مواطن يسأل عن حكم أكل الجمبرى.. وآخر عن حكم شرب المياه الغازية بين الاستفسار عن حكم ممارسة اليوجا وأكل الجمبرى، تنوعت غرائب وعجائب فتاوى المصريين الذين توجهوا باستفسارهم إلى دار الإفتاء المصرية، وبحسب الأرقام الصادرة عن الدار فقد احتلت مسائل الزواج والطلاق المرتبة الأولى فى مجال اهتمامات وفتاوى المصريين، وجاءت بعدها مسائل الجنس بين الأزواج. مزيد من التفاصيل المدهشة فى السطور التالية. بمجرد مرورك بالقرب من دار الإفتاء تجد طوابير عريضة من المواطنين رجالاً ونساءً.. جاءوا من أماكن شتى تشمل القطر المصرى بأكمله محتملين فى ذلك مشقة السفر والانتقال وترك الأعمال بغية حصولهم على إجابة علماء الإفتاء على أسئلتهم واستفساراتهم.. يرجع السبب فى ذلك إلى امتلاك الدار منهجية عملية منضبطة مشهود لها بالوسطية وهى منهجية الأزهر الشريف فى بيان الأحكام الشرعية للمواطنين فى ما يعرض لهم من قضايا بعيداً عن التشدد والغلو. وقد شوهد بشكل لافت خلال حكم جماعة الإخوان، أن هناك ازديادا فى تلقى استفسارات المستفتين على اختلاف أماكنهم وأسئلتهم، نظراً لأن الساحة الدينية كانت تعانى من فوضى فى الفتاوى والخطاب الدينى نظراً لتصدر غير المتخصصين للإفتاء عبر الفضائيات الدينية، الأمر الذى أحدث بلبلة وتشكيكا للناس فى أمور دينهم ووجدوا الدار ملاذا لهم من هذه الفتاوى المضللة. ففى سابقة هى الأولى من نوعها بلغ عدد الفتاوى التى أصدرتها الدار مع بدء العام الحالى إلى 300 ألف فتوى سواء شفوية أو مكتوبة أو إلكترونية. وتنوعت الفتاوى لتشمل نحو 150 موضوعاً اجتماعياً مختلفاً تناولت كل ما يهم المسلم من أمور فى مناحى حياته المختلفة، فقد صدرت عن الدار فتاوى تحت عناوين مختلفة منها «كتابة عيد ميلاد سعيد على التورتة، وبناء المساجد على أرض زراعية، والتصرف فى المال المتبقى للأفراد من نفقة الحج، والحقن المجهرى، وتحديد نوع الجنين وتمويل المشروعات الصغيرة والأسر المنتجة، والمحافظة على الآثار الدينية، والولاية التعليمية وزواج المسلمة من الدرزى، وزكاة المال لمعاهد الأورام والاستعانة بالوسائل التكنولوجية الحديثة لاستخراج إعلامات الوراثة المميكنة واستخدام التبرعات لدعم صندوق الزمالة وزكاة لهيئة الإغاثة الإسلامية واليوجا وحكم بيع الترامادول وبيع البنزين المدعم فى السوق السوداء وزيارة مقامات آل البيت والصالحين وطلب المدد من الأنبياء والصالحين والمسابقات التليفزيونية ومعاشرة المطلقة فى فترة العدة واستحقاق أفراد الأسرة فى كدّ أحدهم إذا كانت معيشتهم واحدة. كما شملت الفتاوى حكم الأخذ بالثأر، ورسم البشر والحيوانات والتيسير فى أداء مناسك الحج وتخدير الحيوان قبل ذبحه، وعقد الإيجار المنتهى بالتمليك والذمة المالية للزوجة وحق الزوج فى راتب زوجته وإشهار الإسلام وميراث والكلام على الأبراج السماوية فى المناهج الدراسية وحكم الاحتفال بيوم شم النسيم، وهل خال الأم