسبة 7،4 في المائة بينما ستزيد التجارة الدولية بمقدار 5،14 في المائة، وهو ما يزيد كثيرا عن المزايا التي قد تحققها إزالة كافة الرسوم الجمركية على الواردات. وأوضح التقرير، أن إلغاء كافة الرسوم الجمركية يمكن أن يؤدي فقط إلى زيادة الناتج المحلي العالمي بنسبة 7،0 في المائة، وزيادة التجارة الدولية بنسبة 1،10 في المائة، بل إن مجرد تطبيق مجموعة من الإصلاحات أقل طموحا تقطع بالبلدان نصف المسافة نحو أفضل الممارسات الإقليمية يمكن أن يزيد إجمالي الناتج المحلي العالمي بنسبة 6،2 في المائة والتجارة الدولية بنسبة 4،9 في المائة. وأضاف التقرير،أن المكاسب الاقتصادية التي يتم جنيها نتيجة لتقليص العقبات أمام سلاسل التوريد هى موزعة بالتساوي فيما بين البلدان مقارنة بالمكاسب المقترنة بإزالة الرسوم الجمركية، منوها بأن أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب شرق آسيا من المناطق المستفيدة بتطبيق هذا النظام خاصة وأن هذه المكاسب الكبرى ستقترن في إجمالي الناتج المحلي بالتأثير الإيجابي على التوظيف حيث يمكن أن تخلق ملايين الوظائف للأيدي العاملة العالمية. وأوصى التقرير بأن تنشئ الحكومات نقطة مركزية للتنسيق والرقابة على كافة القوانين اللوائح التنظيمية التي تؤثر مباشرة في سلاسل التوريد، وبإقامة مشاريع مشتركة بين القطاعين العام والخاص للاضطلاع بجمع البيانات بانتظام ورصد وتحليل العوامل التي تؤثر في أداء سلاسل التوريد، وبأن تنتهج الحكومات نهجا أكثر شمولية وأكثر تركيزا على سلاسل التوريد في إطار مفاوضات التجارة الدولية للتأكد من إتساق الاتفاقيات التجارية بشكل أكبر مع الأعمال التجارية الدولية وبذل المزيد لخدمة المستهلكين والأسر. وتعليقا على ذلك، قال بورغ برند، المدير المنتدب للمنتدى الاقتصادي العالمي، إن الهدف من برنامج المنتدى لتيسير التجارة هو إبراز السمات الأساسية التي تساعد البلدان على تيسير التجارة، فمن خلال ما لديه من مخزونات فعلية من دراسات الحالات تعكس صورة واقعية للعقبات اليومية التي تواجهها الشركات في دهاليز التجارة، يكشف هذا التقرير أن إزالة المعوقات أمام سلاسل التوريد يمكن أن تعزز التنافسية الاقتصادية وتحقق مزايا اجتماعية جمة وتخلق المزيد من فرص العمل في البلدان. من جانبه، أكد مارك غودفريدسون، الشريك في مؤسسة بين آند كومباني، "أن دراسات أكدت أن البلدان يمكن أن تفقد مزاياها التنافسية من حيث تكلفة عوامل الإنتاج إذا كانت التكاليف التي تتكبدها بسبب العقبات التي تواجهها سلاسل التوريد مرتفعة، منوها بضرورة فهم العقبات التي تواجه سلاسل التوريد ووالعمل على حل هذه المشكلات. وأشار برنارد هوكمان، مدير إدارة التجارة الدولية بالبنك الدولي، إلى أن العقبات التي تواجه سلاسل التوريد هى عراقيل أكثر تأثيرا على التجارة من الرسوم الجمركية على الواردات، ومن شأن تقليص هذه العقبات أن يؤدي إلى تخفيض التكلفة على مؤسسات الأعمال والمساعدة على خلق المزيد من فرص العمل وإتاحة الفرص الاقتصادية للناس.