صندوق «بيت العيلة» جمع 9 ملايين جنيه فقط فى 6 أشهر.. رغم أن خطة إعادة إعمار الكنائس تحتاج ل190 مليونًا القمص سلوانس: قرية دلجا بالمنيا بها أربع كنائس محترقة لم يتم البدء فى ترميم أى منها حتى الآن ما زال المصريون جميعا ينتظرون جنى الثمار من ثورتى 25 يناير و30 يونيو، يصبرون بصعوبة على الشوك المتمثل فى القتل والنهب والفوضى ووقف الحال فى انتظار تفتح الورود وازدهار الأحوال. والأقباط كجزء لا يتجزأ من المجتمع المصرى يعانون كما يعانى المجتمع، وخريطة أحزان وآلام الأقباط فى سنوات الثورة متشابهة مع خريطة أحزان المصريين، وأهمها استهداف الكنائس من هدم وحرق وتدمير قام به المتطرفون مستغلين غياب الأمن كى يجعلوا الأقباط يدفعون ثمن وقوفهم إلى جانب باقى أفراد الشعب بهدف إزاحة الإخوان عن سدة الحكم. أما المحطة الثانية فى خريطة آلام الأقباط فهى عمليات الخطف المتكررة التى يتعرض لها الأقباط خاصة فى الصعيد بهدف الحصول على إتاوات منهم والاستيلاء على أراضيهم، رغم أن الأقباط يتطلعون طوال تاريخهم إلى العيش فى سلام، ويحلمون بإقامة دولة مدنية تحفظ حقوقهم.
كنائس محترقة
تواصلنا مع القمص سلوانس، راعى كنيسة العذراء الأثرية، والتى احترقت بدلجا فى محافظة المنيا، والذى قال إن دلجا بها أربع كنائس محترقة لم يتم البدء فى ترميم أى منهم حتى الآن، مشيرًا إلى أن هناك لجانًا تابعة للإدارة الهندسية للقوات المسلحة تأتى للمعاينة فقط، ولكنهم لم يحددوا موعدًا لبداية العمل فى الترميم. ويتابع سلوانس فى تصريح خاص ل «الصباح»: « هذه اللجان قاموا بالتنبيه علينا ألا نقوم بأى أعمال ترميمات أو إصلاحات للكنائس من أنفسنا، لأن من سيقوم بذلك الإدارات الهندسية والجيش، وقد حددوا لنا موعدًا فى سبتمبر من العام الماضى لبدء العمل، لكن لم يبدأ شىء» أما بالنسبة لعمليات الخطف التى تقوم بها عصابات مسلحة لأجل فرض إتاوات على الأقباط هناك، فيقول كاهن دلجا: مازالت عمليات الخطف مستمرة لكن هناك تحسنًا ملموسًا فى الفترة الأخيرة بسبب الاهتمام الأمنى بهذه المشكلة».
جدير بالذكر أنه بعد حرق ما يقرب من 80 كنيسة فى أعقاب فض اعتصامى رابعة والنهضة، تحركت الدولة بمؤسساتها المختلفة خاصة الأزهر والكنيسة ودشنوا «صندوق بيت العائلة» من أجل إعادة إعمار دور العبادة المهدمة عن طريق التبرعات، وظهر فيها حماس من رجال الأعمال فى بداية العمل، لكنه سرعان ما انطفأ هذا الحماس وتحول إلى خيبة أمل، خاصة أنه لو تم الكشف عن حجم التبرعات التى وصلت «صندوق بيت العائلة» لكانت النتائج مخجلة.
من جانبه قال الأنبا بيمن، أسقف نقادة ومسئول الأزمات فى الكنيسة ل«الصباح»، إن هناك فصلًا تامًا بين صندوق بيت العائلة وعملية ترميم الكنائس، فعملية الترميم تتم بناء على خطة من ثلاث مراحل، المرحلة الأولى بدأت منذ فترة وستنتهى فى 30 يونيو القادم، ويتم فيها هدم وإعادة بناء الكنائس، وقد تم العمل فى 10 مواقع واستهدفت 13 كنيسة، أما المرحلة الثانية فتبدأ من 30 يونيو وتنتهى 13 ديسمبر، وهى تستهدف الكنائس الأقل تضررًا وتشمل أعمال الترميم، أما المرحلة الثالثة والأخيرة فتبدأ من بداية العام القادم، وتنتهى فى 30 يونيو 2015. أما عن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بدلجا، والتى تهدمت، فيوضح بيمن أن هذه مسئولية هيئة الآثار واليونسكو، ويتابع : أقول للمهتمين لا تقلقوا.. فالقوات المسلحة تقوم بما وعدت به على أكمل وجه.
إعلانات التبرع
اعتراضات كثيرة واجهها «إعلان التبرع» الذى أذيع مؤخرًا من جموع الأقباط، مستنكرين خروج «رأس الكنيسة» البابا تواضروس الثانى فى إعلان تليفزيونى لجمع التبرعات لبناء الكنائس المهدمة من خلال بيت العائلة، وعن ذلك يقول كمال زاخر الناشط القبطى أنه لابد من إخراج بيان تفصيلى عن المبالغ التى جمعت وأسماء المتبرعين بالنسبة لصندوق بيت العائلة، لافتًا إلى أنه يجزم بحدوث صدمة إذا تم ذلك كونه سيعرى المجتمع كله بسبب الأرقام الهزيلة التى سيكشفها، مشيرًا إلى أن هذا سيضع علامة استفهام كبيرة على الكثير من رجال الأعمال الأقباط الذين يصطفون فى الصفوف الأولى فى الأعياد ويستعدون لدخول البرلمان عن طريق الكنيسة، مطالبًا إياهم بالإيفاء بما أعلنوه أمام الشعب، مؤكدًا أنهم دائمو التبرع للاعبى الكرة والفنانين، وأنه حسب الأرقام المعلنة فقد تم جمع 9 ملايين جنيه فى أكثر من ستة أشهر، بينما المطلوب 190 مليونا.
وعن خروج قداسة البابا تواضروس فى إعلان تليفزيونى لجمع التبرعات، اعتبر زاخر ذلك سببًا آخر ضمن أسباب خيبة الأمل، فبالرغم من ظهوره فى الإعلان لم يتحرك أحد، وهو ما يكشف عن أزمة شعبية وحكومية أصابت العمل التطوعى.