يعد محرمًا للمرأة، والصيام فى البلاد التى يقصر فيها الليل وحكم بيع الدواء بأقل من سعره المحدد من الوزارة وإثبات أن السفه وعدم الحيازة لا يمنعان الإرث والتعدى على السلع المدعومة والدفن فى الفساقى وثقب غشاء البكارة لضرورة طبية والزكاة لرصف الطرق وإنارة الشوارع وحكم الاتجار بالبشر وابتكار جهاز تسجيل أدعية دينية وحكم التسويق عن طريق مشاهدة الإعلانات فى الإنترنت وزكاة بتوصيل المرافق للفقراء. وجاء بين الفتاوى الرد فى مسألة حكم مشاهدة المصارعة والاستثمار فى أذون الخزانة الحكومية وودائع البنوك وحقوق المطلقة قبل وبعد الدخول وزكاة المال أدوية للفقراء وزكاة مال القصر وأذون الخزانة والصلاة من المصحف وحكم أكل الجمبرى واستضافة المحضون، ودفن المسلم فى تابوت فى مقابر غير المسلمين للضرورة وحكم حلق اللحية والسفر بدون محرم والدعاء جهرا عن القبر وشرب الفيروز والبريل والتلقيح الصناعى وقائمة المنقولات عن الخلع ونفقة المتعة وتعدد الجمع فى مسجد واحد والحلف بالنبى وبيع الدقيق المدعم والتعدى على الأضرحة وصلاة التسابيح وبيع العيينات الطبية المجانية المقدمة من شركات الأدوية، وبيع وشراء أدوية التامين الصحى وبيع وشراء الأدوية غير المرخص بها من وزارة الصحة وقيام الصيدلى بترخيص صيدلية لغير صيدلى. وتضمنت الفتاوى الرد على اشتراط عمل الزوجة قبل الزواج، وكتابة القرآن على جدران المساجد واصطحاب الأطفال إلى المساجد، وحكم الشرع فى التمثيل والزواج فى مرض الموت، ونزع القداسة عن الأنبياء والعشرة المبشرين بالجنة وآل البيت الكرام، وزواج القاصرات والاختلاط فى قاعات الدراسة، والرد على من أنكر فرضية الحجاب وأسئلة متنوعة عن تولى المرأة الإفتاء وغيره من المناصب الدينية وعدم سقوط الحق بالتقادم ودفن المسلم الذى لم يشهر إسلامه مع المسلمين، وحكم هدم الأضرحة وزيارة الصالحين وآل البيت والصلاة فى المساجد التى بها قبور والدعاء بالأولياء الصالحين، وغير ذلك من الفتاوى الخاصة بالشبكة والتصرف حال الحياة وفتاوى الصلاة والزكاة وفتاوى الصيام والحج. الأكثر إقبالًا ومن أكثر الموضوعات التى ورد إلى الإفتاء أسئلة بشأنها ستة موضوعات تتعلق بالزواج والطلاق والأمور الجنسية بين الزوجين وأيضاً الشبكة والهدايا والتصرف حال الحياه وفوائد البنوك والتأمين والزكاة، ووصلت عدد الفتاوى التى أصدرتها الدار فى هذه الموضوعات لأكثر من 65 % من إجمالى عدد الفتاوى، أى ما يقرب من 300 ألف فتوى عن هذه الموضوعات. وقد وصلت استفسارات المواطنين حول العلاقات الجنسية بين الأزواج والزواج والطلاق وحقوق المطلقة قبل وبعد الدخول بها والحكم فى قائمة المنقولات عن الخلع ونفقة المتعة ومعاشرة المطلقة فى فترة العدة وغيرها من الأمور المتعلقة بالزواج والطلاق، إلى أكثر من 100 ألف فتوى. كما بلغت استفسارات المواطنين حول الشبكة والهدايا إلى أكثر من 80 ألف فتوى، وذلك على غرار هل تأخذ العروس