تضم محافظة المنوفية 50 مستشفى تكامليا بمراكز الباجور، والسادات، وقويسنا، والشهداء، وتلا، وبركة السبع، وشبين الكوم، ومنوف، وسيتم طرح 49 مستشفى للبيع بعدما وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى طلبا لوزارة الصحة بطرح عدد من المستشفيات التكاملية على مستوى المحافظات للبيع لمستثمرين والتي يبلغ عددها على مستوى الجمهورية 522 مستشفى. ففى مركز الباجور بلغ عدد المستشفيات 6 وهي (سبك الضحاك، ميت عفيف، فيشا الصغرى، وكفر الخضرة، اسطنها، شبرازنجى)، وفى قويسنا مستشفيات (ميت بره، أبنهس، شبرا بخوم، ميت سراج، أم خنان)، وبمركز الشهداء (دنشواى، وعمروس). وفى مركز السادات مستشفيات ( الخطاطبة، كفر داوود)، وفى مركز أشمون (طهواى، شنشور، سبك الأحد، ساقية أبوشعرة، سمادون، طليا، شطانوف، جريس)، وبمركز منوف 7 مستشفيات (تتا، الحامول، جزي، طملاى، فيشا، كمشوش، الكبرى). وفى مركز تلا مستشفيات (كفر ربيع، قشطوخ، زاوية بمم، طبلوها)، وبمركز بركة السبع 5 مستشفيات (هورين، كفر نفرة، طوخ طنبشا، جنزور، شنتا الحجر)، وبمركز شبين الكوم 9 مستشفيات هي (زوير، شنوان، البتانون، شبرا باص، اصطبارى، الماى، مليج، بخاتى، شبرا خلفون). "البوابة نيوز" ترصد في هذا التقرير الإهمال الذى شهدته مستشفيات التكامل بالمحافظة بعدما أنفقت الدولة عليها ملايين الجنيهات وتحولت فى النهاية إلى وحدات لطب الأسرة والبعض الآخر تم هدمه رغم صلاحية المبانى واحتوائها على أجهزة طبية عديدة.. ولكن للمسؤولين حسابات أخرى يدفع ثمنها المواطن البسيط. ففى قرية دنشواى التابعة لمركز الشهداء والتى كانت تحوى أحد أكبر مستشفيات التكامل حيث قامت بافتتاحها السيدة سوزان مبارك حرم الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وكانت تحوى أكبر الأجهزة الطبية جرى عليها الهلاك بسبب الإهمال من المسؤولين وصدور قرار إزالة منذ عام بحجة أن المبنى آيل للسقوط وبالفعل تم تنفيذ قرار الإزالة وتحويل قطعة أرض صغيرة منها إلى وحدة صحية. فيما سادت حالة من الغضب بين الأهالى عقب انتشار أنباء عن موافقة المحافظة على إنشاء ملعب كرة قدم على أرض المستشفى والبالغ مساحتها 5000 متر مربع، لافتين إلى أن المستشفى صدر له قرار بالهدم منذ ما يقرب من عام على أن يتم بناء آخر كبير لكن فوجئ الجميع الأيام الماضية بتردد أنباء حول بناء ملعب لكرة القدم على أرض المستشفى. أحمد محفوظ أحد شباب القرية والذى أشار إلى أن منظومة الصحة متدهورة بالقرية والتى تعد أهم قرية بالمنوفية لأنها تحوى تاريخا عريقا، لافتا إلى الوحدة الصحية الموجودة بالقرية تغلق ابوابها فى الثامنة مساء ولا يوجد بها مبيت ولا تمريض أو اقامة طبيب، مشيرا الى أن الأهالي فوجئوا بظهور مجموعة من الأشخاص يطالبون ببناء ملعب لكرة القدم على الأرض فى الوقت الذى لا تحتاج القرية إلى ملعب لأنه يوجد ملعبان ولكن تحتاج إلى مستشفى يخدم المواطن، مشيرا إلى أنه تم إنشاء عيادة الأسنان بعد هدم المستشفى بالجهود الذاتية ويتردد عليها يوميا ما يقرب من 50 مواطنا. وطالب الأهالى الرئيس عبدالفتاح السيسى بالنظر إليهم وإنشاء مستشفى لخدمة أهالى القرية والقرى المجاورة، مشيرين الى انه منذ فترة شهدت القرية مصرع طفلين فى حادث قطار وتم تجميع أشلائهما ووضعها داخل أحد المساجد بالقرية بسبب عدم وجود مستشفى أو وحدة صحية مؤهلة لاستقبال الحوادث. وفى مركز الباجور أكد مصطفى السعيد موظف أن مشروع مستشفيات التكامل بالقرى كان من أهم وأنجح المشروعات الصحية التى تخدم قطاعا كبيرا من المواطنين البسطاء للمساهمة فى تخفيف الضغط على المستشفيات الحكومية التى أصبحت غير قادرة على استيعاب الاعداد المتزايدة من المرضي بالإضافة إلى تقديم خدمات طبة متميزة للأهالى، مطالبا بعدم هدم تلك المستشفيات والعمل على اصلاحها واعادة تشغيلها مرة ثانية لخدمة الفقراء. وعارضه ع. م طبيب بمركز شبين الكوم والذى طالب بهدم كل تلك المستشفيات وبناء