منذ سمع المصريون اسم «ثورة الغلابة»، يسألون عن قصة هذا الاسم، ومن الذى يقف وراءه، والأهداف التى يسعى إلى تحقيقها، وبتتبع «الصباح» لمصدر دعوات التظاهر تلك، تبين أن السادس من سبتمبر الماضى كان اليوم الأول الذى شهد نشر أول صورة دعوة للنزول. وحملت هذه الصورة شعارى: «عايز حقى»، و«الميدان يجمعنا»، وتبنى انطلاق الدعوة إحدى الصفحات، والتى أطلقت على نفسها «حركة غلابة»، وبدأت بعد ساعات من نشر الصورة فى حشد الجماهير للتظاهر ضد الغلاء بمسمى «ثورة الغلابة»، معتمدين فى تلك الدعوات الأزمة الاقتصادية الأخيرة، وما تشهده من ارتفاع سعر الدولار، وتراجع السياحة، وعدم توافر عدد من السلع الغذائية فى الأسواق. وفى اليوم التالى نشرت نفس الصفحة صورة لعملة أجنبية مكتوب عليها #11_11 ثورة الغلابة، تبعتها دعوة من الصفحة للكتابة على العملات المالية الورقية، من فئة العشرة والخمسة جنيهات، لتكون وسيلة أسهل لتناقل الدعوى، مع عدم وجود تكلفة مادية، وهو ما يجعلها وسيلة جيدة للدعوة،، مطالبين المشاركين فى هذه الحملة، والنزول لميدان «التحرير» فى اليوم المتفق عليه للمطالبة برحيل الرئيس والحكومة. واتخذت صفحة «حركة غلابة» طريق البيانات المصورة، وكانت البداية بما دعا إليه «ياسر العمدة»، المتحدث الرسمى باسم الحركة، ومنسقها المقيم فى تركيا ويعمل بقناة «الشرق»، بضرورة التواصل مع المصريين بالخارج ودعوتهم للتضامن هذا اليوم، موجهًا إياهم للقيام بالتواصل مع وكالات الأنباء العالمية والمنظمات الحقوقية الدولية، واستغلالهم للوقوف معهم فى دعوتهم والترويج لها، عن طريق إرسال معلومات إليها لنشرها وتهييج الرأى العام العالمى، واصفًا تلك الاتصالات ب «حائط الصد للوقوف ضد أى اعتداء محتمل من الشرطة». أيام قليلة حتى تلقفت الدعوة العديد من الصفحات ذات الميول الإخوانية مثل صفحة «حركة قادمون»، والتى أعلنت فى بيان تأسيس حملة مصاحبة لحملة «حركة الغلابة» أسمتها حملة «اتحمل يا مصرى»، مستهدفين منها دفع المواطنين للنزول فى تظاهرات 11 نوفمبر، وهو ما فسره المنسق العام للحركة بقوله: «الحملة مشابهة إلى حد كبير فى تنظيمها بحملة (تمرد).. وتمكنت من جمع 3 آلاف توكيل». كما استجاب لتلك الدعوة عدد من الصفحات الأخرى المنتمية لجماعة الإخوان ومنها: «رصد، كلمتى، طلاب ضد الانقلاب، نبض الإخوان، رابطة الإخوان بالعالم»، وغيرها من الصفحات المعروفة بانتمائها للجماعة، إلى جانب صفحات أخرى تستغل شهرة مواقع إعلامية عالمية وتدشن صفحات باسمها مثل «سى إن إن، إيجى بوست». وإلى جانب صفحات «حرافيش ضد التهميش، حزب التحرير والبناء الثورى، اتحاد ثوار يناير، صفحة مناضل حر، أنا طابور خامس»، تم تدشين عدد كبير من المجموعات «الجروبات» على موقع «فيس بوك» تحت عناوين تشترك جميعها فى الدعوة إلى النزول فى 11 نوفمبر. الجدير بالذكر أن هذه ليست هى المرة الأولى التى تحاول فيها بعض الصفحات إطلاق دعوات للحشد والنزول للتظاهر، مستغلين الأزمة الاقتصادية، فقد سبقتها وفى تاريخ مشابه أيضًا حركة «ضنك»، المعروفة بانتمائها لجماعة الإخوان، ففى عام 2014 قامت الحركة بنشر دعوات التظاهر، ضد عدد من الأزمات، لكنها باءت بالفشل فى حينها، ولم تكف صفحات الجماعة فى ذلك الوقت عن الوقوف إلى جانب الحركة، ومطالبها بالتظاهر عن طريق نشر الصور ودعوات النزول.