تصاعدت حرب القوائم القومية استعدادا للانتخابات البرلمانية المقبلة، حيث انضم لتلك المنافسة أخيرا د. عبدالجليل مصطفي، عضو لجنة الخمسين والمنسق السابق للجمعية الوطنية للتغيير بقائمة يقترب من تشكيلها، ود. أحمد البرعي، وزير التضامن السابق على إثر مطالبات له من قبل بعض شباب القوى الثورية والأحزاب فى إطار مبادرة «الفرصة الأخيرة» للسعى لتشكيل قائمة وطنية موحدة . فبعد أسابيع من المفاوضات وما تردد من أقاويل حول كون قائمة الجنزورى محسوبة على بعض أجهزة الدولة لتشكيل ظهير سياسى للرئيس فى البرلمان المقبل، وسعيه لاستقطاب القوى السياسية وشخصيات عامة بعينها وتجاهل الآخرين فضلا على الخلافات التى صاحبت مشاوراته حول نسبة تلك القوى فى القائمة الأمر الذى فجر خلافات داخلية فى بعض الأحزاب السياسية التى رفض شبابها الانضمام لقائمة الجنزورى فى الوقت الذى رحبت قياداتها بذلك يبدو أن مساعى الجنزورى فشلت حتى الآن فى تشكيل قائمة وطنية موحدة برغم إعلان أحزاب مثل المصريين الأحرار و الحركة الوطنية وجبهة مصر بلدى و حزب مصر الحديثة انضمامها للقائمة وتأييدها لها. وقبل ذلك أعلن تحالف الوفد المصرى تشكيل قائمته الخاصة بشخصيات وقوى سياسية من داخل أحزاب التحالف وخارجها لمنافسة قائمة الجنزوري، ويعقد التحالف مشاورات جادة فى الوقت الحالى مع بعض أحزاب ائتلاف الجبهة المصرية التى أبدت رغبتها فى الانضمام لقائمة تحالف الوفد مثل أحزاب المؤتمر والغد والتجمع. وبعد مؤشرات فشل الجنزورى برز اسم د. عبدالجليل مصطفي، عضو لجنة الخمسين فى حرب القوائم حيث كشفت مصادر مطلعة قريبة من مجموعة عبدالجليل للأهرام أنه عكف على تشكيل قائمته سرا فى الشهور الثلاثة الأخيرة و من مجموعته شباب كانوا أعضاء فى حملة دعم الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما كان مرشحا للانتخابات، وأن قائمته تسعى لاستقطاب عدد من الشخصيات العامة بالإضافة إلى الشخصيات الحزبية. وكشفت المصادر أن القائمة القومية التى يعمل عليها عبدالجليل لن تكون حزبية وتسعى لضم شخصيات من مختلف التوجهات المدنية وبعض كيانات المجتمع المدنى والنقابات فضلا على بعض الشخصيات الحزبية من بعض الأحزاب لكنهم سينضمون للقائمة بصفتهم الشخصية وليس الحزبية، ومن أبرز الأسماء المطروحة للانضمام لتلك القائمة : ميرفت التلاوى رئيسة المجلس القومى للمرأة ، الحقوقية منى ذوالفقار، والدكتورة هدى الصدة القيادية بالحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعي، والكاتبة سكينة فؤاد، والدكتورة نيفين عبيد للمنافسة على مقاعد المرأة، وكمال سليمان، وسيم السيسي، ومكرم مهني، وإيهاب رمزي، للمنافسة على مقاعد الأقباط، وأحمد عيد، وعمرو صلاح، ومحمد عبدالعزيز، وصفوت عمران، للمنافسة على مقاعد الشباب. فى الوقت نفسه أطلق مجموعة من شباب القوى السياسية مبادرة الفرصة الأخيرة- لوضع قائمة وطنية موحدة لخوض البرلمان المقبل مطالبين الدكتور أحمد البرعى وزير التضامن السابق بقيادة المشاورات لتشكيل تلك القائمة ، وقال د. هانى مهنا، المنسق العام للمبادرة أنهم أطلقوها منذ أيام بعد ما لمسوه من سيطرة الخلافات والحسابات الشخصية على مشاورات تشكيل القائمة الوطنية التى فشل الجنزورى فى تكوينها ومن قبله عمرو موسى وغياب التوافق بين القوى السياسية واتجاهه لتغليب المستقلين. وأوضح مهنى للأهرام أنهم قد وضعوا شروطا للقائمة بحيث تكون القائمة حزبية، ومفتوحة لكل الأحزاب التى تؤمن بالدولة المدنية، والتى تعترف بثورتى 25 يناير و30 يونيو، ولكل من لم تتلوث يداه بالفساد السياسى أو المالى أو بدماء المصريين، مع وضع ميثاق شرف تلتزم به كل الأحزاب المنضوية فيها، كما يتم تقسيم مقاعد القائمة على الأحزاب وفقاً للوزن النسبى لكل حزب مع مراعاة المرونة اللازمة فى إطار الحرص على التوافق، مشيرا إلى تشكيل لجنة فنية متخصصة لوضع آلية مُرضية لتوزيع حصص القائمة الوطنية على الأحزاب والتحالفات الموجودة فيها تعتمد على أسس علمية وموضوعية لوضع معايير ونسب المشاركة بالقائمة فى إطار من الشفافية والمرونة اللازمة وطرح الأطماع الشخصية جانباً. وأضاف أن قانون الانتخابات الحالى يدعم الفردى والمستقلين و يعجز الأحزاب عن تشكيل قوائم ترضى الجميع لأنه يفرض عليها تمثيل فئات غير ممثلة ولا ينظر لها على أنها عمل حزبى بالأساس، معربا عن أمله فى أن يتم استبدال نظام القوائم المطلقة بالنسبية، كاشفا عن أنهم سيسعون لاستقطاب المرشحين التكنوقراط من داخل الأحزاب ولن يسعوا لاستقطاب شخصيات عامة بعينها وكشف مهنى للأهرام أن شباب المبادرة مجموعة من المستقلين وشباب الأحزاب والقوى الثورية مثل أحزاب : المصريين الأحرار والدستور والوفد بالإضافة إلى تكتل القوى الثورية، نافيا ما تردد حول كون تلك القائمة نابعة من داخل تحالف التيار الديمقراطى المنضم له البرعى لمنافسة قائمة الجنزورى التى تجاهلت التيار، مؤكدا أنهم لا يسعون لمحاربة قائمة الجنزورى . وحول سبب اختيارهم البرعي؛ أوضح منسق الفرصة الأخيرة أن البرعى بالنسبة لهم كان الاختيار الأفضل كشخصية توافقية مستقلة، كانت له جهوده المستمرة لتمكين الشباب عندما كان وزيرا بالحكومة السابقة الأمر الذى جعله مقربا منهم فضلا على استمراره بمحاولات توحيد القوى السياسية المختلفة، مؤكدا أن استجابة البرعى لهم كانت ايجابية بعد ساعات من طرح المبادرة وأنه وعدهم بطرحها على أحزاب التيار الديمقراطى وتحالف الوفد وحزب المصريين الأحرار، لافتا إلى أن الدكتور أحمد البرعى التقى أمس د. السيد البدوي، رئيس حزب الوفد بمقر مؤسسة الشروق على هامش الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر الشروق للقوى السياسية وتباحثا حول المبادرة.