*السادات وقرطام رفضا اقتراح البدوى بأن يتولى عمرو موسى رئاسة القائمة الموحدة نجح رئيس الوزراء الأسبق، الدكتور كمال الجنزورى، فى الحفاظ على تماسك قائمة الانتخابات الموحدة، التى أوشك على الانتهاء منها، بعدما فشلت محاولات رئيس حزب الوفد، الدكتور السيد البدوى، فى تفتيت القائمة، وسحب القوى الرئيسية المشاركة فيها، وإقناعها بالدخول فى تحالف واسع، استجابة لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال اجتماعه مع عدد من الأحزاب السياسية، خلال الشهر الجارى. وأكدت مصادر مطلعة ل«الصباح»، أنه «فى مواجهة ضربات البدوى، نجح الجنزورى فى الحفاظ على تماسك القوى المكونة لتحالفه، وأبرزها المصريين الأحرار، والجبهة الوطنية، وتيار الاستقلال»، مشيرة إلى أن «الجنزورى اجتمع مع رئيس لجنة الانتخابات فى حزب المصريين الأحرار، الدكتور عصام خليل، والكاتب الصحفى مصطفى بكرى، ممثلًا لتحالف الجبهة المصرية، والمستشار أحمد الفضالى، بصفته رئيسًا لتيار الاستقلال، فى منزل الأخير، الثلاثاء الماضى، لرسم آخر ملامح تشكيل القائمة». وأضافت أن «رئيس حزب الوفد، السيد البدوى، أكد خلال اجتماع الأحزاب السياسية، الذى دعا إليه لتشكيل القائمة الموحدة، أن الوفد وتحالف أمل مصر، يزكيان رئيس لجنة الخمسين، عمرو موسى، لقيادة القائمة، ما لقى اعتراضا من رئيس حزب الإصلاح، محمد أنور السادات، ورئيس حزب المحافظين، أكمل قرطام، بينما أعلن رئيس حزب الكرامة، محمد سامى، بصفته مندوبًا عن تحالف التيار المدنى الديمقراطى، تأييده لأن يتولى الدكتور عبدالجليل مصطفى، والدكتور أحمد البرعى، قيادتها، ما تسبب فى نشوب خلافات أثناء الاجتماع، أدت إلى تأجيل الحديث عن القيادة، لحين الاتفاق على الأسس التى ستقوم عليها القائمة». وأشارت إلى أن «الخلاف حول عدد المقاعد المخصصة لكل حزب داخل القائمة الموحدة، التى يسعى الوفد لتشكيلها، من أبرز النقاط الخلافية، حيث اختلفت الأحزاب المشاركة حول تمثيل كل منها، وعرض البعض أن يكون التمثيل الحزبى بنسبة من 3 إلى 5 مقاعد، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات العامة، وممثلى الفئات الأخرى فى القوائم، من الشباب والمرأة وذوى الاحتياجات الخاصة والمصريين فى الخارج، ورفض البعض تلك النسبة، لأنها لن تلبى مطالبهم الحزبية». وأثارت آلية اختيار المرشحين، عن طريق اللجنة التى يرأسها نقيب المحامين، سامح عاشور، الخلافات التى فشل المجتمعون فى تلافيها أثناء الاجتماع، حيث أبدى البعض اعتراضه على رئاسة عاشور للجنة، لأن تشكيلها قبل الاجتماع، يؤثر بالضرورة على اختيار المرشحين، وعلى نسبة كل حزب فى القائمة. ونشب خلاف آخر على تشكيل لجنة إعداد القوائم، بسبب وجود الأمين العام لتحالف الوفد المصرى، الدكتور عمرو الشوبكى، فى عضويتها، باعتبار أنه سبق له إعداد ميثاق شرف للأحزاب المشاركة فى التحالف، دون أن يتم الاتفاق عليه، بسبب بعض البنود التى كانت تسمح بسيطرة أحزاب بعينها على المقاعد، مما يخشى المعترضون من الوقوع فيه مرة أخرى. ورفض المهندس محمد سامى مطالبات البدوى وعدد من المجتمعين، بينهم رئيس حزب حماة الوطن، بوجوب استبعاد ممثلى قائمتى الجنزورى وعبدالجليل مصطفى، المعروفة باسم صحوة مصر، من القائمة الموحدة، مما اعتبره رئيس «الكرامة» محاولة من «الوفد» للسيطرة على القائمة الموحدة. وأضافت المصادر أن قائمة الجنزورى، كانت أحد أسباب فشل مساعى الوفد لتوحيد قائمة الأحزاب، لأنها تسببت فى فرقة الأحزاب، وعدم لم الشمل، مع اعتبار البعض لها أنها قائمة الدولة، فيما رفض آخرون الانضمام إليها، لأن الجنزورى يفرض شروطًا بعينها، مما تمثل مأزقًا للأحزاب المدنية، ولا تسمح بنسبة تمثيل عادلة، على حد قولها. ومن جانبه، أكد المتحدث باسم تحالف الجبهة المصرية، مصطفى بكرى، فى تصريحات ل«الصباح»، أن الاجتماع الذى جمع ممثل المصريين الأحرار، والجنزورى، وتحالف الجبهة المصرية، وضع النقاط الأساسية فى اختيار مرشحى القائمة، مشيرًا إلى أن فشل اجتماع الوفد سببه عدم الاعتراف بجهود الجنزورى فى توحيد القائمة، «يريد الوفد أن يأخذ دورًا ليس دوره». وأضاف أن «الهجوم على الجنزورى لم يكن فى محله، لأنه سبق أن قال إنه لا يتحرك بتعليمات من الدولة، وإنما من باب المسئولية الوطنية، بعد أن فشلت الأحزاب فى الوصول إلى اتفاق واضح، بسبب الصراع على مصالحها الشخصية». وفى المقابل، أكد البدوى، تقديره لمجهودات الجنزورى، وكل المبادرات الساعية للتوفيق بين القوائم الانتخابية، مشيرًا إلى أن «قائمة الجنزورى لا توجد فيها كفاءات يمكنها أن تعبر بالبرلمان المقبل إلى بر الأمان، بينما اتخذ تحالف الوفد المصرى قرارًا بتشكيل قائمة انتخابية تضم كل الشخصيات المستقلة والحزبية، بغض النظر عن الانتماء السياسى، بشرط أن تتوافر لديها القدرة والكفاءة وثقة المواطن، بالإضافة لمشاركة الأحزاب السياسية».
وأوضح فى تصريحات خاصة ل«الصباح» أن «التحالف لن يشارك فى قائمة الجنزورى، وليس من العيب أن تكون هناك قائمتان متنافستان فى الانتخابات»، نافيًا أن يكون الجنزورى عرض عليهم أى مقاعد فى قائمته الانتخابية، كما شدد على أن موسى جزء من تحالف الوفد المصرى، والتحالف جزء منه، و«من المحتمل أن يقود موسى القائمة، التى ستخوض الانتخابات على كل المقاعد الفردية».