محافظ كفر الشيخ: مسار العائلة المقدسة يعكس عظمة التاريخ المصري وكنيسة العذراء تحتوي على مقتنيات نادرة    مقترح إسرائيلي مهين للإفراج عن مقاتلي حماس المحاصرين في أنفاق رفح    فانس يوضح الاستنتاجات الأمريكية من العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا    وسائل إعلام: منفذ الهجوم في واشنطن مواطن أفغاني    حجز سائق اغتصب سيدة داخل سيارة ميكروباص أعلى دائري السلام    تفاؤل وكلمات مثيرة عن الطموح، آخر فيديو للإعلامية هبة الزياد قبل رحيلها المفاجئ    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 27نوفمبر 2025 فى المنيا.....اعرف مواعيد صلاتك    زكريا أبوحرام يكتب: أسئلة مشروعة    رسميًا خلال أيام.... صرف معاشات شهر ديسمبر 2025    المصل واللقاح: فيروس الإنفلونزا هذا العام من بين الأسوأ    علامات تؤكد أن طفلك يشبع من الرضاعة الطبيعية    اجواء خريفية.....حاله الطقس المتوقعه اليوم الخميس 27نوفمبر 2025 فى المنيا    مشاركة تاريخية قادها السيسي| «النواب 2025».. المصريون يختارون «الديمقراطية»    أوركسترا النور والأمل يواصل البروفات في اليونان    أستاذة آثار يونانية: الأبواب والنوافذ في مقابر الإسكندرية جسر بين الأحياء والأجداد    إعلام أمريكي: مطلق النار على جنديي الحرس الوطني قرب البيت الأبيض أفغاني الجنسية    اليوم، قطع الكهرباء عن عدة مناطق في 3 محافظات لمدة 5 ساعات    إخماد حريق بمحل بشارع بمنطقة كليوباترا في الإسكندرية    ضعف المناعة: أسبابه وتأثيراته وكيفية التعامل معه بطرق فعّالة    الحماية من الإنفلونزا الموسمية وطرق الوقاية الفعّالة مع انتشار الفيروس    محامي ضحايا سيدز الدولية: البداية مع أم وجدت آثارًا على طفلها.. وصغار اكتشفوا متهمين آخرين    إعلام أمريكي: مطلق النار على جنديي الحرس الوطني مواطن أفغاني    حملات مكثفة لرفع المخلفات بالشوارع والتفتيش على تراخيص محال العلافة بالقصير والغردقة    عمر خيرت: أشكر الرئيس السيسي على اهتمامه بحالتي الصحية    دفاع البلوجر أم مكة: تم الإفراج عنها وهي في طريقها لبيتها وأسرتها    موعد أذان وصلاة الفجر اليوم الخميس 27نوفمبر2025.. ودعاء يستحب ترديده بعد ختم الصلاه.    مبابى يفشل فى تحطيم رقم محمد صلاح التاريخى.. فارق 30 ثانية فقط    مندوب سوريا يكشف عن دور قطر في التخلص من الأسلحة الكيميائية السورية    مدارس النيل: زودنا مدارسنا بإشراف وكاميرات مراقبة متطورة    برنامج ورش فنية وحرفية لشباب سيناء في الأسبوع الثقافي بالعريش    هل هناك جزء ثاني من مسلسل "كارثة طبيعية"؟.. مخرج العمل يجيب    عادل حقي: "بابا" أغنية عالمية تحولت إلى فولكلور.. والهضبة طلب مني المزمار والربابة    وفاء حامد: ديسمبر حافل بالنجاحات لمواليد السرطان رغم الضغوط والمسؤوليات    فيتينيا يقود باريس سان جيرمان لمهرجان أهداف أمام توتنهام    أتالانتا يضرب بقوة بثلاثية في شباك فرانكفورت    ارتفاع البتلو والكندوز، أسعار اللحوم اليوم الخميس في الأسواق    الرئيس السيسي: يجب إتمام انتخابات مجلس النواب بما يتماشى مع رغبة الشعب    مدير الFBI: حادث استهداف الحرس الوطني تهديد للأمن القومي وترامب على اطلاع كامل بالتفاصيل    4 أرقام كارثية تطارد ليفربول في ليلة السقوط المدوي بدوري الأبطال    ماذا قدمت منظومة التأمين الصحي الشامل خلال 6 سنوات؟    