كشف مصدر وثيق الصلة من الأنبا بيشوى ل«الصباح» ان الأنبا بنيامين اسقف المنوفية كان متابعا لاخبار لجنة الترشيحات لحظة بلحظة مع بيشوى وهو من ابلغه باستبعاد اللجنة له منذ اليوم الاول للاعتكاف، لكنه لم يعلم خبر استبعاده لأحد ،بينما انتظر المراقبون رد فعل الرجل»الحديدى» صاحب المواقف الخشنة داخل الكنيسة ازاء استبعاده، لكنه قال للمقربين منه جمله واحدة بروح منكسرة: «الفخ انسكر ونحن نجونا» ربما شعر الأنبا بيشوى بالغدر ممن اعتقد أنهم أبدا لن ينسوا المجد الذى عاشه فى حياة البابا المتنيح الأنبا شنوده الثالث، فكان الراحل حنونا عليه عطوفا فى تعامله معه رسمه أسقفا بعد رهبنته ب «أربعة أعوام» فقط. بيشوى اجتمع مع مؤيديه داخل قلايته الخاصة بالمقر البابوى عقب إعلان الاسماء الخمسة المرشحة للجلوس على الكرسى البابوى كما اجتمع قبلها بأيام مع 3 شخصيات هم وكيل البطريركية، واللواء وصفى، وجرجس صالح أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط السابق، لبحث ردود فعلهم فى الفترة القادمة من أجل وقف الانتخابات. 500 توقيع بالإكراه تقدم ضد الانبا بيشوى أكبر عدد من الطعون، أحدها يتضمن 51 ورقة قدمها الباحث والمفكر القبطى هانى لبيب، منها أيضا طعن الدكتور مينا بديع عبدالملك وهو من أراخنة الأسكندرية والذى ارتكز فيه على أن مطران دمياط قدم نفسه بتزكية أسر الراهبات بدير القديسة دميانة ببرارى دمياط، وأنه أرسل اليهم أحد القمامصة من مطرانية دمياط التى يترأسها، ضاغطا على الأسر أن يوقعوا على البيان الذى كان مكتوبا وجاهزا ليطالبوا بترشحه، ليس هذا فقط بل كان على كل أسرة منهم أن تجمع 500 توقيع ليحصد أكبر عدد يؤهله للدخول فى قائمة الترشيحات، فحصل على الترشح عنوة حيث لم يكن لتلك الأسر أن يعترضوا على الأمر وبناتهم راهبات تحت رئاسته، خوفا ألا تتعرض من لا تنفذ أسرتها أوامر بيشوى لأية مضايقات فى الدير. ضابط مسلم المفاجأة ان أحد الطعون المقدمة ضد بيشوى ان شقيقته متزوجة من ضابط مسلم يدعى سيد جامع وانجبت منه ولدين وبنت هما :محمد، ومحمود، ومريم . وقيل فى هذا الشأن إنه كيف يستطيع أن يثبت الإيمان المسيحى لدى الأقباط فى الوقت الذى تخلى فيه أحد أفراد أسرته عن هذا الإيمان، وحسب الإنجيل المقدس « أن يكون الأسقف بلا لوم». اللجنة كانت قد آثرت أن ترضى ضميرها فاستدعته ليقل ماعنده وحينما سئل عن هذا الأمر، قال لهم «وما ذنبى أنا»، وأضاف ان شقيقته مازالت على دينها وانها حين أرادت الانفصال عن زوجها لم تقم لدى ابنيها محمد ومحمود ولكنها أقامت لدى ابنتها مريم التى تميل الى المسيحية وكشف مصدر من داخل اللجنة انها استمعت اليه لمدة ساعة وربع الساعة، بعدها تمسك الأعضاء باستبعاده، لأن المسيحية تعتبر أن البطريركية نعمة تعطى ولا تؤخذ. محاكم تأديبية الأنبا بيشوى – 70 سنة - المرشح المستبعد الأشهر المثير للجدل والأكثر رفضا بين الأقباط والمسلمين، شخص الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ وبلقاس والبرارى، اسمه بالميلاد مكرم اسكندر نيقولا من مواليد محافظة المنصورة، درس بكلية الهندسة قسم ميكانيكا بجامعة الأسكندرية وحصل على البكالوريوس عام 1963 ثم عين معيدا بالجامعة وحصل على درجة الماجيستير فى عام 1968حتى سيم راهبا باسم توما السريانى عام 1969، ثم سيم أسقفا فى عام 1972. ترقى الى رتبة مطران عام1990، معروف بنشاطه وعدم الكلل وكان قريبا من البابا شنودة الثالث حيث عرف البابا منذ كان أسقفا للتعليم، وكان يذهب الى دمياط للوعظ فى كنائسها فى ضيافة خال الأنبا بيشوى ومن هنا ارتبط بيشوى بالبابا وتقرب اليه لسنوات عديدة حتى انه جمع بين مسئوليات عدة فى ذات الوقت مثل سكرتير المجمع المقدس، رئيس لجنة الحوار المسكونى، رئيس دير القديسة دميانة، مطران دمياط وكفر الشيخ... كما اختاره البابا نائبا له فى المجلس الإكليركى عام 1985،الى أن أصبح مسئولا عن المحاكمات التأديبية وقاضيا فيها مما جعله شخصية غير محبوبة فى الكنيسة ممن اعتبروه سببا فى شلح ومحاكمة العديد من القساوسة بسبب حدته فى التعامل مع المشكلات. «الإخوان المسيحيين» اشتهر بعدة ألقاب فى الكنيسة وفى الأوساط القبطية منها «الرجل الحديدى» و»الأسقف الجزار» ،ورفعت ضده العديد من الدعاوى القضائية، وعرف بمعاداته لأتباع الكنائس الأخرى ولم يتوانى فى إطلاق التصريحات النارية التى سببت أزمات، آخرها مطالبة الفتيات القبطيات بالحشمة والتشبه بالزى الإسلامى ما أثار حفيظة المسيحيات ودعاهن للتظاهر ضده، وقبلها قوله بأن المسلمين ضيوف على أرض مصر أثناء القاء محاضرة له ونقل هذا صحفيا وأثار أيضا استياء الجميع مسلمين وأقباط، يضاف الى هذا تصدره المشهد فى أزمة وفاء قسطنطين ومن بعدها كاميليا شحاتة. عندما سئل عن رأيه فى رغبة بعض الأقباط انشاء «جماعة الإخوان المسيحيين» على غرار «جماعة الإخوان المسلمين» وكان ذلك فى 2009 رد بأنه غير مسموح فى الكتاب المقدس بالخروج على الحاكم أو مقاومته، والإنجيل يقول: «من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله» وهذه الجماعة لا يمكن أن يكون لديها تنظيمات أو ميليشيات لذلك أعتقد أنها مجرد فكرة غير قابلة للتنفيذ، لأنها لو أصبح لها أهداف سياسية أو تعارضت مع نظام الحكم، ستكون ضد تعاليم الكتاب المقدس.