5 دول لن تشهد انتخابات مجلس الشيوخ.. سوريا والسودان وإسرائيل أبرزهم    محافظ القليوبية يتابع أعمال النظافة ورفع الإشغالات بالخصوص    الرئيس الإيراني يبدأ زيارة رسمية إلى باكستان السبت لتعزيز التعاون الثنائي    ملك المغرب يعطي تعليماته من أجل إرسال مساعدة إنسانية عاجلة لفائدة الشعب الفلسطيني    الرئاسة الفلسطينية: مصر لم تقصر في دعم شعبنا.. والرئيس السيسي لم يتوان لحظة عن أي موقف نطلبه    فرنسا تطالب بوقف أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" بسبب "شبهات تمويل غير مشروع"    القوات الأوكرانية خسرت 7.5 آلاف عسكري في تشاسوف يار    البرلمان اللبناني يصادق على قانوني إصلاح المصارف واستقلالية القضاء    تقرير: مانشستر يونايتد مهتم بضم دوناروما حارس مرمى باريس سان جيرمان    عدي الدباغ معروض على الزمالك.. وإدارة الكرة تدرس الموقف    خالد الغندور يوجه رسالة بشأن زيزو ورمضان صبحي    راديو كتالونيا: ميسي سيجدد عقده مع إنتر ميامي حتى 2028    أبرزهم آرنولد.. ريال مدريد يعزز صفوفه بعدة صفقات جديدة في صيف 2025    مصر تتأهل لنهائي بطولة العالم لناشئي وناشئات الإسكواش بعد اكتساح إنجلترا    جنوب سيناء تكرم 107 متفوقين في التعليم والرياضة وتؤكد دعمها للنوابغ والمنح الجامعية    تحقيقات موسعة مع متهم طعن زوجته داخل محكمة الدخيلة بسبب قضية خلع والنيابة تطلب التحريات    محافظ القاهرة يقود حملة لرفع الإشغالات بميدان الإسماعيلية بمصر الجديدة    نيابة البحيرة تقرر عرض جثة طفلة توفيت فى عملية جراحية برشيد على الطب الشرعى    مراسل "الحياة اليوم": استمرار الاستعدادات الخاصة بحفل الهضبة عمرو دياب بالعلمين    مكتبة الإسكندرية تُطلق فعاليات مهرجان الصيف الدولي في دورته 22 الخميس المقبل    ضياء رشوان: تظاهرات "الحركة الإسلامية" بتل أبيب ضد مصر كشفت نواياهم    محسن جابر يشارك في فعاليات مهرجان جرش ال 39 ويشيد بحفاوة استقبال الوفد المصري    أسامة كمال عن المظاهرات ضد مصر فى تل أبيب: يُطلق عليهم "متآمر واهبل"    نائب محافظ سوهاج يُكرم حفظة القرآن من ذوي الهمم برحلات عمرة    أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقوموا الصلاة.. فيديو    ما كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر؟ أمين الفتوى يجيب    القولون العصبي- إليك مهدئاته الطبيعية    جامعة أسيوط تطلق فعاليات اليوم العلمي الأول لوحدة طب المسنين وأمراض الشيخوخة    «بطولة عبدالقادر!».. حقيقة عقد صفقة تبادلية بين الأهلي وبيراميدز    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    لتسهيل نقل الخبرات والمهارات بين العاملين.. جامعة بنها تفتتح فعاليات دورة إعداد المدربين    محقق الأهداف غير الرحيم.. تعرف على أكبر نقاط القوة والضعف ل برج الجدي    وزير العمل يُجري زيارة مفاجئة لمكتبي الضبعة والعلمين في مطروح (تفاصيل)    هيئة الدواء المصرية توقّع مذكرة تفاهم مع الوكالة الوطنية للمراقبة الصحية البرازيلية    قتل ابنه الصغير بمساعدة الكبير ومفاجآت في شهادة الأم والابنة.. تفاصيل أغرب حكم للجنايات المستأنفة ضد مزارع ونجله    الشيخ خالد الجندي: الحر الشديد فرصة لدخول الجنة (فيديو)    عالم بالأوقاف: الأب الذي يرفض الشرع ويُصر على قائمة المنقولات «آثم»    