ضبط صاحب معرض سيارات لاتهامه بالاعتداء على فتاة من ذوي الهمم بطوخ    جيش الاحتلال يتجه لفرض قيود صارمة على استخدام الهواتف المحمولة لكبار الضباط    جمعيات الرفق بالحيوان: يوجد حملة ممنهجة ضد ملف حيوانات الشارع وضد العلاج الآمن    عبد الله جمال: أحمد عادل عبد المنعم بيشجعنى وبينصحنى.. والشناوى الأفضل    وكيل زراعة الغربية يتابع منظومة صرف الأسمدة ويؤكد: دعم المزارعين أولوية    أتلتيكو مدريد يقتنص فوزا قاتلا أمام إنتر ميلان في دوري الأبطال    بسبب المصري.. بيراميدز يُعدّل موعد مرانه الأساسي استعدادًا لمواجهة باور ديناموز    ريال مدريد يكتسح أولمبياكوس برباعية في دوري أبطال أوروبا    آرسنال يحسم قمة دوري الأبطال بثلاثية أمام بايرن ميونخ    مصر للطيران تطلق أولى رحلاتها المباشرة بين الإسكندرية وبني غازي    إعلان نتائج "المعرض المحلي للعلوم والهندسة ISEF Fayoum 2026"    رسائل الرئيس الأبرز، تفاصيل حضور السيسي اختبارات كشف الهيئة للمُتقدمين للالتحاق بالأكاديمية العسكرية    انقطاع المياه عن بعض قرى مركز ومدينة المنزلة بالدقهلية.. السبت المقبل    كلية الحقوق بجامعة أسيوط تنظم ورشة تدريبية بعنوان "مكافحة العنف ضد المرأة"    خالد الجندي: ثلاثة أرباع من في القبور بسبب الحسد    السكة الحديد: إنشاء خطوط جديدة كممرات لوجيستية تربط مناطق الإنتاج بالاستهلاك    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 26-10-2025 في محافظة الأقصر    دار الإفتاء تكشف.. ما يجوز وما يحرم في ملابس المتوفى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ننشر نص كلمة الرئيس مرسي أمام القمة الأفريقية بأديس أبابا
نشر في الصباح يوم 27 - 01 - 2013

أكد الرئيس محمد مرسي أن التنمية تعد التحدي الأكثر إلحاحا الذى يواجه شعوب القارة الإفريقية ، حيث ترتبط بها جميع التحديات
الأخرى ، كما تعد أساسا لتحقيق النهضة المنشودة للقارة وهو ما يستدعى منا تعميق العمل الجماعي الذى يستند إلى رؤية مشتركة.
وقال الرئيس مرسي في كلمته بالقمة الافريقية العشرين المنعقدة بأديس أبابا التي ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية محمد كامل عمرو ان النماذج التى يحفل بها العالم من حولنا، والتجارب التى خاضها العديد من دولنا على مدى العقود الماضية فى مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية تؤكد أنه لا بديل عن الأخذ بنموذج الشراكة والتكامل والاندماج الإقليمي.
ونقل وزير الخارجية الذي رأس وفد مصر الى القمة تحيات وتقدير الدكتور محمد مرسى الذى حالت ارتباطات ملحة دون حضوره هذه القمة الهامة، مشيرا الى ان الرئيس كلفه بإلقاء هذا البيان نيابة عنه.
وأعرب الرئيس مرسي في بداية الكلمة عن خالص الشكر والتقدير للسيد هايلى ماريام ديسالن رئيس وزراء اثيوبيا ولشعب وحكومة أثيوبيا الشقيقة على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال .. كما أعرب عن تهنئته القلبية على انتخابه رئيسا للإتحاد الأفريقى وذلك فى الذكرى الخمسين لإنشاء منظمة الوحدة الأفريقية، فى مدينة أديس أبابا العريقة، التى احتضنت المنظمة منذ تأسيسها .
وأعرب الرئيس عن ثقته فى حكمة رئيس الوزراء الاثيوبي وتفانيه فى قيادة الاتحاد الأفريقي . وعلى دعمه الكامل لجهود ديسالين فى رعاية العمل الأفريقى المشترك خلال فترة رئاسته.
