مؤسسة الحملة: تعرضت لمضايقات أثناء ارتداء الفستان لأول مرة فدشنت حملة لترويجه دينا أنور: يجب التوقف عن ارتداء البنطلون لأنه يجعلنا أشبه بالرجال.. والعباءة السوداء زى سعودى وهابى عضو بمجمع البحوث: الإسلام دين وسطى ولا يتعارض مع أى حملة طالما التزمت بالزى الشرعى للمرأة فى البدء كان «البراح» و«الاتساع» هو سيد الموقف فى الملابس، غير أن تطورات الحياة وطبيعة الحركة فى ظل وسائل المواصلات والزحام، فرضت نمطًا مختلفًا خاصة للسيدات فيما يتعلق بشكل ملابسهن، ومؤخرًا ظهرت «موضة جديدة» تدعو الفتيات لارتداء «الفساتين» ذاع الطابع «الستيناتى»، أو ما يصطلح البعض على تسميته ب«الزمن الجميل»، وتدعو الحملة التى يتزايد عدد مؤيديها بين الحين والآخر، إلى «تطليق» النساء للبس «البنطلونات الجينز» والتوقف عن ارتداء أزياء شبيهة بالرجال و«استرداد الأنوثة»، غير أن العقبات التى تواجه الدعوة لا تتوقف عند حدود الملاءمة لطبيعة التدين ومدى مناسبة بعض «موديلات الفساتين» للفتيات المحجبات، فضلًا عن أن جريمة «التحرش» لمرتديات الفساتين، كانت واحدة من أسباب إصرار مروجى الفكرة على استكمالها.. «الصباح» رصدت تطورات الحملة وآراء القائمين عليها، وأبرز الداعمين لها. يتجاوز عدد متابعى الصفحة التى تروج للدعوة لارتداء الفساتين والتى تسمى «البسى فستانك واستردى أنوثتك»، أكثر من 3 آلاف متابع ولايزال الرقم فى تزايد متواصل، ويمكن كشف طبيعة التفاعل مع الدعوة عبر متابعة الصور التى يرسل بها أعضاء الصفحة وهن يرتدين «الفساتين»، ويعبرن عن مختلف الفئات العمرية، ويحكين تجربتهن بعد التجول بالفستان. تقول، دينا أنور 31 عامًا، طبيبة صيدلانية ل«الصباح»، إن سبب إقامتها الحملة يرجع إلى تجربة مرت بها هى وصديقتها، عندما قررتا ارتداء الفساتين وذهبتا إلى حفل، وهناك تعرضتا لمضايقات كثيرة، مما دفعها إلى تدشين حملة للدفاع عن أنوثة المرأة وحقها فى ارتداء ما يليق بها ويظهر جمالها. وتضيف دينا، الحملة تدعو لاسترداد أنوثة المرأة الطبيعية، والعودة إلى فساتين الفنانات مثل سعاد حسنى وشادية وفاتن حمامة، وتابعت «التنورة والبلوزة ليست للاحتفالات والسهرات فقط، بل لكل مكان مثل النادى والعمل والمصيف لكل من المحجبة وغير المحجبة ليناسب كل الفتيات وطبيعة عملهن». ودعت مؤسسة الحملة، إلى ترك ارتداء البنطلون والجينز، ووصفته بأنه ينزع من المرأة أنوثتها ويجعلها تتشبه بالرجل، فضلًا عن أن العباءة السوداء، ليست زيًا مصريًا وإنما يرتبط بالتوجه السعودى الوهابى. وخاطبت دينا، كل فتاة للبدء بنفسها وارتداء الفستان وفقًا لإمكانياتها وطبيعة المكان الذى ستذهب إليه، موضحة، أنها ستعمل على تنظيم «فاعليات» مثل يوم احتفالى للسيدات والفتيات لارتداء فساتين باختلاف أشكالها وسيتم تصوير المناسبة. وتروى ريهام الشربينى، 41 عامًا، سكرتيرة تنفيذية، تجربتها مع ارتداء الفستان، قائلة، « ذهبت إلى العمل وأنا أرتدى الفستان، لكننى تعرضت لمضايقات ومعاكسات كثيرة بالشارع»، وأضافت «على الرغم من المضايقات شعرت بأننى عدت إلى زمن الستينيات الجميل وشعرت بالأنوثة والرقى وأننى مفعمة بالطاقة والحيوية». بُعد آخر يتعلق برأى المحيطين، تلفت إليه، رباب فاروق، 31 عامًا، طبيبة، وتوضح أنها تعرضت لانتقادات كثيرة من قبل الأقارب والأصدقاء عند ارتدائها للفستان، وأشارت إلى أنهم كانوا يقابلونها بكلمات من نوع «أنت فى مصر»، فضلًا عن المعاكسات والتحرش اللفظى فى الشوارع. وأردفت رباب: «مع الوقت تعود الناس على شكلى الجديد، وبشكل شخصى عندما ارتديت الفستان شعرت برضا داخلى عن نفسها، وبأننى أنثى حقًا، وهو ما يجعلنى أطالب بعودة فساتين الستينيات والسبعينيات والكعب العالى». وتروى رانيا عزت، 33 عامًا، باحثة قانونية بمجلس الدولة، قصتها مع العودة لارتداء الفستان وتقول: «ذهبت به إلى النادى، وكان الجميع ينظر إلىّ باستغراب واستنكار، أحسست بأننى كنت محرومة من