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    ليستوعب 190 سيارة سيرفيس.. الانتهاء من إنشاء مجمع مواقف كوم أمبو في أسوان    تعاون مصري - سعودي لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق «EHVRC»    كبدك في خطر- إهمال علاج هذا المرض يصيبه بالأورام    محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة    هشام يكن: انضمام محمد إسماعيل للزمالك إضافة قوية    ضبط طفل قاد سيارة ميكروباص بالشرقية    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح    SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات    خبير علاقات دولية: دعوات التظاهر ضد مصر فى تل أبيب "عبث سياسي" يضر بالقضية الفلسطينية    بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل    يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ألقاها وزير الخارجية بالنيابة.. ننشر كلمة الرئيس مرسى فى القمة الأفريقية بأثيوبيا
نشر في المشهد يوم 27 - 01 - 2013

أكد الرئيس محمد مرسى في كلمته في كلمته بالقمة الافريقية العشرين المنعقدة بأديس أبابا والتي ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية محمد كامل عمر، أن اختيار موضوع "الوحدة الشاملة والنهضة الأفريقية" محورا رئيسيا لاجتماعاتنا خلال العام الحالي هو اختيار بالغ الحكمة وصائب التوقيت، حيث يتزامن مع الذكرى الخمسين لتأسيس هذه المنظمة العريقة، التى دعمت نضال شعوبنا الأفريقية من أجل الاستقلال والحرية والتقدم، ورعت الوحدة والتكامل بيننا، ودافعت عن قضايانا ومصالحنا فى جميع المحافل الدولية واليوم، تقف هذه المنظمة شاهدا على عزمنا كشعوب وقيادات أفريقية وتمسكنا بالوصول إلى المكانة التى تليق بنا، وعلى ما تم إنجازه خلال نصف قرن على صعيد الاستقلال والتنمية واقامة نظم الحكم الديمقراطية وصون حقوق الإنسان، ولازالت المنظمة تحتضن طموحاتنا ومساعينا لتحقيق الهدف الأسمى وهو "الوحدة والنهضة الأفريقية".
وأكد الرئيس محمد مرسي أن التنمية تعد التحدي الأكثر إلحاحا الذى يواجه شعوب القارة الإفريقية ، حيث ترتبط بها جميع التحديات الأخرى ، كما تعد أساسا لتحقيق النهضة المنشودة للقارة وهو ما يستدعى منا تعميق العمل الجماعي الذى يستند إلى رؤية مشتركة. ونقل وزير الخارجية الذي رأس وفد مصر الى القمة تحيات وتقدير الدكتور محمد مرسى الذى حالت ارتباطات ملحة دون حضوره هذه القمة الهامة، مشيرا الى ان الرئيس كلفه بإلقاء هذا البيان نيابة عنه.
وأعرب الرئيس مرسي في كلمته عن خالص الشكر والتقدير للسيد هايلى ماريام ديسالن رئيس وزراء اثيوبيا ولشعب وحكومة أثيوبيا الشقيقة على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، كما أعرب عن تهنئته القلبية على انتخابه رئيسا للإتحاد الأفريقى وذلك فى الذكرى الخمسين لإنشاء منظمة الوحدة الأفريقية، فى مدينة أديس أبابا العريقة، التى احتضنت المنظمة منذ تأسيسها .
وآبدى الرئيس ثقته فى حكمة رئيس الوزراء الاثيوبي وتفانيه فى قيادة الاتحاد الأفريقي . وعلى دعمه الكامل لجهود ديسالين فى رعاية العمل الأفريقى المشترك خلال فترة رئاسته.
كما عبر عن تقديره البالغ للدكتور بونى ياى، رئيس جمهورية بنين لرئاسته الحكيمة للاتحاد الأفريقى خلال العام الماضي وللجهد البارز الذى بذله فى الدفاع عن مصالح قارتنا فى مختلف المحافل الدولية والإقليمية.
