أتربة ومباني شاهقة، قمامة وقطط ومخلفات طبية، دموع وصراخات الأطفال تملأ الأرجاء لم تشفع لهم أمام أجهزة طبية متهالكة، ومستشفيات كانت صرحًا تحولت لمراكز صحة الأسرة ربما يحسد الكثيرون أبناء محافظة المنوفية على خروج كبار المسؤولين من هذه المحافظة، لكنها في أزمة المستشفيات التكاملية فهي تعاني معاناة كل المحافظات المصرية. ما بين المستشفيات الحكومية والخاصة يتجرع المواطن مرارة الحصول على الخدمة وبعد أن رفعوا شعار " الداخل مفقود والخارج مولود" من المستشفيات الحكومية، شاهدنا الواقع فى المحافظة يفرض شعار جديد لمستشفيات التكامل التى تحولت إلى مراكز لطب الأسرة وتحولت أخري إلى خرابات غير مسكونه. خدمة معدومة يقول عبد الحي أمين ، من أهالى القرية، أن مستشفى شطانوف التكاملى التى تكلفت أكثر من 7 مليون جنيه تحولت من مستشفى تكاملى كان سيخدم وحدة محلية تضم 7 قرى ، إلى مركز صحة أسرة لا تستطع أن تخدم حتى نفسها ، وتحولت إلى مبنى من الحجارة بلا أى قيمه ودون أى أجهزة بعد أن تم سحب كل الاجهزة التى توفرت اليها فى السابق.
مراكز خدمة الحوامل ويؤكد عيد أبوشحاتة ، فلاح إن الإهمال وعدم المطالبة بحقوقنا كانت من أهم أسباب تحول مستشفى شطانوف التكاملى إلى مراكز تخدم فقط الحوامل ويضيف أبوشحاتة أن هذه المستشفى تم انشائها منذ أكثر من سبع سنوات وكانت مجهزه بكل ما يلزم من هيكل للتشغيل، إلا أن هذا المشروع كان كالحلم وتبخر بمرور الوقت، ووجدنا الوزارة تسحب منها الأجهزة بحجة عدم توافر هيكل إدارى وطبى يقوم بتشغيلها.
رأي صاحب مقاهي محمود شعبان، وهو أحد مالكي المقاهي بقرية شما التابعة لمركز أشمون، يؤكد أن أهالى القرية يطالبون بتشغيل المستشفى لخدمة القرية التى يزيد تعدادها عن 35 ألف نسمة ، خاصة أن المستشفى قادرة على استيعاب كافة الأجهزة الطبية ، مشيرًا إلى أن تركها قد أدى الى تحولها الى خرابة ومبنى فقط دون أى استغلال. مستشفى التحويلات أما مستشفى أشمون العام ، والتى شهدت حالة من الغضب الشديد لدى المترددين عليها من المواطنين فالعديد منهم متضرر من الخدمة المقدمة وبخاصة فى أقسام الحالات الحرجة حتى أطلق البعض عليها مستشفى التحويلات ، وفى قسم العظام الذى انتشرت به العديد من الشكاوى التى تؤكد قيام القائمين على القسم بإجبار المرضى على دفع قيمة العلاج والاجهزة التعويضية من شرائح ومسامير وغيرها لإجراء العمليات الجراحية داخل المستشفى . وفيما يخص مستشفيات التكامل بالمحافظة والتى تعانى الإهمال منذ أكثر من 13عامًا ، فقد تحول ما يقرب من 48 مستشفى تكاملى الى وحدات لطب الأسرة ، بينما تحول البعض الاخر الى مرتع للعفاريت والأشباح فبعد ان كان الهدف من إنشائها تخفيف الضغط عن المستشفيات المركزية أصبحت غير قادرة علي استيعاب الأعداد المتزايدة من المرضي وتقديم الخدمة من الاساس, و على الرغم من إنتهاء تجهيز معظمها بالاجهزة الطبية إلا انه تم سحبها الى المستشفيات المركزية لتوقف تشغيلها. ويقول وليد الجنايني ، عامل وجدنا إنه من الواجب بعد أن ضاق بأهل القرية زرعا أن نقوم نحن بانفسنا وبجهودنا الذاتية وبالتعاون مع مدير المستشفى ، وبعض الأطباء بتنظيف المستشفى ومحاولة إعادتها الى العمل مرة أخرى و بشكل تدريجى من أجل خدمة أهل القرية والقرى المجاورة ولكن باءت كل المحاولات بالفشل. وطالب أهالى قرية شطانوف التابعة لمركز أشمون بالمنوفية، بإعادة تشغيل مستشفى شطانوف التكاملى مرة أخرى بعد توقف دام 20 عاما على الرغم من إتمام المبنى وإمدادة بالأجهزة التى تم نقلها الى المستشفيات الاخرى نظرا لعدم تشغيلها. أما الدكتور، إبراهيم طبيب أسنان بالمستشفى ، يقول منذ أن أتيت إلى القرية وأنا لا أجد ما يساعدني من إمكانيات وأجهزة طبية حتى أستطيع أن أخدم المواطنين، ولذا تقدمت بطلب إلى وزارة الصحة بضرورة توفير الأجهزة اللازمة من جهاز للحشو وجهاز للتنظيف، مشيرُا الى أهمية الإهتمام بدعم الأهالى لتوفير الأجهزة الطبية اللازمة للمستشفى من أجل تقديم خدمة مميزة للمواطنين. نقص أطباء وفى قرية منشأة سلطان التابعة لمركز منوف توجد مستشفى تكامل من المفترض أن تخدم 6 قري وأكثر من 10 عزب صغيرة، وهذا ما يعني حرمان أكثر من 200 ألف نسمة من حقهم المشروع في الخدمات الطبية، فالمبني الآن كامل الإنشاءات والتشطيبات ومزود بكافة الأجهزة الطبية الحديثة ولكن به نقص صارخ في الأطباء فلا يوجد بها التخصصات الضرورية.