أثار اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسميا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة من سوريا في عام 1967، حالة من الذعر والغضب من قبل العالم بأكمله، والذى زاد من حدة الغضب هو إشادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو بتلك الخطوة معتبرا إياها بالتاريخية، خاصة أن ترامب كان قد كشف خلال الأسبوع الماضي عن اعتزامه تغيير عقود من السياسة الأمريكية. وبمجرد صدور ذلك الاعتراف قوبل بالرفض من جميع أنحاء العالم سواء العربي او الأوروبي، مؤكدين تبعية الهضبة لسوريا وهذا الإجراء انتهاك للقرارات الدولية. وفى هذا التقرير يرصد "الصباح" الأهمية الاستراتيجية لهضبة الجولان: تقع هضبة الجولان المحتلة في زاوية جنوب غرب سوريا حيث تطل على نهر اليرموك من الجنوب وجبل الشيخ من الشمال. وتبلغ مساحتها نحو 65 كيلومتر طولا و25 كيلومتر عرضا، بمساحة إجمالية أكثر من 1800 كيلومتر مربع. وهي تبعد نحو 50 كيلومتر غرب العاصمة السورية دمشق. من الناحية التاريخية ورد اسم الجولان قبل الإسلام حين كان العرب يطلقون الاسم على جبل في بلاد الشام يسمى جبل الجولان وكان جزءاً من إمارة الغساسنة العرب الذين حكموا جنوبسوريا وعاشوا وتركوا اثاراً تنتشر في أنحاء واسعة أشهرها قصر الحير. من الناحية الاقتصادية تقول إسرائيل إن 21 % من منتجات الكرمة تأتي من هذه المنطقة، و40 % من لحوم البقر، والأهم أن نصف احتياجاتها من المياه المعدنية العذبة، وقيل إن أزمة المياه أواسط الستينات كانت أحد الأسباب الرئيسة للخلاف الإسرائيلي – السوري، الذي أدى إلى حرب حزيران (يونيو) 1967. حيث اتهمت دمشق آنذاك تل أبيب بتحويل منابع نهر الأردن لمصلحتها، كما تحتوي الجولان الكثير من الموارد الطبيعية، فهي أرض زراعية خصبة، يشتهر أهلها من العرب السوريين بزراعة التفاح، في حين تستثمرها إسرائيل في زراعة العنب لإنتاج أفخم أنواع النبيذ. بينما من الناحية العسكرية تتمتع الجولان بأهمية استراتيجية استثنائية بالنسبة لمن يسيطر عليها، إذ تسمح جغرافيته الفريدة وقممه المرتفعة بالإشراف على العاصمة دمشق شرقاً، وعلى سائر المدن وسط وغرب إسرائيل. كما تطل على مناطق في الأردن ولبنان، ومن يسيطر عسكرياً على الهضبة يمكنه أن يطال أي مكان حتى بأبسط الأسلحة التقليدية. وفيما يتعلق بالموقف القانوني الدولى لاتزال الأممالمتحدة تشير إلى هضبة الجولان باعتبارها "أرضاً سورية محتلة"، ولاتزال حدود عام 1923 هي الحدود الدولية المعترف بها من قبل المجتمع الدولي، غير أن كل من سوريا وإسرائيل تطالب بتغييرها، إذ تطالب سوريا بإعادة الحدود إلى حالتها في 4 حزيران (يونيو) 1967، معتبرة بعض الأراضي الواقعة بين الحدود الدولية ووادي نهر الأردن أراضٍ سورية، وكذلك تطالب بالجزء الشمالي الشرقي من بحيرة طبرية (مستندة إلى قراري مجلس الأمن الدولي رقمي 242 و338). أما إسرائيل فتطالب رسمياً بالاعتراف بضم الجولان، وإن كانت أعلنت في بعض المناسبات استعدادها للانسحاب من الهضبة في إطار اتفاقية سلام وترتيبات أمنية خاصة.