مياه النيل ملوثة بمصرف دنشواى والمحاصيل الزراعية يتم تدميرها بمجرد دخولك لقرية تلا بكفر الزيات ترى مشاهد مختلفة، تجد مشاهد ترعة تحولت إلى مقبرة للحيوانات النافقة والقمامة، ومنظر مأساوى لأراضٍ زراعية تروى محاصيلها بمياه المجارى. «الصباح « زارت بؤرًا بمحافظة الغربية، كشفت عن وضع مأساوى يتعايش فيه أهالى قرية أطلق عيها اسم «قرية السرطان»، ويرجع السبب فى تسميتها بهذا الاسم هو أن نسبة كبيرة من أهلها يحملون هذا المرض المميت، وأغلبهم من فئة الأطفال. مياه شرب ملوثة مخلوطة بالصرف الصحى، فضلًا عن المحاصيل الزراعية المروية بمياه الترع، وروائح كريهة منبعثة من الترع المتراصة على جانبيها المنازل والمدارس، حياة مروعة يعيشها أطفال قرية «مشلة» إحدى القرية البسيطة فى كفر الزيات. الطفل أحمد ياسر، طالب فى الصف السادس الابتدائى، والشهير بالطفل المعجزة فى القرية، أطلق عليه هذا الاسم بعد أن أصيب بسرطان الدم، وكان الحظ رفيقه، عندما شفى منه بعد معاناة مع المرض وبمساعدة الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى التقى به عام 2016، تم علاج الطفل تمامًا، وعاد للحياة الطبيعية. أكد أحمد أنه تلقى العلاج الكامل، وعاد للدراسة عقب انقطاع طويل بعد أن خضع فترة كبيرة للعلاج الكيميائى، أوضح أنه لا يستطيع شرب المياه العادية، نظرًا لحرص أسرته على بقائه بعيدًا عن مياه «الحنفية»، وأصبحت المياه المعدنية شيئًا أساسيًا فى حياة الطفل، رغم أنه عبء مادى على كاهل الأسرة، لكنه أمر ضرورى نظرًا لعدم نظافة المياه. التخلص من الصرف الصحى بالمنازل قالت سيدة عبداللطيف، من أهالى قرية مشلة بكفر الزيات، إن مشروع الصرف الصحى استغرق أكثر من 3 سنوات حتى الآن ولم يتم تنفيذه، رغم أن عددًا كبيرًا من أهالى القرية أصيبوا بالسرطان بسبب الصرف الصحى والمياه الملوثة. وأضافت سيدة أن بعض المصابين توفوا وآخرين ما زالوا يتلقون العلاج. وعن طريقة التخلص من المخلفات من داخل المنازل قالت: «نتخلص من مياه الصرف الصحى فى المنازل بواسطة سيارات تابعة للوحدة المحلية، تقوم بسحب الصرف من داخل خزانات تتواجد داخل البيوت». توقفت مشاريع الصرف الصحى أكد مصدر خاص فى الوحدة المحلية بكفرالزيات،أنه بعد حل مشكلة الطفل أحمد ياسر، وهو أحد أطفال القرية ممن أصيبوا بالسرطان، عام 2016، وعد المسئولون بحل أزمة المياه الملوثة والصرف الصحي، وبالفعل عام 2016 بدأ المسئولون فى القرية بحل أزمة الصرف الصحى من خلال مشروع، ولكن للأسف لم يتم استكماله. وأوضح المصدر، أنه تم توريد مبلغ مليون جنيه إلى خزينة المحافظة، حتى يتم نزع ملكية الأرض التى سوف يتم عمل عليها المحطة من الأهالى، ومساحتها 5 فدادين، مقابل تعويض الأهالى بمبالغ مالية، ولكن لم يتم نزع الملكية نظرًا لعدم دفع ثمنها للأهالى رغم توريدها إلى خزينة، لذلك لم يتم تنفيذ محطة معالجة المياه. وأكد المصدر: «أنه يتم نقل الصرف الصحى من داخل المنزل، بواسطة سيارات تابعة للوحدة المحلية، تقوم بشفط المياه ثم يتم التخلص منها داخل مصرف دنشواى»، وكشف أن المصرف يصب فى النيل، بجوار محطة تحلية المياه بكفر دنشواى». واستكمل، أن مشكلة مياه الشرب تم حلها بنسبة 80 فى المائة، مشيرًا إلى أن هناك 20فى المائة من الأهالى يشربون مياهًا غير نظيفة. وبالانتقال إلى منطقة مصرف دنشواى، التقطت عدسة «الصباح» بجانب المصرف سيارة تابعة للوحدة المحلية تلقى بمخلفاتها داخل المصرف، الذى يلتقى طرفه مع النيل، ليصب محتوياته ومخلفاته داخل النهر الذى لايروى أهالى كفر الزيات فقط بل مصر بأكملها. سر انتشار مرض السرطان حسن عبدالله، قال لمحررة «الصباح»،: «أكثر من مسافة عشرة كيلو بطول المصرف، سوف تشاهدين جميع الأراضى الزراعية تروى محاصيلها بواسطة مياه الصرف الصحى، الخضار والفاكهة جميعهم ملوثون». وتابع عبدالله: «يقوم المزارعون بأخذ المياه من المصارف بواسطة مكنة الرى، التى تصب المياه فى الأراضى الزراعية لرى المحاصيل، هذا الأمر بالنسبة لنا أصبح عاديًا، لكن هو فى الحقيقة خطير، وتسبب فى انتشار مرض السرطان فى القرية. واستطرد، وبعد رى المحاصيل بمسافة 10 كيلو، المياه المتبقية تصب فى النيل وبجوار المصب توجد محطة شرب كفر الزيات ومحطة بنى سنوفر التى تأخذ المياه من النيل، وهى ما يشرب منها الأهالى فى كفر الزيات.