الحملة الاعلانية التي سبقت طرح فيلم المصلحة جهزت الجمهور انه ينتظر عملا استثنائيا يجمع بين اثنين من اقوى نجوم الشباك هما النجمان أحمد عز وأحمد السقا إلا أن الشكل النهائي للعمل ليس على مستوى ابطالة او حتى النجوم الثانويين في الفيلم ولا على قدر مخرجة بحجم ساندرا نشات. تدور أحداث فيلم المصلحة حول النقيب حمزة في قوة مكافحة المخدرات يطارد سالم تاجر المخدرات ويقوم سليمان اخو سالم بقتل يحي شقيق حمزة اثناء احدى المطاردات فيقرر حمزة الانتقام من سالم الذي قام باخفاء ومحاولة القبض عليه متلبسا وتدور الاحداث حتى يتمكن حمزة من القبض على سالم واخيه سليمان ويفاجئ حمزة الجميع في نهاية الفيلم بقيامه بقتل سليمان انتقاما لاخيه ويترك سلاحه في اشارة لاستقالته من الخدمة. إجمالا فيلم المصلحة يذكرنا بافلام المخدرات في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي مع فارق تطور امكانيات التسليح لدى الشرطة ، وحتى لو كان امستوحى من أحداث حقيقية فكان على كاتب العمل أن يضيف تفاصيل درامية تخرج الفيلم من التيمة الكلاسيكية لافلام المخدرات. وهو مالم يحدث في معظم الاحداث حتى تفاصيل الشخصيات فيما عدا شخصية سالم تاجر المخدرات الذي اراد كاتب الفيلم ان يضيف له بعض التفاصيل مثل حبه لاخيه اكثر من حبيبته القديمة اوتربيته لاسد في بيته الا انها تفاصيل عديمة القيمة فهي لم تحرك اي من احداث الفيلم. احداث الفيلم كان الانسب لها ان تكون لمسلسل درامي حيث شابها المد والتطويل وايقاع غير متزن لا يتناسب مع عمل سينمائي حيث جاءت جميع المشاهد التي تخص اسرة الضابط حمزة التي تخص خلافه مع زوجته وعزومات والدته واخيه هذه المشاهد التي عادة ما تاتي في افلام الحركة لتكون بمثابة استراحة لتخفيف توتر الاحداث الا انها جاءت مملة وغير موظفة في الدراما كما ان الفصل الخاص باسرة النقيب حمزة تشعر انه مقحم على الاحداث فلو تم حذفه من الفيلم لا تشعر باي تاثير على مجريات العمل خصوصا ان شخصيات هذه الاسرة جاءت ضعيفة وهامشية وغير فاعلة في الاحداث ،كذلك المط والتطويل في المشاهد التي جمعت بين شادية وسليمان "زينة ومحمد فراج". وكان من الواضح ان ساندرا نشأت لم تفلح بشكل كبير في ادارة ابطال فيلمها ولا نعرف كيف يمكن لمخرجة بخبرة ساندرا ان يتاح لها التعامل مع كل هذه الباقة من الفنانين الموهوبين مثل احمد السعدني وحنان ترك وكندا علوش وزينة ولا تستفد من مواهبهم فالمصلحة نموذج لأفلام البطولة الذكورية التي يجمع الكاتب كل امكانياته ومجهوده في رسم الشخصيات الرجال في الفيلم تجتمع فيها كل التفاصيل والدوافع الدرامية لدفع الاحداث بينما تبقى الشخصيات الانثوية بالفيلم ضعيفة وهامشية مثل قطع الديكور وجدت لتكون حلي لتجميل الاحداث وهو حال معظم الشخصيات الانثوية بالفيلم جاءت ضعيفة وغير فاعلة بالاحداث مثل شخصيات حنان ترك الزوجة التي تعاني من تجاهل زوجها فهو دور ضعيف وسطحي ولم يكن يحتاج الى مشاركة فنانة بقدر حنان ترك كان يكفي ، هذا ايضا هو حال