وقال الرئيس مرسي "لا يفوتني أيضا فى مستهل كلمتي أن أشارككم بالغ الحزن لغياب رمزين أفريقيين كبيرين عن اجتماعنا وهما .. رئيس جمهورية غانا جون أتا ورئيس وزراء أثيوبيا ملس زيناوى فرغم رحيلهما عن عالمنا، لكن إسهاماتهما الكبيرة فى نهضة شعبيهما ودعم جهود تحقيق الاستقرار والتنمية فى أفريقيا، ستجعلهما دائما حاضرين بيننا".
وقال الرئيس مرسي ان النماذج التى يحفل بها العالم من حولنا، والتجارب التى خاضها العديد من دولنا على مدى العقود الماضية فى مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية تؤكد أنه لا بديل عن الأخذ بنموذج الشراكة والتكامل والاندماج الإقليمي.
وأضاف أنه بالرغم من كل ما تحقق عبر مسيرة النضال الذى بدأناه منذ عقود، ولم يزل مستمرا، فى سبيل الحرية والتنمية والكرامة الإنسانية .. فإننا على وعي تام بأن التحديات التى تواجه شعوبنا اليوم لا تقل جسامة عن تلك التى واجهتها إبان كفاحها من أجل الاستقلال وسعيها نحو تحقيق الوحدة الأفريقية على أيدي الآباء المؤسسين لمنظمتنا.
وأوضح الرئيس انه فى مقدمة هذه التحديات: التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية والمعرفية للمواطنين، وترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية وسيادة القانون وتدعيم أسس الحكم الرشيد فى المجالين السياسي والاقتصادي، وتعزيز المشاركة الشعبية والمجتمعية فى صنع القرار والحفاظ على الاستقلال السياسي للقارة وعدم التدخل الخارجي فيها فضلا عن بناء السلم وتعزيز الاستقرار فى ربوع القارة.
وشدد الرئيس محمد مرسي على أن التنمية تعد التحدي الأكثر إلحاحا الذى يواجه شعوب القارة الأفريقية حيث ترتبط بها جميع التحديات الأخرى كما تعد أساسا لتحقيق النهضة المنشودة للقارة وهو ما يستدعى منا تعميق العمل الجماعي الذى يستند إلى رؤية مشتركة.
وقال ان النماذج التى يحفل بها العالم من حولنا، والتجارب التى خاضها العديد من دولنا على مدى العقود الماضية فى مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية، تؤكد أنه لا بديل عن الأخذ بنموذج الشراكة والتكامل والاندماج الإقليمي، مضيفا ان ذلك لا يرجع للاعتبارات التاريخية والوشائج الإنسانية التى تجمع بين شعوبنا فحسب، ولكن لضرورات اقتصادية وعملية أبرزها الارتقاء بقدرة القارة على تنويع منتجاتها وعلى المنافسة وزيادة حصتها فى التجارة العالمية وتعزيز قدرة دول القارة على مواجهة التقلبات والاضطرابات فى الأسواق العالمية وتحسين أسس اندماج الدول الأفريقية فى الاقتصاد العالمى.
وأوضح انه فى هذا الإطار، تأتى استضافة مصر خلال العام الجارى لقمة رؤساء دول وحكومات التكتلات الاقتصادية الثلاثة: كوميسا وسادك وتجمع شرق أفريقيا، بمشاركة ست وعشرين دولة أفريقية ... لبحث المواءمة بين سياسات وبرامج التكتلات الثلاثة فى مجالات التجارة والبنية التحتية، وبما يصب فى صالح الأهداف الأشمل للاتحاد الأفريقى فى تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، والقضاء على الفقر، وتحسين مستوى المعيشة، وتعزيز الاندماج على مستوى القارة.