حضانات ومراكز عناية مركزة خاصة بوزارة الصحة فى القرى وعدم الاقتصار على المدن، لافتا إلى ان مشروع مستشفيات التكامل أثبت فشله فلم يقدم أى خدمات للمرضى بالإضافة الى سوء حال الأجهزة الطبية الموجودة، مشيرا الى أن الإقليم يحتاج بالفعل الى حضانات اطفال للقضاء على جشع المستشفيات الخاصة بعد ان وصل سعر الليلة بالحضانة إلى 1000 جنيه. أما أهالى قرية جريس التابعة لمركز أشمون والذين أكدوا أن مستشفى التكامل الصحي الموجود بقريتهم تكلف قرابة ال10 ملايين جنيه وتم تجهيزه بأحدث الأجهزة لكنه ظل لفترات تسكنه الفئران، ولم يتم استغلاله بالشكل المناسب، لافتين الى وجود إهدار مال عام بتلك المبانى التى تم إنشاؤها "على الفاضى" بحسب تعبيرهم. أما فى قرية شطانوف بمركز أشمون ايضا فقد تم هدم وبناء المستشفى منذ 11 عاما بتكلفة 8 ملايين جنيه، وتزويده بالأجهزة التي تعدت تكلفتها 4 ملايين جنيه، والمفاجأة جاءت بعد انتهاء بناء المستشفى حيث تم وقف تشغيلها ونقل الأجهزة لمستشفى أشمون العام وتساءل الأهالى عن أسباب إهدار المال العام هل هو كتر فلوس؟! أهالى القرية والذين أكدوا أنهم بحاجة ماسة لمثل هذا المستشفى، خاصة أن القرية بعيدة عن مدينة أشمون، وعندما سألنا لماذا تم إغلاق المستشفى كان الجواب " كفاية عليكم الوحدة الصحية "، لافتين الى أن معظم الأمراض المنتشرة بالقرية أمراض الكبد لذلك الوحدة الصحية غير كافية لتقديم خدمات طبية للفقراء، مشيرين إلى ان الوحدة الصحية بالقرية تستقبل حالات مرضية لا تستطيع بإمكاناتها الضعيفة التعامل معها، ما يجبر الأهالى على الذهاب إلى مستشفى أشمون. أما فى قرية ساقية أبو شعرة تم بناء المستشفى لخدمة ما يقرب من 300 ألف مواطن من اهالى القرية والقرى والعزب المجاورة ولكن لم يتم تشغيلها الى الآن رغم اكتمال المبنى ووجود كافة الأجهزة الطبية بداخله مما تسبب فى زيادة معاناة الاهالى.. وعن قرار بيع المستشفيات للمستثمرين اكد الاهالى ان تلك المستشفيات لم يتم الاستفادة بها بالشكل المناسب ولا مانع من إعطائها للمستثمرين وتشغيلها والاستفادة منها وجعلها فى متناول المواطن البسيط. محمد الصافى أحد اهالى مركز اشمون والذى اشار إلى انه يجب محاكمة كل من شارك فى بناء تلك المستشفيات بتهمة إهدار المال العام، لأن تلك المستشفيات تكلفت مبالغ كبيرة بالإضافة إلى احتوائها على أجهزة حديثة وغرف عمليات ولم يتم الاستفادة منها. من جانبه اعتبر الدكتور عبدالحميد الشيخ عضو مجلس النواب عن دائرة الشهداء وتلا بالمنوفية قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى ببيع جميع مستشفيات التكامل بأنحاء الجمهورية للقطاع الخاص "متسرعا"، لافتا إلى أنه تم عقد جلسة بمجلس النواب مع وزير الصحة من قبل وتم رفض تلك الاقتراح وكنا نسعى الى تشغيل تلك المستشفيات باليات مختلفة، مشيرا الى تلك القرار لا يوجد به اى ضمانات لتقديم خدمات مجانية للمواطنين. وتابع عضو مجلس النواب أن مراكز طب الأسرة يجب تطويرها بحيث تقدم خدمة طبية جيدة للمواطنين، لافتا إلى أن وزير الصحة أكد من قبل أنه تم البدء فى منظومة التطوير والبداية كانت من الصعيد حيث تم التعاقد مع أطباء كبار ونأمل أن يتم تعميم التجربة بجميع أنحاء الجمهورية. من جانبها قالت الدكتورة هناء سرور وكيل وزارة الصحة بالمنوفية، إن جميع مستشفيات التكامل الموجودة بالمحافظة تعمل كوحدات لطب الأسرة. وأضافت سرور أن هناك 48 مستشفى تعمل كمراكز طب أسرة ومستشفيين غير مستغلين وتم نقل الأجهزة الخاصة بهما للمستشفيات العامة والمركزية. وأشارت وكيل وزارة الصحة أن قرار الرئيس بدراسة عرض مستشفيات التكامل على المجتمع المدني والقطاع الخاص لتحقيق الاستفادة منها لزيادة حجم الخدمات الطبية المقدمة سيساعد بشكل كبير على تطوير المنظومة العلاجية. وكان قد وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية ببيع جميع مستشفيات التكامل بأنحاء الجمهورية للقطاع الخاص.