كارثة بيئية تحت سمع وبصر المسئولين بالمنوفية، تحدث يوميًا دون أن يتحرك ساكن لهم، وتتلخص فى نفوق المئات من أطنان السمك جراء تخاذل المسئولين عن إيجاد حل لمصرف الرهاوى، الذى يصرف مياهه بالبحر الفرعونى الواقع على فرع رشيد، ومساحته 2500 فدان، وهو من أغنى المسطحات المائية بالثروة السمكية فى مصر. كل هذه المميزات كانت قبل حدوث الكارثة التى استيقظ عليها الصيادون بالمنوفية، وهى نفوق كميات هائلة من السمك. «الصباح» انتقلت لمعاينة الكارثة البيئية، حيث التقينا بشيخ الصيادين عبدالقوى عبدالنبى، الذى أكد، أن «معدل الإنتاج للسمك سنويًا كان يبلغ 5 ملايين طن وكان المصدر الرئيسى لأكثر من 10 آلاف أسرة تعمل بالصيد، وأن هذه الأسر لا يوجد باب رزق لها سوى هذه المهنة، التى انتهت تقريبًا بسبب مخالفات الصرف الصحى التى تأتى إلينا من مصرف الرهاوى بالجيزة، والذى ساهم فى تشريد الصيادين». وأضاف عبدالنبى «ما زاد الطين بلة» هو قيام الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى بالمنوفية بإلقاء مخلفاتها هى الأخرى فى البحر الفرعونى، علاوة على المخلفات الصناعية على طول أكثر من 70 كم، بجانب مصرف كفر الخضرة الذى يبعد مسافة أقل من 100 متر عن البحر، فيؤثر بشكل كبير على السمك، كذلك الصرف القادم من محطة منوف، الذى ساهم فى زيادة نسب التلوث بكبريتات الألمنيوم التى تنتج من عملية الترويب فى محطة الشرب بمنوف، ناهيك عن التعديات الصارخة على البحر الفرعونى. واستطرد عبد النبى «يوجد تعدٍ صارخ بالردم بالفتحة التى كانت تصل البحر بالرياح المنوفى عن طريق ترعة أم عبدالله، مما أثر بالسلب على مستقبل الثروة السمكية، التى كانت تحتوى على أفضل أنواع الذريعة الطبيعية». أحد الصيادين الموجودين بذات المنطقة، ويدعى كامل عطية، يؤكد أنهم باتوا يشترون السمك من خارج القرية، ويضيف «حينما توجهنا للمحافظ أمر بصرف 71 جنيهًا لكل فرد لمدة شهرين، ثم زاد المبلغ إلى 200 جنيه». وتابع عطية: «إضافة إلى مياه الصرف التى تأتى من المحافظات المجاورة، يوجد ما يقرب من 200 عربة ترمى مياه الصرف بالبحر يوميًا، وهى مياه صرف المنازل التى لم تشترك بشبكة مياه الصرف الصحى». واستغاث جميع من بالقرية برئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، مطالبينه بالنظر إلى قضيتهم ومحاكمة كل من سولت له نفسه فى قتل الثروة السمكية، بداية من المهندسين المشرفين على مصرف الرهاوى بالجيزة، حتى المسئولين عن الرى بمحافظة المنوفية، والمسئولين أيضًا من شركة المياه والصرف الصحى.