كما عبر عن تقديره البالغ للدكتور بونى ياى، رئيس جمهورية بنين لرئاسته الحكيمة للاتحاد الأفريقى خلال العام الماضي وللجهد البارز الذى بذله فى الدفاع عن مصالح قارتنا فى مختلف المحافل الدولية والإقليمية.
وقال الرئيس مرسي "لا يفوتني أيضا فى مستهل كلمتي أن أشارككم بالغ الحزن لغياب رمزين أفريقيين كبيرين عن اجتماعنا وهما .. رئيس جمهورية غانا/ جون أتا ورئيس وزراء أثيوبيا ملس زيناوى .. فرغم رحيلهما عن عالمنا، لكن إسهاماتهما الكبيرة فى نهضة شعبيهما ودعم جهود تحقيق الاستقرار والتنمية فى أفريقيا، ستجعلهما دائما حاضرين بيننا".
وأكد الرئيس في كلمته أن اختيار موضوع "الوحدة الشاملة والنهضة الأفريقية" محورا رئيسيا لاجتماعاتنا خلال العام الحالي هو اختيار بالغ الحكمة وصائب التوقيت .. حيث يتزامن مع الذكرى الخمسين لتأسيس هذه المنظمة العريقة، التى دعمت نضال شعوبنا الأفريقية من أجل الاستقلال والحرية والتقدم .. ورعت الوحدة والتكامل بيننا، ودافعت عن قضايانا ومصالحنا فى جميع المحافل الدولية ... واليوم، تقف هذه المنظمة شاهدا على عزمنا كشعوب وقيادات أفريقية وتمسكنا بالوصول إلى المكانة التى تليق بنا .. وعلى ما تم إنجازه خلال نصف قرن على صعيد الاستقلال والتنمية واقامة نظم الحكم الديمقراطية وصون حقوق الإنسان .. ولازالت المنظمة تحتضن طموحاتنا ومساعينا لتحقيق الهدف الأسمى وهو "الوحدة والنهضة الأفريقية".
وأضاف أنه بالرغم من كل ما تحقق عبر مسيرة النضال الذى بدأناه منذ عقود، ولم يزل مستمرا، فى سبيل الحرية والتنمية والكرامة الإنسانية .. فإننا على وعي تام بأن التحديات التى تواجه شعوبنا اليوم لا تقل جسامة عن تلك التى واجهتها إبان كفاحها من أجل الاستقلال وسعيها نحو تحقيق الوحدة الأفريقية على أيدي الآباء المؤسسين لمنظمتنا.
وأوضح الرئيس انه فى مقدمة هذه التحديات: التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية والمعرفية للمواطنين، وترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية وسيادة القانون وتدعيم أسس الحكم الرشيد فى المجالين السياسي والاقتصادي، وتعزيز المشاركة الشعبية والمجتمعية فى صنع القرار والحفاظ على الاستقلال السياسي للقارة وعدم التدخل الخارجي فيها فضلا عن بناء السلم وتعزيز الاستقرار فى ربوع القارة.
وشدد الرئيس محمد مرسي على أن التنمية تعد التحدي الأكثر إلحاحا الذى يواجه شعوب القارة الأفريقية حيث ترتبط بها جميع التحديات الأخرى كما تعد أساسا لتحقيق النهضة المنشودة للقارة وهو ما يستدعى منا تعميق العمل الجماعي الذى يستند إلى رؤية مشتركة.
وقال ان النماذج التى يحفل بها العالم من حولنا، والتجارب التى خاضها العديد من دولنا على مدى العقود الماضية فى مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية، تؤكد أنه لا بديل عن الأخذ بنموذج الشراكة والتكامل والاندماج الإقليمي، مضيفا ان ذلك لا يرجع للاعتبارات التاريخية والوشائج الإنسانية التى تجمع بين شعوبنا فحسب، ولكن لضرورات اقتصادية وعملية أبرزها الارتقاء بقدرة القارة على تنويع منتجاتها وعلى المنافسة وزيادة حصتها فى التجارة العالمية وتعزيز قدرة دول القارة على مواجهة التقلبات والاضطرابات فى الأسواق العالمية وتحسين أسس اندماج الدول الأفريقية فى الاقتصاد العالمى.