الأنوثة وبصراحة كنت «مسترجلة». واعتبرت رانيا، أن الفتيات يلجئن للبنطلون، لأنه يدارى أنوثة المرأة أكثر من الفستان، مطالبة بتصميم فساتين ملائمة لكل وقت وكل مناسبة. ول»«أحمد علي»، رأى مخالف للحملة، إذ يقول، إن عودة الفساتين مرة أخرى ستزيد من حالات التحرش والاغتصاب وخاصة مع الظروف الصعبة لشباب اليوم، وأضاف: «إذا كانت الفساتين القصيرة قد انتشرت فى الماضى، فهذا يرجع لطبيعة الزمن، وأيضا فقد كان الزواج سهلًا وميسرًا ولا يمكن العودة للوراء أبدًا». الداعمون وحظيت حملة «البسى فستانك واستردى انوثتك» بدعم من قبل بعض الشخصيات العامة والفنانين والكتاب الصحفيين، ودفع الحماس الفنانة، غادة أبراهيم، إلى إرسال صورتها للحملة، وهى ترتدى فستان أحمر، مصحوبة بتعليق منها يؤكد دعمها الحملة بشدة، وأضافت «أنا ممثلة واؤدى كل الادوار، ولكننى لا اجد راحتى وأنوثتى إلا فى الفستان». أمانى الوشاحى، نائب رئيس الكونجرس الأمريكى للأمازيع فى مصر، اعلنت عن دعمها للحملة، وارسلت بصورتها أيضا وهى ترتدى الفستان لصفحة الحملة. وبرأى، جهاد التابعى، مؤلفة كتاب «مُزة إنبوكس»، والتى شجعت المشاركة فى الحملة وارسلت صورتها وهى ترتدى فتان قصير أسود، فإن البنت الأنيقة «ذوقها حلو وليست قليلة الأدب»، وتضيف» لا أعرف كيف حدث التشوه الفكرى الذى جعل المرأة «مسترجلة» ذات ملابس والوان غير متناسقة». اما الإعلامية، ريهام فؤاد الحداد، فقد ارسلت صورتها للحملة وهى ترتدى فستان اسود طويل وآخر رمادى قصير، وتعبر عن اعتقادها بأن «الفستان هو إعلان وعنوان الأنوثة، وليس مجرد سلعة بل هو هوية المرأة»، مضيفة، إن الخطأ لَيْس فى الفستان بل فى العقول التى ذاب بها كل احترام والتى غزاها الفكر». الكاتب الصحفى، شريف الشوباشى، يقول إن الحملة تصب فى اتجاه التنوير واستعادة الشخصية المصرية التى ازدهرت فى الزمن الجميل، والتى محقتها سنوات طويلة هيمن فيها فكر الظلام والتدين الزائف»، موضحًا أن المرأة فقدت الكثير من أنوثتها عندما سارت وراء شيوخ الضلالة ودعاة الإفك وتصورت ان دورها فى الحياة هو ارتداء الحجاب ودعوة الآخرين لأداء فرائض الدين والانزواء عن مجتمع الرجال واقتنعت بأنها عورة وقطعة لحم يشتهيه الرجال». الشوباشى، توقع أن تواجه الحملة بالنقد واللوم والتقريع مثل كافة دعوات التقدم والاستنارة، وخاطب منسقة الحملة بالقول: «تذرعى بالجلد ولا تهتمى بالسفهاء، أنظرى إلى الأمام وسننظر معك ونؤازرك بكل ما أوتينا من قوة». وعلى الرغم من زيادة عدد المؤيدين للحملة، إلا أن نظرة سريعة على تاريخ تطور علاقة المرأة بالأزياء خلال الخمسين عامًا الأخيرة، توضح أن السيدات هن من قررن شن حملات لارتداء البنطلون وتحطيم الكعب العال، ولعل فيلم مثل «بنات حواء» بمثابة توثيق اجتماعى، لحالة السيدات اللاتى ظهرن فيه وهن يكسرن الكعب العالى، ويدعون لارتداء البنطلون، فضلا عن عدد من الافلام الأخرى التى ترتدى فيها البطلة البنطلون للترويج له، كفيلم «الأيدى الناعمة» و«حواء فى الطريق» و«بنت 17». وبحسب، الدكتورة هالة إبراهيم، أستاذة علم الاجتماع، فإن المرأة دائما تثور ضد كل ما يسيطر ويُفرض عليها من قبل المجتمع وكل ما يشعرها بأنها مقيدة، وتقول «الثورات فى عالم الملابس وإن بدت متنافرة من زمن لآخر، إلا أنها ترتبط بطبيعة تطور المجتمع ومتطلباته حينها». وبرأى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، الدكتور، حامد أبو طالب، فإن بعض المتطرفين من المتشددين الاسلاميين سيطروا خلال السنوات الماضية على عقول السيدات، فألزموهن بارتداء النقاب للمرأة وذلك تشبها ببعض الدول الاسلامية. واضاف أبو طالب، «ظهرت أقلام تطالب بخلع النقاب وتدعى إلى سفور المرأة، وكلا الرأيين من اليسار أو اليمين يجب أن يقاوما لأن الاسلام دين وسطى، ولا يتعارض مع أى حملة طالما لا تتعارض مع زى المرأة الشرعى، وأحكامه التى يجب الا تشف أو تصف وأن يكون فضفاضًا».