وقال الرئيس محمد مرسي "من ذات المنطلق ... تبرز مبادرة نيباد كبرنامج عمل أفريقي لتعزيز أسس الحكم الرشيد والقضاء على الفقر وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالقارة ... وهو برنامج يتميز بالملكية الأفريقية الخالصة له، ويؤكد على مسئولية أبناء القارة أنفسهم عن تطوير مجتمعاتهم وفقاً لرؤى واستراتيجيات أفريقية" مؤكدا التزام مصر وهى إحدى الدول الخمس المؤسسة لتلك المبادرة، بمواصلة الاضطلاع بدورها فى الدفع قدما ببرامجها ومشروعاتها.
وأضاف "يسرني أن أحيطكم بأنه، وفى إطار مسئولية مصر عن ملف النقل البرى والسكك الحديدية وإدارة مياه الأنهار فى اللجنة المصغرة للمبادرة الرئاسية للبنية الأساسية، تطرح مصر مبادرة لتحقيق التنمية والتكامل الافريقى ... من خلال مشروع للربط الملاحي النهري من بحيرة فيكتوريا إلى البحر المتوسط، وإنشاء مجموعة من مراكز التدريب والأبحاث بطول المجرى الملاحي ... بما يسهم فى تعزيز التجارة البينية بين دول النهر ويسهل أيضا من حركة التجارة مع دول العالم ... وهو المشروع الذى تجرى مناقشته حاليا فى إطار اجتماعات نيباد، وذلك بالتوازي مع استكمال محور التنمية من القاهرة إلى كيب تاون، الذى سيفتتح جزؤه الخاص بالربط البرى بين مصر والسودان خلال شهر فبراير المقبل".
وقال ان "الحديث عن التنمية فى قارتنا الأفريقية لا يمكن أن يكتمل دون التأكيد على أن الاستغلال الأمثل لموارد القارة وتعزيز الملكية الافريقية هما أهم الركائز الضرورية لتحقيق التنمية المستدامة ... فعلى الرغم من وفرة الموارد الطبيعة والبشرية التى تحظى بها بلداننا، فقد عانت شعوبنا من الفقر ولم تجن بعد نصيبها العادل من الرخاء والتقدم" موضحا انه على الرغم من أن القارة الأفريقية كانت الأقل إسهاما فى انبعاث الغازات الملوثة للبيئة عالميا لكنها كانت الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية ذات التداعيات الخطيرة على بعض أقاليم أفريقيا ونمط حياة سكانها... لذا تبدو الحاجة ملحة للموازنة بين معدلات استهلاك موارد القارة الطبيعية والتى يتجه معظمها إلى خارجها وبين متطلبات التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة.
وقال الرئيس مرسي "من المهم أيضا فى ذات السياق، أن يتحمل المجتمع الدولي مسئولية دعم جهود دول القارة لتحقيق معدلات أعلى للنمو وزيادة الإنتاجية والاستفادة من التقنيات الحديثة وتوطينها في إطار أوسع من إرساء أسس جديدة لنظام اقتصادي عالمي أكثر عدالة".
وأضاف أن "تحقيق النهضة فى أفريقيا يجب أن يستند أيضا إلى منظور شامل يدرك العلاقة العضوية بين التنمية وتحقيق السلم والأمن ... فإذا كانت التنمية أحد أهم متطلبات السلام، فيصح أيضاً التأكيد على أن النزاعات وغياب الاستقرار كانا من أهم معوقات التنمية فى العديد من البلدان الأفريقية الشقيقة خلال العقود الماضية ... وإذ نتأمل التحديات التى تواجه قارتنا اليوم فى هذا المضمار، فإننا ندرك الحاجة إلى تضافر الجهود وحشد الموارد لتفعيل مبدأ "الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية" وهو المبدأ الذي يحقق التعامل الأمثل مع مشكلات القارة بالإضافة إلى الاستقلال السياسي و الثقل الدولي الذي تستحقه القارة".