وأوضح انه فى هذا الإطار، تأتى استضافة مصر خلال العام الجارى لقمة رؤساء دول وحكومات التكتلات الاقتصادية الثلاثة: كوميسا وسادك وتجمع شرق أفريقيا، بمشاركة ست وعشرين دولة أفريقية ... لبحث المواءمة بين سياسات وبرامج التكتلات الثلاثة فى مجالات التجارة والبنية التحتية، وبما يصب فى صالح الأهداف الأشمل للاتحاد الأفريقى فى تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، والقضاء على الفقر، وتحسين مستوى المعيشة، وتعزيز الاندماج على مستوى القارة.
وقال الرئيس محمد مرسي "من ذات المنطلق ... تبرز مبادرة نيباد كبرنامج عمل أفريقي لتعزيز أسس الحكم الرشيد والقضاء على الفقر وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالقارة ... وهو برنامج يتميز بالملكية الأفريقية الخالصة له، ويؤكد على مسئولية أبناء القارة أنفسهم عن تطوير مجتمعاتهم وفقاً لرؤى واستراتيجيات أفريقية" مؤكدا التزام مصر وهى إحدى الدول الخمس المؤسسة لتلك المبادرة، بمواصلة الاضطلاع بدورها فى الدفع قدما ببرامجها ومشروعاتها.
وأضاف "يسرني أن أحيطكم بأنه، وفى إطار مسئولية مصر عن ملف النقل البرى والسكك الحديدية وإدارة مياه الأنهار فى اللجنة المصغرة للمبادرة الرئاسية للبنية الأساسية، تطرح مصر مبادرة لتحقيق التنمية والتكامل الافريقى ... من خلال مشروع للربط الملاحي النهري من بحيرة فيكتوريا إلى البحر المتوسط، وإنشاء مجموعة من مراكز التدريب والأبحاث بطول المجرى الملاحي ... بما يسهم فى تعزيز التجارة البينية بين دول النهر ويسهل أيضا من حركة التجارة مع دول العالم ... وهو المشروع الذى تجرى مناقشته حاليا فى إطار اجتماعات نيباد، وذلك بالتوازي مع استكمال محور التنمية من القاهرة إلى كيب تاون، الذى سيفتتح جزؤه الخاص بالربط البرى بين مصر والسودان خلال شهر فبراير المقبل".
وقال ان "الحديث عن التنمية فى قارتنا الأفريقية لا يمكن أن يكتمل دون التأكيد على أن الاستغلال الأمثل لموارد القارة وتعزيز الملكية الافريقية هما أهم الركائز الضرورية لتحقيق التنمية المستدامة ... فعلى الرغم من وفرة الموارد الطبيعة والبشرية التى تحظى بها بلداننا، فقد عانت شعوبنا من الفقر ولم تجن بعد نصيبها العادل من الرخاء والتقدم" موضحا انه على الرغم من أن القارة الأفريقية كانت الأقل إسهاما فى انبعاث الغازات الملوثة للبيئة عالميا لكنها كانت الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية ذات التداعيات الخطيرة على بعض أقاليم أفريقيا ونمط حياةسكانها... لذا تبدو الحاجة ملحة للموازنة بين معدلات استهلاك موارد القارة الطبيعية والتى يتجه معظمها إلى خارجها وبين متطلبات التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة.
وقال الرئيس مرسي "من المهم أيضا فى ذات السياق، أن يتحمل المجتمع الدولي مسئولية دعم جهود دول القارة لتحقيق معدلات أعلى للنمو وزيادة الإنتاجية والاستفادة من التقنيات الحديثة وتوطينها في إطار أوسع من إرساء أسس جديدة لنظام اقتصادي عالمي أكثر عدالة".