الشبكة والهدايا التى أهداها لها العريس إذا فضلت الانفصال بسبب خطأ من العريس أو العكس، وما حكم التزاور بين الزملاء من الرجال والنساء وحدود التعامل باليد، وكذلك حكم ممارسة اليوجا وبيع الترامادول والبنزين المدعم فى السوق السوداء وحكم أكل الجمبرى. كما قامت الدار بالرد على أسئلة المواطنين حول موضوع «التصرف حال الحياة» وهل يجوز للأب أن يكتب لابنه عقارا وهو ما زال على قيد الحياه ويحرم بناته أم لا وغيرها من الأمور المتعلقة بالميرات ووصلت عدد الفتاوى التى أصدرتها الدار فى هذا الموضوع إلى ما يقرب من 60 ألف فتوى. وجاءت الموضوعات المالية المتمثلة فى معرفة أحكام التعاملات البنكية والتأمين على الحياه وزكاة المال للمؤسسات والشركات والأفراد فى المرتبة الثالثة حيث وصلت عدد الفتاوى التى أصدرتها الدار فى هذا الشأن إلى 48 ألف فتوى. كما وردت إلى دار الافتاء العديد فى الأسئلة السياسية من قبل المواطنين تتعلق بالمشاركة فى الاستفتاء على الدستورالجديد من عدمه، وهل هناك حرمة فى عدم التصويت مثلما كان يزعم قيادات الأخوان بأن من يقول «نعم» سيدخل الجنة ومن يقول «لا» سيدخل النار وينال غضبا من الله. فكان رد الدار حيادياً بضرورة المشاركة فى الأستفتاء كواجب وطنى ودينى تجاه البلاد لكن الدار لم توجة المواطنين للتصويت بنعم أم لا. وهناك أسئلة عن الأمور الغيبية وردت إلى الدار يطلب فيها المواطنون من علماء الإفتاء تفسير بعض أحلامهم أو علاجهم من السحر أو المس وإخبارهم بمن عمل لهم السحر وغيرها من الأمور الغيبية التى تبعد تماماً عن اختصاصات علماء الإفتاء والخبراء الشرعيين. ومن أغرب الوقائع التى تعرضت لها الدار خلال الفترة الماضية ذهاب شخص مختل عقلياً إلى الدار يدعى أنه «النبى محمد» ودخل الدار وقال بصوت جهورى «أنا النبى.. أنا النبى» وقال للعاملين بالدار إنه جاء إلى الدار ليعلن نبوته للناس جميعاً من خلال مساعدة علماء الدار له. وقد تدخل أمن الدار فى الوقت المناسب. وبجانب الفتاوى الشفوية التى يجىء المواطنون لمعرفتها من كبار علماء الإفتاء هناك أيضا بالدار قسم خاص بالفتاوى الهاتفية المسجلة وذلك عن طريق الهاتف برقم مختصر (107) يسهل على طالب الفتوى استخدامه من داخل وخارج البلاد تتلقى الخدمة الأسئلة الواردة بتسع لغات «عربى – إنجليزى – فرنسى – أسبانى – تركى – أوردو – ألمانى – روسى – أندونيسى»، ويرد على السائل أحد موظفى هذه الخدمة ليسجل بياناته ويرشده إلى الطريقة الميسرة السهلة لتسجيل سؤاله وذلك من خلال الإرشادات الصوفية الآلية فى هذه الخدمة ثم يأخذ السائل رقماً سرياً خاصاً ويتصل بعدها بساعة ويتبع نفس الخطوات للحصول على الإجابة عن فتواه.
وهناك خدمة الفتوى الهاتفية المباشرة حيث يرد أمين الفتوى مباشرة على السائل برقم معين، وهى خدمة يومية تستقبل أسئلة الجمهور، ويبلغ عدد الفتاوى الهاتفية يومياً خلال الخدمتين أكثر من ألف فتوى يومياً.