إهدار وتدمير كبير للثروة السمكية بمحافظة المنوفية وخسارة فادحة لآلاف الصيادين لضياع مصدر رزقهم الوحيد وتهديدهم بالتشرد والإصابة بالأمراض القاتلة بسبب تلوث المسطحات المائية بالمحافظة، خاصة فى البحر الفرعونى الذى يمر بقرى مركز منوف والتلوث الشديد لفرع رشيد الذى يمر بمراكز الشهداء وتلا ومنوف وأشمون، يقول د. دياب محمد الصعيدى أستاذ تغذية الأسماك والاستزراع السمكى بكلية الزراعة بشبين الكوم: البحر الفرعونى يكتسب أهميته من كونه أحد المصايد السمكية الطبيعية الرئيسية بالمحافظة ويمتد بطول 30.2كم وعرض المجرى المائى يتراوح من 100 إلى 200 متر ومساحته الحالية حوالى 2500 فدان بعد أن تناقص حوالى 800 فدان تقريبا نتيجة تعديات الأهالى من ناحية والمحليات من جهة أخري. إجمالى الصيادين المرخصين وعائلاتهم ومعاونيهم يقدر بحوالى 7000 صياد ومعاون صيد، وأشار د. دياب أن البحر الفرعونى يتعرض للعديد من المخالفات والتعديات الصارخة ومن مصادر متعددة «الصرف الصحي» و»الصرف الصناعي» و»الصرف الزراعي» إضافة إلى مقلب القمامة الضخم فى قلب البحر الفرعوني، وكشف د. دياب أن نتيجة هذا التلوث الشديد انقرضت بعض أنواع الأسماك مثل البياض والحمشان والراية واللبيس والمبروك. وطالب د. الصعيدى بحلول عاجلة لتقليل حدة التلوث لمياه البحر الفرعونى ومنع أسبابه وإزالة جميع التعديات عليه بإزالة الردم وتوسيع فتحات الكبارى وعمل تطهير دورى لتعميق قاع البحر. وأضاف أن التكاليف الاستثمارية لهذا المشروع حوالى 7 ملايين جنيه. أما المشكلة الخطيرة الأخرى هى تلوث مياه النيل بفرع رشيد والذى يمر بقرى مراكز الشهداء وتلا ومنوف وأشمون بل يمتد لمحافظات الغربية والبحيرة وكفر الشيخ بسبب مصرف الرهاوى الذى يسميه الصيادون «المصرف القاتل» حيث يبدأ هذا المصرف فى إلقاء أكثر من 20 مليون م3 من مياه الصرف الصحى والصناعى ونفايات المستشفيات بفرع رشيد عند قرية نكلا مركز إمبابة بمحافظة الجيزة، وكشف الصيادون المتضررون من تدمير الثروة السمكية وهى مصدر رزقهم الوحيد أن هذه المشكلة موجودة منذ عام 2000 تقريبا وتسببت فى نفوق الأسماك وقتل وموت آلاف الأطنان من الزريعة، إضافة لإصابتهم وذويهم بالأمراض القاتلة مثل الفشل الكلوى وأمراض الكبد، وأشاروا إلى أن محافظة المنوفية هى أكثر ضررا حيث تتلقى هذه الملوثات وترتفع نسبة التلوث بالمياه بنسبة كبيرة وأكدوا أن التحاليل أثبتت أن الأسماك بها نسبة أمونيا مرتفعة جدا.