وأضاف أن "تحقيق النهضة فى أفريقيا يجب أن يستند أيضا إلى منظور شامل يدرك العلاقة العضوية بين التنمية وتحقيق السلم والأمن ... فإذا كانت التنمية أحد أهم متطلبات السلام، فيصح أيضاً التأكيد على أن النزاعات وغياب الاستقرار كانا من أهم معوقات التنمية فى العديد من البلدان الأفريقية الشقيقة خلال العقود الماضية ... وإذ نتأمل التحديات التى تواجه قارتنا اليوم فى هذا المضمار، فإننا ندرك الحاجة إلى تضافر الجهود وحشد الموارد لتفعيل مبدأ "الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية" وهو المبدأ الذي يحقق التعامل الأمثل مع مشكلات القارة بالإضافة إلى الاستقلال السياسي و الثقل الدولي الذي تستحقه القارة".وأضاف قائلا "اسمحوا لي أن أشير إلى أن التجارب السابقة في تسوية النزاعات والأزمات سواء داخل القارة أو خارجها تؤكد على أن الخيارات العسكرية لن تكون وحدها قادرة على تحقيق الأمن والسلام، وأن غياب الحلول السياسية يؤدي إلى تعميق جذور الأزمات وانتشارها وإيجاد بؤر صراعية جديدة كما يسبب تهديد المدنيين ويخلق مشكلة النازحين بالإضافة إلى ما يسببه من الإضرار بالبنية التحتية للدولة وتعطيل النمو الاقتصادي وغير ذلك من مشكلات عانت منها القارة لسنوات طويلة وحان الوقت لإنهائها.
وقال "وارتباطا بذلك، وفيما يتعلق بالأزمة التى تشهدها مالي ومنطقة الساحل. فإنه لابد من مواصلة جهود الحوار والمصالحة دون تفريط أو مساس بوحدة مالي وسلامة أراضيها ... ولابد من التحرك بمنظور شامل، يتعامل مع الأبعاد المختلفة للأزمة ويعالج جذورها سياسيا وتنمويا وفكريا وأمنيا في الوقت الذي يراعي فيه حقوق الإنسان للمواطن المالي وحقوق الأجيال القادمة في التنمية والأمن والاستقرار، وهو ما يؤكد من جديد على أهمية دعم جهود التنمية فى منطقة الساحل، خاصة فى الشقيقة مالى، حيث أن الاستثمار فى التنمية هو الخيار الأجدى لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين والحفاظ على موارد القارة وحماية شعوبها".
وقال الرئيس مرسي ان "الأزمة الإنسانية الحادة التى تشهدها منطقة الساحل والصحراء، نتيجة لموجات الجفاف المتكررة ... فضلا عن ارتفاع معدلات الفقر والتهميش وضعف الخدمات الطبية والتعليمية، هى أوضاع تغذى أنشطة الجريمة المنظمة، بما فى ذلك الاتجار فى السلاح والمخدرات والبشر، وتساعد على انتشار العمل المسلح
بما يفاقم المعاناة الإنسانية ويدفع بموجات اللاجئين والنازحين ويزيد من تدهور الأوضاع فى المنطقة ... وهو ما يرتبط بشكل وثيق بالتحديات الراهنة التى تواجه دولة مالي الشقيقة".
وأضاف ان "مصر تعمل في هذا الإطار، على إطلاق مبادرة فى إطار النيباد لمواجهة الجفاف وتحقيق الأمن الغذائي بدول تلك المنطقة وذلك إيمانا بأن الأمن الغذائي هو ركن أساسى من أركان الأمن الشامل للشعوب... كما ترى مصر أن المؤسسات الفكرية والتعليمية والثقافية ... وفى مقدمتها الأزهر الشريف ... عليها مسئولية مهمة فى نشر مفاهيم الإسلام الصحيحة ومواجهة وتغيير الفكر المتطرف و لذلك تسعى مصر لتفعيل هذه المؤسسات".
وأشار إلى أنه "انطلاقا من الحرص على التصدي للمشكلات التى تواجه القارة الأفريقية والحيلولة دون خلق بؤرة جديدة للمعاناة والصراع... وبعد عقود من الجهود الدؤوبة التى بذلها قادة وشعوب أفريقيا نحو بناء السلام وتحقيق الاستقرار، حان الوقت للنظر فى تبنى إستراتيجية وقائية ... تهدف إلى معالجة أسباب النزاعات والحيلولة دون اندلاعها وتقوم على ركائز الوقاية التى من أهمها ... تدعيم أسس الحكم الرشيد ... وتفعيل الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب ... والقضاء على الفقر والتهميش...و محاربة العنصرية و التمييز الظالم... والاهتمام بقيم التعاون و العدالة والسلام... وحماية حقوق الشعوب في حياة كريمة".