وأضاف قائلا "اسمحوا لي أن أشير إلى أن التجارب السابقة في تسوية النزاعات والأزمات سواء داخل القارة أو خارجها تؤكد على أن الخيارات العسكرية لن تكون وحدها قادرة على تحقيق الأمن والسلام، وأن غياب الحلول السياسية يؤدي إلى تعميق جذور الأزمات وانتشارها وإيجاد بؤر صراعية جديدة كما يسبب تهديد المدنيين ويخلق مشكلة النازحين بالإضافة إلى ما يسببه من الإضرار بالبنية التحتية للدولة وتعطيل النمو الاقتصادي وغير ذلك من مشكلات عانت منها القارة لسنوات طويلة وحان الوقت لإنهائها.
وقال "وارتباطا بذلك، وفيما يتعلق بالأزمة التى تشهدها مالي ومنطقة الساحل. فإنه لابد من مواصلة جهود الحوار والمصالحة دون تفريط أو مساس بوحدة مالي وسلامة أراضيها ... ولابد من التحرك بمنظور شامل، يتعامل مع الأبعاد المختلفة للأزمة ويعالج جذورها سياسيا وتنمويا وفكريا وأمنيا في الوقت الذي يراعي فيه حقوق الإنسان للمواطن المالي وحقوق الأجيال القادمة في التنمية والأمن والاستقرار، وهو ما يؤكد من جديد على أهمية دعم جهود التنمية فى منطقة الساحل، خاصة فى الشقيقة مالى، حيث أن الاستثمار فى التنمية هو الخيار الأجدى لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين والحفاظ على موارد القارة وحماية شعوبها".
وقال الرئيس مرسي ان "الأزمة الإنسانية الحادة التى تشهدها منطقة الساحل والصحراء، نتيجة لموجات الجفاف المتكررة ... فضلا عن ارتفاع معدلات الفقر والتهميش وضعف الخدمات الطبية والتعليمية، هى أوضاع تغذى أنشطة الجريمة المنظمة، بما فى ذلك الاتجار فى السلاح والمخدرات والبشر، وتساعد على انتشار العمل المسلح بما يفاقم المعاناة الإنسانية ويدفع بموجات اللاجئين والنازحين ويزيد من تدهور الأوضاع فى المنطقة ... وهو ما يرتبط بشكل وثيق بالتحديات الراهنة التى تواجه دولة مالي الشقيقة".
وأضاف ان "مصر تعمل في هذا الإطار، على إطلاق مبادرة فى إطار النيباد لمواجهة الجفاف وتحقيق الأمن الغذائي بدول تلك المنطقة وذلك إيمانا بأن الأمن الغذائي هو ركن أساسى من أركان الأمن الشامل للشعوب... كما ترى مصر أن المؤسسات الفكرية والتعليمية والثقافية ... وفى مقدمتها الأزهر الشريف ... عليها مسئولية مهمة فى نشر مفاهيم الإسلام الصحيحة ومواجهة وتغيير الفكر المتطرف و لذلك تسعى مصر لتفعيل هذه المؤسسات".
وأشار إلى أنه "انطلاقا من الحرص على التصدي للمشكلات التى تواجه القارة الأفريقية والحيلولة دون خلق بؤرة جديدة للمعاناة والصراع... وبعد عقود من الجهود الدؤوبة التى بذلها قادة وشعوب أفريقيا نحو بناء السلام وتحقيق الاستقرار، حان الوقت للنظر فى تبنى إستراتيجية وقائية ... تهدف إلى معالجة أسباب النزاعات والحيلولة دون اندلاعها وتقوم على ركائز الوقاية التى من أهمها ... تدعيم أسس الحكم الرشيد ... وتفعيل الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب ... والقضاء على الفقر والتهميش...و محاربة العنصرية و التمييز الظالم... والاهتمام بقيم التعاون و العدالة والسلام... وحماية حقوق الشعوب في حياة كريمة
وقال الرئيس مرسي "لا ينبغى أن تنتقص الأوضاع الصعبة فى بعض مناطق القارة من تقديرنا للدور الهام الذى يلعبه مجلس السلم والأمن الافريقى .. ولمبادرته خلال الفترة الماضية فى قيادة جهود تسوية عدد من الأزمات المؤثرة فى أفريقيا ومن بينها .. السودان وجنوب السودان والكونجو الديمقراطية ومالى وغينيا بيساو وأفريقيا الوسطى ... وقد حرصت مصر، من خلال عضويتها فى المجلس على أن توظف كامل إمكاناتها فى دعم تلك الجهود لتحقيق السلام والاستقرار".
