لا توجد أزمة فى ألبان الأطفال المدعمة ونحن فى مرحلة انتقالية تنفيذ قرار وزير الصحة الدكتور أحمد عماد، بإلغاء توزيع ألبان الأطفال المدعمة فى منافذ الشركة المصرية لتجارة الأدوية، بنقل التوزيع إلى المجلس القومى للأمومة والطفولة التابع لوزارة الصحة، إلى غضب آلاف الأمهات، اللاتى خرجن إلى شارع الكورنيش، أمام مستشفى معهد ناصر، حيث حاولن قطع الطريق، اعتراضًا على البلبلة التى أدت إلى «تجويع أطفالهن الرضع»، فضلًا عن قطع عدد من الأمهات للطريق الرئيسى بمدينة طنطا، فى نفس التوقيت. وفى ظل هذه الأزمة كان ل«الصباح» حوار مع الدكتور شريف السبكى العضو المنتدب للشركة المصرية لتجارة الأدوية، المسئولة بشكل أساسى عن استيراد الألبان المدعمة من الخارج، كما كانت مسئولة، قبل نهاية الأسبوع الماضى، عن توزيعها من خلال منافذها. السبكى، فى حواره، أوضح أن سحب ملف الألبان من الشركة وتوزيعه عبر منافذ وزارة الصحة ليس بسبب فساد الشركة، كما ردد وزير الصحة، موضحًا أن هناك شركات خاصة تريد الاستحواذ على الأدوية والألبان، وأنه لا أزمة فى الألبان، ولكنها مرحلة انتقالية. ماذا عن أزمة توفير ألبان الأطفال؟ - لا توجد أزمة فى ألبان الأطفال ولكن هذه مرحلة انتقال، حيث إن الألبان نوعان هناك دعم جزئى ودعم كلى، والدعم الكلى سيتم توفيره عن طريق منافذ وزارة الصحة، وهو اللبن ذو العبوة الحمراء بسعر 3 جنيهات، وهذه خطوة سليمة وصحيحة بنسبة 100فى المائة أقدم عليها وزير الصحة أحمد عماد، حيث إن وزارة الصحة ستكون المسئولة عن الضوابط، وهى المسئولة عن الصرف والتوزيع، ولكن لدينا رصيدًا من المناقصة السابقة، وستقوم الوزارة أيضًا بتوزيع الدعم الجزئى والكلى، ولكن حتى الأسبوع الماضى كنا نقوم بتوزيع الدعم الجزئى، ولكن عدد المواطنين زاد بشكل كبير بسبب زيادة أسعار الألبان الحرة فى الصيدليات الخارجية. كيف فسرت الزحام الشديد على منافذ الشركة الأسبوع الماضى؟ - هناك شريحة من المجتمع تركت الألبان التى كانوا يشترونها بالسعر الحر بسبب التضخم وزيادة الأسعار، واتجهت إلى الألبان المدعمة التى كانت توفرها الشركة، وهذا ما تسبب فى وجود نقص كبير فى الألبان. قديمًا كان يتم استيراد الألبان المدعمة من الخارج، وتقوم الشركة المصرية بتوزيعها.. ولكن تم تعديل المناقصة من قبل وزير الصحة الحالى.. ما تعليقك ؟ - هناك شركات منافسة تريد أن تستحوذ على توزيع الأدوية والألبان، وهى شركات خاصة، ومن وجهة نظرى فإن دخول الشركات الخاصة فى توريد أو استيراد أو توزيع الأدوية المدعمة خطأ، لأن الشركة المصرية لتجارة الأدوية التابعة للقطاع العام تختلف عنهم، فرغم أن للشركة مديونية عند وزارة الصحة إلا أنها تتوقف عن توريد وارداتها إلى الوزارة، ولو أن شركة خاصة فى موقفنا لأوقفت التوريد وإذا حدث هذا فإن الضحية هو المواطن، كما أن أى أرباح ستأتى للشركة فسوف تؤول إلى وزارة المالية، بخلاف الشركات الخاصة. هل اعترضت على قرار الوزير بسحب الألبان من الشركة وتوزيعها عبر مراكز «الأمومة والطفولة»؟ - بل أوافق بنسبة 100فى المائة على القرار، وأؤيده، لأنه سيزيد الرقابة وسيصل الدعم إلى مستحقيه. وهل الدعم لا يصل لمستحقيه من خلال منافذ الشركة المصرية؟ - لا، ولكن ما يحدث أن منفذًا تابعًا للشركة يقوم بالتوزيع، ولا أعلم من يستحق أو من لا يستحق. لكن وزير الصحة قال إن سحب توزيع الألبان من الشركة المصرية سببه الفساد.. ما تعليقك؟ - منذ سنة ماضية تم تحديد الكميات التى تخرج من الألبان إلى منافذ الصيدليات، ب12 عبوة لكل صيدلية، ولا أظن أن الصيدلى سيأخذهم ويبيعهم فى السوق السوداء، وجائز أن هذا كان يحدث قديمًا، ولكننى لا أعلم. هل هناك سوق سوداء للألبان المدعمة؟ - ممكن، ولكن خارج سور الشركة، لأن دورى هو إعطاء كل أم عبوتين من الألبان، فكونها أخذت عبوة وباعت عبوة أخرى فى السوق السوداء، فأنا غير مسئول، خاصة أن اللبن ذو العبوة الحمراء هو من كان يتم توزيعه من خلال شباك الشركة فقط، أما باقى الكميات من الألبان فيتم توزيعها من خلال منافذ وزارة الصحة، البالغ عددها 1000 منفذ تقريبًا، فليس المنفذ الوحيد هو من سيحدث فسادًا. سمعنا أن فكرة بيع الألبان من خلال الكروت الذكية التى تنفذها وزارة الصحة حاليًا كانت اقتراحًا من الشركة المصرية؟ - نحن نقوم حاليًا بميكنة الصيدليات من أجل الرقابة على المخزون، وسواء كان ذلك من أجل الألبان أو الأدوية فلاتوجد مشكلة، ولكن المشكلة فى صرف الألبان ووضع ضوابط، وهذه الضوابط تقوم بوضعها وزارة الصحة، وهى الأجدر والأكفأ فى الصرف. ماذا عن تعاقد الشركة على ألبان صناعية جديدة من أمريكا؟ - جارٍ عمل الإجراءات اللازمة لتوفير الألبان «ايجى ميلك» وأنواع أخرى قريبًا، بسعر يقترب من 33 جنيهًا، وحتى الآن لم يتم تحديد السعر بشكل دقيق، وسيتم توفيرها، وسيحل أزمة الألبان، ولكن هناك إجراءات كثيرة نقوم بها فى وزارة الصحة حتى يتم تسجيل الألبان، وأتوقع توفير الألبان خلال 5 أشهر. ماذا عن أزمة المحاليل وكيف تعاملت مع الأزمة؟ - تعاقدنا على الحصول على إنتاج شركة النصر وهى تابعة للشركة القابضة للأدوية، مع وضع ضوابط، حيث لا تأخذ أية صيدلية أكثر من 40 وحدة من المحاليل، حتى لا تأخذ أى جهة كميات كبيرة من المحاليل وتقوم ببيعه فى السوق السوداء، وأتوقع حل الأزمة خلال شهر. ترددت أنباء عن خصخصة الشركات التابعة للقطاع العام.. ما تعليقك؟ - شركات الأدوية التابعة للقطاع العام هى التى تتحمل بالعبء الأكبر فى الأزمات، ومن الممكن أن نقوم بتطويرها أو دمج تلك الشركات، ولكن لا أتوقع خصخصتها. هل أثرت أزمة الدولار على نشاط الشركة المصرية، فى الاستيراد من الخارج؟ - نحتاح سنويًا إلى 400 مليون دولار حتى نقوم باستيراد الأدوية من الخارج، وبالفعل نتأثر بأزمة الدولار مثل أية شركة، فحتى إذا حدثت أزمة أو أن هناك صفقات ببعض الأدوية تحولت من مكسب إلى خسارة، فإن الشركة تستمر فى تقديم الخدمة ولنا أولوية فى الدولار من البنوك المصرية والبنك المركزى، لكن هامش الربح أصبح قليلًا جدًا، وهناك أدوية كثيرة تحقق خسارة. هل هناك أدوية معينة توقفت الشركة عن استيرادها؟ - أدوية الكبد، كان يتم استيرادها من الخارج، وعندما تم الاعتماد على التصنيع المحلى للأدوية توقفت الشركة عن استيرادها، وهذا لا يؤثر علينا لأن دور الشركة فى الأساس خدمى وليس تجاريًا. هل هناك مديونيات للشركة لدى الغير وبالأخص عند وزارة الصحة؟ - هناك مديونيات لدى الشركة على وزارة الصحة تصل لمليار جنيه، وهذه المديونيات عبارة عن توريدات أدوية وألبان صناعية، ووزارة الصحة تقوم بجدولة هذه المديونيات، وكنا نتعشم أن يكون السداد أسرع، لكنها تتأخر فى السداد.