يبعث رداء البطريرك دائما رسالة إنجيلية لأبنائه من خلال الرموز الروحية المتواجدة على الرداء، فالملابس الكهنوتية فى الكنيسة ليست مجرد ملابس يلبسها الكهنة والأساقفة ليتميزوا بها وإنما كل جزء فيها له معنى روحى ولاهوتى عميق. تتكون ملابس الأب البطريرك من التونية لونها أبيض، وهى ترمز للطهارة والنقاء الذى يجب أن يكون عليهما خادم الهيكل، وتشير التونية لحلة المجد النورانية المترشح لها، وهى عبارة عن جلباب طويل مطرز بالصلبان على الأكمام والصدر والظهر، ولابد أن تصل للقدمين وعريضة الأكتاف، وهى إشارة لمن يرتديها أن يكون رحب الصدر واسع البال، وديعا حليما. وعلى التونية يرتدى البطريرك الصدرة يلبسها بالعنق وحتى القدمين أيضا، إشارة إلى حمل خير السيد المسيح وعلى التونية يرتدى «المنطقة» وهى عبارة عن حزام من الخيوط الذهبية اللون، يلبسه ليشد به وسطه ليرمز إلى يقظته الدائمة على الرعية والاستعداد للخدمة، أما الحبل الذى يُشَد به فيشير لوسط المسيح، ويشير إلى منطقة السيد لخدمة العبيد. ثم يرتدى البابا «البرنس» وهو رداء واسع مُدَور مفتوح من الأمام بدون أكمام، يرمز إلى العناية الإلهية التى تحيط بالبطريرك وتستره من كل جهة، هذا الزى يرتديه البابا أثناء الخدمة فى المناسبات الرسمية، أما فى الأيام العادية أثناء الخدمة والصلاة فيرتدى قداسته الجلباب الأسود ويطلق عليه الفَرَّاجِيَّه، وهو الذى يرتديه العلماء، لأن الشريعة تخرج من فم الكاملين، كما يرتدى أيضا عمامة سوداء ترمز إلى قبة الكنيسة. تقول مارى زكى مديرة مشغل مارجرجس بمطرانية شبرا الخيمة، والتى قامت بعمل ملابس البابا تواضروس الثانى: تشرفنا بتجهيز ملابس البابا تواضروس وذلك بعد ما كلفنا الأنبا باخوميوس بذلك وهو مكون من صدرة عليها بعض الصلبان ولها أكمام وعليها البرنس والحرملة وقد راعينا فى ملابس البابا تواضروس الثانى الذوق الهادئ البسيط الممزوج باللمسات الفنية واستغرق عمله نحو أسبوعين متواصلين ليل نهار؛ وتبلغ تكلفته تقريبا 15 ألف جنيه لأن الأقمشة الخاصة به تأتى من الخارج. وأوضحت مارى أن ملابس البابا تواضروس احتوت على جزء إضافى بتوجيهات من الأنبا باخوميوس إذ طلب منهم عمل شكل سيف من القماش يسدل من الحياصة وهى عبارة عن حزام فى منتصف الجسم يشد به أذره، بحسب رمز الكتاب المقدس القائل «تقلد سيفك على فخذك أيها القوى بجلالك وجمالك استله واملك واحكم من اجل الدعة والحق».