شخصية كندا علوش الذي يعتبر هذا الدور إساءة في حق فنانة بقدر موهبتها فكان من الممكن ان تلعب الدور أي ممثلة مغمورة احترفت دور المرأة اللعوب. وحتى بطلي الفيلم أحمد السقا فهو قدم أداء باهتا لا يختلف كثيرا عن أي من افلامه السابقة مثل حرب ايطاليا فيما يتعلق بالانفعالات او حتى مشاهد الحزن على اخيه ربما لا يتلف عن اداء احمد عز في فيلم بدل فائد او مسجون ترانزيت ، كذلك شخصية سالم التي جسدها أحمد عز جاء بها الكثير من الخلل سواء في اتقان اللهجة البدوية اما المخضرم صلاح عبد الله فعلى الارجح انه يعاني من ثبات الاداء فجميع ادواره في السنوات الاخيرة متشابه طبق الاصل ولم يشهد اي تغيير وربما اذا وضعنا هذه الشخصية بجانب شخصيات التي لعبها في افلام مسجون ترانزيت او كلاشنكوف او مسلسل الدالي لا نجد اي اختلاف ولو طفيف اما الدرس الذي من الممكن ان نستخلصه من فيلم المصلحة هو الاداء الراقي الذي قدمه الصاعد محمد فراج والذي أكد بالبرهان هو ان فن التمثيل ليس به نجاحات مكتسبة وعلى كل فنان مهما علت نجوميته ان يهتم ويدرس شخصيته ، وهو الدرس الذي قدمه محمد فراج فهو على الاقل ابرع من اجاد اللهجة البدوية بين ابطال الفيلم بخلاف تقديمه لباقة من الانفعالات والمشاعر في المشاهد التي جمعته بسالم او شادية التي جسدت دورها زينة. قدرات ساندرا الاخراجية ظهرت في عدة مشاهد هامة ربما ابرعها كان مشهد افتراس الاسد لمحمود البزاوي اما تكنينك التصوير فهو لا يتغير في سينما ساندرا نشات فهي دائما ما تعتمد على التكنيك الامريكي في تصوير الاكشن من استخدام الفلاشات الضوئية في المونتاج والقطع السريع وهو ما يسبب ازعاج شديد للعين اثناء المشاهدة كما جاءت بعض مشاهد الاكشن ضعيفة وتقليدية مثل كذلك مشهد تهريب سليمان "محمد فراج" من سيارة الترحيلات فهو يذكرنا بافلام المخدرات في الثمانينيات ، مثل مشهد التشريفة في جنازة يحي وهي جنازة مبالغ فيها لا تقام الا لوزير او احدى قيادات الشرطة ، وكذلك مشهد المطاردة في نهاية الفيلم أما المشهد الذي ظهر فيه خالد صالح اضفى لمسة كوميدية للعمل وان كان ليس له دور في الاحداث ، ولعل يعتبر من افضل مشاهد الفيلم هو مشهد موت سيمان وهو المشهد الوحيد الذي تضمن اداء مميز لاحمد عز. من المعروف ان فيلم المصلحة كتب وتم تصوير معظم أحداثه قبل اندلاع ثورة يناير ولكن ما هو المبرر الدرامي للاشارة الى ان احداث الفيلم وقعت في عام 2010 حتى لو كانت احداث الفيلم حقيقية الا اذا كان المبرر هو محاوة لغسل سمعة الشرطة قبل الثورة وهو ما تشعر به فعلا طوال احداث فيلم المصلحة ان هناك بحث ممنهج عن مبررات لتجاوزات الشرطة في جميع الاحداث وتقديم صورة تجميلية لاداء الشرطة قبل الثورة وكأن المواطن العادي لا يعرف طبيعة اداء رجل الشرطة ، وعلى الارجح ان هناك مثل هذه الاعمال الموجهة تاتي بنتيجة عكسية فالنهاية المفتعلة في نهاية الفيلم تجعلك تتعاطف مع سالم تاجر المخدرات وسليمان الذي قتل الظابط يحي بالخطأ بينما يقتله حمزة بالعمد