وقال الرئيس مرسي "لا ينبغى أن تنتقص الأوضاع الصعبة فى بعض مناطق القارة من تقديرنا للدور الهام الذى يلعبه مجلس السلم والأمن الافريقى .. ولمبادرته خلال الفترة الماضية فى قيادة جهود تسوية عدد من الأزمات المؤثرة فى أفريقيا ومن بينها .. السودان وجنوب السودان والكونجو الديمقراطية ومالى وغينيا بيساو وأفريقيا الوسطى ... وقد حرصت مصر، من خلال عضويتها فى المجلس على أن توظف كامل إمكاناتها فى دعم تلك الجهود لتحقيق السلام والاستقرار".
وأشاد فى هذا السياق، بالرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سيلفا كير على ما أبدياه من شجاعة وحكمة تجاه شعبيهما وشعوب القارة فى إحلال السلام والوفاق بين شعبين أفريقيين لا انفصام بينهما، وقال انه ينبغي هنا التأكيد على المسئولية التى تقع على عاتق جميع الأطرف أفريقيا ودوليا فى تقديم الدعم والمساندة، للسودان ولجنوب السودان، بما يهيئ الفرصة لتحقيق التعايش والتعاون بين
دولتين تنعمان بالاستقرار والنمو.
وأعرب عن تطلعه إلى بداية عهد جديد من السعي نحو تحقيق السلام والاستقرار فى الصومال مع تولى الرئيس حسن شيخ محمود رئاسة الصومال فى هذه المرحلة الهامة من تاريخه إيذانا بنهاية الفترة الانتقالية، مؤكدا حرص مصر على تقديم كل الدعم والمساندة فى بناء مؤسسات الدولة وتأهيل القيادات فى مختلف المجالات بما يتيح للصومال بسط سيطرته على كامل ترابه الوطني وتحقيق آمال شعبه فى الأمن والاستقرار والتنمية.
وأكد تضامن مصر مع الأشقاء فى جمهورية الكونجو الديمقراطية ومع الجهود الحكيمة والحثيثة التى تبذلها الحكومة الكونجولية لتحقيق الاستقرار فى شرق الكونجو الديمقراطية، وتؤكد فى هذا السياق استعدادها التام لتقديم الدعم والمساندة اللازمين لتحقيق هذه الغاية وللحفاظ على وحدة الكونجو وسلامة أراضيها ودعم كافة الجهود الإقليمية للوصول إلى حل ناجز لهذه الأزمة.
وقال إن مصر اليوم تستعيد روحها الأفريقية ويسعى شعبها إلى تعزيز علاقاته بالشعوب الأفريقية الشقيقة التي يرتبط بها إنسانيا وتاريخيا وجغرافيا حتى أن الدستور المصري الجديد الذي صاغه الشعب بنفسه لأول مرة في تاريخ مصر قد أكد على الاعتزاز المصري بالانتماء للقارة الأفريقية فيما يشير وبكل وضوح إلى رسوخ العمق الأفريقي في القلوب و العقول المصرية.
وقال "لا يفوتني في كلمتي اليوم أن أعبر لكم عن اعتزازي الشديد بموقف قارتنا التاريخي وتضامنها مع الشعب الفلسطينى وسعيه لنيل حقوقه المشروعة ... إن تصويت الغالبية الساحقة لدول القارة لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29 نوفمبر 2012 والذى منح صفة الدولة المراقب غير العضو لفلسطين، يؤكد انحياز أفريقيا الدائم لمبادئ العدالة والقيم الإنسانية السامية ... وإنني على يقين من استمرار هذا الموقف الإفريقي المشرف المساند لنضال الشعب الفلسطينى حتى يتوج بإقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية".
واختتم الرئيس مرسي كلمته التي ألقاها نيابة عنها وزير الخارجية محمد كامل عمرو بإعرابه عن تطلعه خلال أعمال الاجتماع الحالي إلى بذل قصارى الجهود معا للخروج بقرارات ترقى لتوقعات الشعوب الأفريقية وتضمن مستقبلا أفضل للأجيال القادمة، معربا ثقته، بإذن الله، في قدرة القادة الافارقة على الاضطلاع بهذه المسئولية، بما نملك من إيمان حقيقي بوحدتنا ومصيرنا المشترك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.