وأشاد فى هذا السياق، بالرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سيلفا كير على ما أبدياه من شجاعة وحكمة تجاه شعبيهما وشعوب القارة فى إحلال السلام والوفاق بين شعبين أفريقيين لا انفصام بينهما، وقال انه ينبغي هنا التأكيد على المسئولية التى تقع على عاتق جميع الأطرف أفريقيا ودوليا فى تقديم الدعم والمساندة، للسودان ولجنوب السودان، بما يهيئ الفرصة لتحقيق التعايش والتعاون بين دولتين تنعمان بالاستقرار والنمو.
وأعرب عن تطلعه إلى بداية عهد جديد من السعي نحو تحقيق السلام والاستقرار فى الصومال مع تولى الرئيس حسن شيخ محمود رئاسة الصومال فى هذه المرحلة الهامة من تاريخه إيذانا بنهاية الفترة الانتقالية، مؤكدا حرص مصر على تقديم كل الدعم والمساندة فى بناء مؤسسات الدولة وتأهيل القيادات فى مختلف المجالات بما يتيح للصومال بسط سيطرته على كامل ترابه الوطني وتحقيق آمال شعبه فى الأمن والاستقرار والتنمية.
وأكد تضامن مصر مع الأشقاء فى جمهورية الكونجو الديمقراطية ومع الجهود الحكيمة والحثيثة التى تبذلها الحكومة الكونجولية لتحقيق الاستقرار فى شرق الكونجو الديمقراطية، وتؤكد فى هذا السياق استعدادها التام لتقديم الدعم والمساندة اللازمين لتحقيق هذه الغاية وللحفاظ على وحدة الكونجو وسلامة أراضيها ودعم كافة الجهود الإقليمية للوصول إلى حل ناجز لهذه الأزمة.
وقال إن مصر اليوم تستعيد روحها الأفريقية ويسعى شعبها إلى تعزيز علاقاته بالشعوب الأفريقية الشقيقة التي يرتبط بها إنسانيا وتاريخيا وجغرافيا حتى أن الدستور المصري الجديد الذي صاغه الشعب بنفسه لأول مرة في تاريخ مصر قد أكد على الاعتزاز المصري بالانتماء للقارة الأفريقية فيما يشير وبكل وضوح إلى رسوخ العمق الأفريقي في القلوب و العقول المصرية.
وقال "لا يفوتني في كلمتي اليوم أن أعبر لكم عن اعتزازي الشديد بموقف قارتنا التاريخي وتضامنها مع الشعب الفلسطينى وسعيه لنيل حقوقه المشروعة ... إن تصويت الغالبية الساحقة لدول القارة لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29 نوفمبر 2012 والذى منح صفة الدولة المراقب غير العضو لفلسطين، يؤكد انحياز أفريقيا الدائم لمبادئ العدالة والقيم الإنسانية السامية ... وإنني على يقين من استمرار هذا الموقف الإفريقي المشرف المساند لنضال الشعب الفلسطينى حتى يتوج بإقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية".
واختتم الرئيس مرسي كلمته التي ألقاها نيابة عنها وزير الخارجية محمد كامل عمرو بإعرابه عن تطلعه خلال أعمال الاجتماع الحالي إلى بذل قصارى الجهود معا للخروج بقرارات ترقى لتوقعات الشعوب الأفريقية وتضمن مستقبلا أفضل للأجيال القادمة، معربا ثقته، بإذن الله، في قدرة القادة الافارقة على الاضطلاع بهذه المسئولية، بما نملك من إيمان حقيقي بوحدتنا ومصيرنا المشترك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.