الرقابة اعترضت على صناعة إرهابى يكسب تعاطف الجمهور.. وإظهار الداخلية «مشلولة» وعاجزة عن القبض عليه أشعل الأزمة تم تعديل السيناريو ثلاث مرات.. ومحمد سامى تعامل مع الرقابة بشكل غير لائق عاد الممثل الشاب محمد رمضان لإثارة الجدل من جديد حول أحدث أفلامه «جواب اعتقال» المقرر عرضه فى موسم عيد الأضحى السينمائى القادم؛ وذلك بعدما دخل بفيلمه الجديد فى أزمة مع جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، بسبب عدم حصوله على التصاريح الخاصة بالتصوير إضافة إلى اعتراض الرقابة على عدد من المشاهد فى سيناريو العمل وطلبت حذفها بعد عرض السيناريو عليها.. لكن لم تكن التصاريح هى الأزمة الحقيقية أو الوحيدة بالنسبة للرقابة لأنها تتعامل مع سيناريو ولا يهمها ما تم تصويره وإذا تم تصوير ما يخالف السيناريو فلن تصرح وقتها بعرض الفيلم إلا بعد اجراء التعديلات المطلوبة عليه؛ إنما وجود عدد كبير من المشاهد التى لا يجوز التصريح بها رقابيًا لإخلالها ببنود من لائحة التصريح للأفلام كانت المشكلة الأكبر التى يعانى منها الممثل الشاب الذى يجسد فى أحداث الفيلم شخصية «خالد الدجوى» قائد الجناح العسكرى فى إحدى الخلايا الإرهابية والذى يتحكم فى كتائب من الإرهابيين ويعرض من خلالها تركيبة شخصية الإرهابى وأسلوبه فى الحياة وطريقة تفكيره الإجرامية من خلال انتمائه لإحدى الجماعات المتطرفة، ومع ذلك يسعى للانتقام لشقيقه الأصغر الذى تسببت الجماعة فى مقتله فى إحدى العمليات الإرهابية؛ وكان هذا المشهد من ضمن المشاهد التى اعترضت عليها الرقابة حيث يظهر السيناريو مقتل شقيق «الدجوى» الأصغر مذبوحًا حيث يتم قطع رأسه على يد الجماعة ثم تقوم بإرسال رأسه إلى شقيقه؛ وتم تعديل المشهد بعدم إظهار الشاب وهو يذبح وكذلك عدم إرسال رأسه إلى شقيقه الأكبر.. وتنفرد «الصباح» بكشف أسباب الأزمة الحقيقية بين رمضان والرقابة حيث إن الجهاز اعترض فى البداية على الفكرة العامة لشخصية «خالد الدجوى» الذى يجسده محمد رمضان ويظهره المخرج محمد سامى مثل «البطل الخارق» بإظهار تعاطف الناس معه رغم كل الجرائم التى يرتكبها؛ كما يحرص طوال الفيلم على إظهاره كقدوة للشباب من خلال رحلة انتقامه لمقتل شقيقه وهو الأمر الذى يهدد الأمن القومى فى حال تعاطف الجمهور مع شخصية إرهابى، حيث حرص المخرج على التمجيد فى شخصية البطل لأبعد الحدود ؛ وهنا بالتحديد كان اعتراض الرقابة وهو اعتراض مقبول تمامًا فى ظل سيطرة الجماعات الإرهابية على عقول المئات من الشباب الذين تغسل عقولهم لتنفيذ مخططاتها الشريرة ولا يمكن تقديم هذا النموذج من خلال ممثل يحظى بشعبية كبيرة مثل محمد رمضان ويقوم الكثيرون من الشباب بتقليده. وعلى النقيض تمامًا من شخصية البطل المغوار التى يبرزها كل من رمضان وسامى؛ يظهر الفيلم الشرطة كجهاز «مشلول» وعاجز عن القبض على هذا الإرهابى لدرجة أن الجهاز لا يستطع الوصول إليه أو منعه طوال أحداث الفيلم؛ ومن أجل الهروب والتبرير لنفسه يقوم محمد رمضان بتصوير مشهد النهاية على أن الشرطة استطاعت الوصول إليه والقبض عليه بعد رحله طويلة من الفشل فى العثور عليه وتقييده؛ إلا أن تلك النهاية لم تكن كافية بالنسبة للرقابة لأنه طوال الأحداث يظهر الداخلية عاجزة وخالد الإرهابى المحبوب الذى يظهر فى شكل يمكن الاقتداء به، وإضافة إلى ذلك وجود عدد من مشاهد العنف التى طلبت الرقابة التقليل منها، كل هذه الأسباب جعلت الرقابة تقرر رفض النسخة الأولى التى قدمها محمد سامى، ليقوم بعد ذلك بتعديلها وتقديم نسخة هزيلة حسبما علمت «الصباح» وتم رفضها أيضًا مما جعله يطلب المناقشة لكنه تعامل معهم بشكل غير لائق وغير مهذب وترك المناقشة داخل مكتب رئيس الرقابة وهو ما أثار الأزمة بشكل أكبر، لكن مع اعتذار السبكى عما حدث ومحاولاته لإصلاح الأمور مع رئيس الرقابة خالد عبدالجليل الذى حاول الوصول لحلول، خاصة أن الأزمة لم تصل إلى حلول حتى نهاية الأسبوع الماضى ولكن رضخ محمد سامى لقرار الرقابة واتفقوا جميعًا فى النهاية على تقديم نسخة ثالثة من الفيلم حتى يحصل على تصريح بالعرض. وتنفرد «الصباح» بنص المشاهد الأخيرة من الفيلم كما جاءت فى سيناريو العمل والذى حصلت «الصباح» على نسخة منه؛ وتظهر المشاهد الأخيرة مرحلة انتقام خالد الدجوى من «الشيخ مصطفى» بعد عودته إلى مصر وابتعاد رجاله عنه بعد أزمة مع شخص يدعى «الشيخ عبدالله» الذى قام بتولية «معتصم» على الكتيبة التى كان يترأسها الدجوى مما أشعل الخلافات بينهما؛ وجعل أفراد كتيبته الإرهابية يعتقدون أن الدجوى فقد مراكز قوته داخل الجماعة خاصة بعد تولى شخص آخر إمارتها؛ لكنه يستطع الوصول إلى «الشيخ مصطفى» وقتله انتقاما لشقيقه وبعدها يبدأ فى البحث عن «الشيخ عبدالله» من أجل الانتقام منه هو الآخر وهو ما يشعرهم بالخوف منه؛ ليقوم «عبدالله» بتشديد الحراسة الشخصية على نفسه إلا أن خالد الدجوى يستطع الوصول له فى النهاية وقتله؛ بعدها يظهر المشهد الأخير بإلقاء القبض عليه على الرغم من إظهار فشل الجهاز طوال أحداث الفيلم فى القبض عليه. «جواب اعتقال» يشارك فى بطولته إياد نصار، سيد رجب، دينا الشربينى، صبرى فواز، محمد عادل، تأليف وإخراج محمد سامى، إنتاج أحمد السبكى.